الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "الفكر"

فصرخت جياش المنى :، (( لابد أن . . . ))

Share

يا ســـارق النار  المضيئــة  غـــــــــرد            واعزف  أناشيــــد  الخلــــود  وردد

ماست عذاب النور في عرس الشذى        تستقبل الذكــــرى بشتـــــى الأبرد

والواحة  الغنـــاء  صفـــــق  نخلــهــــا           وتبســـــمــــت مــن لــؤلـــؤ وزبرجـد

فالنهر  يسـحـــب ذيلــــــه مـتـــــأودا             تحت النسيم الرخو يرقص في رد

والطير تذكي في جوانحها الهوى              معسولة النجوى تروح وتغتـــدي

والزهر في ذكراك يفشــي سحـــره             عبق التحايا رافـــلا في العسجــد

يا أيهـــا الفجر السمـــاوي الـــــــــــذي      هامت به كل الشموس الخــــرد

ذكراك عيد العنفـــــوان و عــرســه         ذكراك  ريعــان الشموخ المخلـــد

ذكراك تعبــق بالسنــاء وبــالسنـــى        فتأزر المجـــد المـــؤثــل وارتــــد

خمســون عاما قـد مضت . . لــكنها       لم تمض باللألاء والعطـر النــدي

فــــبــكل نـــور ومضـــة خفـــــــاقــــة        من فجرك الزاهي الضحوك السرمدي

وبــــكل عطــر نفـحـة مختـــــــالــة           هبطت  إلينا  من  شذاك  الأغيـــــد

يــــــا شعلــة الإلهام غـــــاب نبينــــا        عنـا ومازلنــــا بــــوحيــه نقتـــــدي

هو شمعــة ذابت وظـل ضيــاؤهـا       رغــم التـلاشي ساطعــا لم يخمد

هو زهرة عبثت بهـــا كف الـــردى         فتــأرجت كف المنـون المعتــدى

وتناثرت أوراقهــا فـوق الـــــدنـى          تهدي ازاهيـــر المنـى والســـــؤدد

هو شاعـــر . . . بل ثـــائـر متمــــرد           أكــرم بـه مـن ثـــائــر متمــــرد !

صقل العـذاب فؤاده فسمت بـه           روح يبــاركهــا كـــريم المحتــــد

صقل العـذاب فؤاده فسما بـــه            عن كـل نوم في الــكهـوف ومقعد

وتدفقت روح الجمــال بفــــكــــره           وتـغلـغـلـت في قلبـــه الـمتفـــرد

فسعى بأجنحـة اللهيب مـغـــردا            لم يحتفــل بحجــارة مــن قعــدد

حمـل الجذى نورا لنا وبــلاسمــــا            في غيهــب الليــل العتي الاسود

يا أيهــــــا القبـــــر الــــذي واريـتــــــه         قد باهت الدنيا  بـه  . .  فتــــأود

باه القبــور وســـاكنيهــا . . تـه بـــه          فالغمــد أنت حويـت خيـر مهند

السيف يصدأ إن تطــاول نــــومــــه        وحسامــه فى الغمــد لم يتربـــد

يا قبـــر  لســـت  حجـــارة أو هــــوة          بل أنت هالــــة كــوكب متــوقـد

يـــــا قاصدين ربوعنــا أهـلا بــكــــم          في عيدنـــا المتـــــألـــق المتجـــــدد

زوروا الضريح وسلموا واستسلموا        إن الضريح خميلـــة في معبـــد

يا مــؤمنــا بـرسالـــة قــــدستهـــــا            وشـحت بالسحـر الـــدنى فتغـــرد

قد عشت نســرا في السماء محلقا        وفناك  يا  جبــــار  لـــم  يتقصــــد

غنيت للهب المقـــدس عــــــاليـــــــا         رغم العـواصف والظــلام الأربد

غنيت ، غنى الكون خلفك هازجــا          وبــكيت ، جاد بــدمعـة المتســــرد

ولمست أوتار الصخـور تفجـــــرت          منهــا جــداول فضــة وزمــــــــــــرد

وبذرت في أعماق أنفسنـا الضيــا          ورحلت قبــل حصاد  زرع  جيــــد

وأثرت حسا في الشعوب فزمجرت        ريحا  تحطـــم  كل  طاغ  معتــــــد

تفتك من  كف الـــدجنــــة فجــــرها         ومن الخريف ربيعها الهزج الندي

أأبا  جلال  ان  رحلت مبــــكــــرا         وسبحت في لج السماء الأبعــــد

فالزهرة الـزهــراء تقطف باكـرا         وتودع الأحــلام قبــل المــــوعــــد

يـــــا بلبـــلا بـــــهر البــــــلابل شــــدوه         فتوقفت تـصغي لشــــدو أجــــــود

ما مت . . لكن غبت ماء في الثــرى         وصعدت نسغـا في النبات الأملـد

ما مت . . لـكن ذبت في مقل الضيا       وانسبت في فجر الجمال السرمدي

فنزلت في كـل الأشعة و النـــــدى           وصعدت في كــل العطــور الشرد

وتنــاثرت  حبــات  روحــك  أنجما              وهمى ضياؤك في الذرى والاوهد

في هينمات الموج في مسرى الرؤى      في عنفوان البرق في زجل الهـدى

أأبـــــا جــلال اننـــي فـــي لجـــــة              في بحرك الطامى العميق المـــزبد

عمدت في نار اللهيب جــوانحـي           فتــــألقــــت بــــلهيبـــك المـــــتورد

مــن سلسبيلك أرتــوى بمشـاعري          وجفون برقك تستريح على يدي

وعلى شفـاه من شواظك جـــذوة          تتلو   أغاريد  الشـذا  في معبدي

لي من رياضك ألف الف خميلــة           فينـ نـة أحيــا بهــا في الفـــــرقـــد

وعـــرائس الالهــام خلفـي سجـــــد           كمـــلائك الفردوس حـول المورد

يا من نلوذ من الظــلام بنــــــــوره            ومن الصقيـع  بجمــره  المتــوقـد

قد صغت من نفثات صدرك خردا           وقلائدا وفــــرائدا لم تلحــــــــــد

وشدا القريض فكنت أعذب نغمة           سجد القريض لسحرها مع معبـــد

فاندس  تحت  لوائك  الخفــاق  أر            بــاب  القريض  وكل  طير  منشــد

فاشرب بروحك خمـــرة من روحه              اشرب رفيق  الحرف  منها  نهتــد

الخمــر تــزري بالنـــدامـى كلــهــم              وخـمــوره تسمــو بروحك فــازدد

رب القوافي ليس شعرك أحـــرفــا        قد خطهــا قلــم بــكف مـقلــــــد

لــكنـه  فلـذات  روحك  أجـجـــت                نار الطمــوح بـكــل قلب مـقعـــد

الشعر في ذكـــراك مـــرتبك الخطى         يسعى إليك من الحضيض الاوهـد

فاعذر جوادي في القريض ( ! ) إذا كبا     فلقد  رحلت  بـكل  شعـر  جيــد

واعذر  لســاني في النشيـــد إذا نبــــــا       فمهابـة الذكــرى سرت في مزودي

البحــر  رغــم  الازدهـــاء  ببطشـــــــــــه        إن  هـــاجمتــه  نسمـــة  يتجعـــد

فانفث بقلبي من فؤادك نفثــــــــة        يصدع يراعــي بالقــوافي الشـــرد

( قيــدت نفسي في ذراك محبـــة )        يا فخـر  حر  في ذراك  مقيـــــد

فاسكب لهيبك في القداح وغنني        اني نـــــديـــم خيـــــالك المتجســـــد

اشعــارنا صدئت وغاض رواؤهــا          وتنــكــرت لعــكاظهـــا   والمــــــربد

وتعـددت أسمـــاؤنا . .  لـــــكنهــــا          أصواتنـــا في الشعـر لــم تتعــــدد

أشعل بروقك في صقيـع هـــرائنــا        يتوالد الإلهــام فينـــا نــــــــــولــــــــد

خمسون عاما قد مضت هيـــا بنــا           لترى لهيبــك في الــدما  والازنــد

برح الخفــا لناظــريك كأنمــــــا                 يوحـي  إليك بــكل  أسـرار  الغــد

فـرأيت فجـرا زاهيا خلف الـــدجى             ورأيت جمــــرا في رمــاد المــوقد

فصرخت جياش المنى : ( لابد أن. . )      فـرميت بالإلحــــاد لست بملحـــد

( لا بد أن. . لا بد أن. .  لا بد أن. . )          المستحيــل بهــا غـــدا طوع اليــد

والمعجـــــزات   تحققت     بإرادة            فوارة ألهبتهــــا في الــــــــرقــــــــد

أأبا جلال للشمــــوس مغــــــارب              وشمــوس مجــدك لا تلـوذ بمـرقد

آثار  سيـرك في الـــرمال زنـــابـــق            تشــدو بوحي من سمــائك فاسـعـد

والرمـل بعد مرور طيفك فــوقــه            أمسـى لجينــا ذائبــا  في  عسجــد

جل في قلـوب أنت فيهـا نبضهــا            جل في عيون انت بؤبؤها الجــدي

سيظـل نايك في الوجـود موزعــا            انغامــه الخضراء طـــول المسـنـــــد

سيظـل فاسك ثائــرا ومــــزمجــــرا            فى الغاب يقطع كل غصن اسود

اشترك في نشرتنا البريدية