هزجت ترسل اللحون الطرابا فأعادت الى الربيع الشبابا
أتراها من خمر بابل تسقي أم من العطر تشرب الانخابا
العصافير تملأ الجو شدوا والازاهير تنشر الاطيابا
والفراشات حائمات نشاوي من ندى الفجر يرتشفن الشرابا
وثغور الازهار تبسم جذلى ناشرات ألوانهن العذابا
والغصون اللدان مالت كغيد وعيون النمير سالت رضابا ...
مثل ذوب اللجين صفوا ونورا يتهادى مغنيا منسابا
وخرير المياه عذب شهى والسواقي تدغدع الاعشابا
كل هذى الربوع - وهي عروس لبست حلة الزهور ثيابا
كلها تسأل الوجود وتشدو : " مالذى جمل الربيع فطابا ؟
فكأنا نحس أنا خلقنا من جديد خلقا بديعا عجابا"
فتهادي الوجود يضحك ضحكا سرمدينا عذب السنى وأجابا :
"منذ قرن فقد كان ( ماي) حزينا وأتى اليوم ضاحكا خلابا
فسرى في الثرى رحيق عجيب وتغنى مصفقا مطرابا
كان فصل الربيع فصلا كئيبا رغم أنى عهدته مخصابا
فأتى اليوم كالشعاع سنيا راقص الخطو منشدا وثابا
وكأن الارض السليبة راقت إذ أعدنا من الدخيل الترابا
فاضحكي أرضنا الحنون وتيهى بعد ما عشت فى الشقا أحقابا
قد أعاد الشباب أرض جدودى فاستعادت أرض الجدود الشبابا
