الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

"فلسطين"

Share

فلسطين يا صرخةً في دمي ويا قِبلة الله من قِدَمِ

يبارك صوتك كل فتًى ويشدو بلحنك كل فمِ

فلسطين يا هزة الكبرياء ويا خفقة القلب في العَلَمِ

تحيّيك منا العروق التي جرى دمها زاكي النسمِ

فلسطين يا لهفة الشّعراء ويا غضبة المجد والقسم

ويا غُصّةً في لهاة العِدا تمزق كل عنيد عَمِي

فلسطين يا شهقة الشهداء ويا دفقة الوحي والقلمِ

ويا نغمةً قد سما وقعها ولم تَعِها (هيئةُ الأُمَمِ )

فلسطين يا قصةً عَظُمَتْ وجَلَّتْ عن الوصفِ والكَلِمِ

وحقِّ الدماء وحقِّ الوفاء وحق العروبة والقِيَمِ

وحقِّ الدموع وحقّ الدروع وحقِّ الجموع بملتحم

وحق الجفون التي أرقت وحقّ فتوحات " معتصمِ"

وحق " أريحا و " يافا " ومن توجَّه للقدس في الموسِمِ

ومنْ بذلوا الروح غالية ومَنْ عاهدوا الله في القِمَمِ

ومَنْ قاد للنصر معركةً بِمَوْجٍ على الموج مُلتَطمِ

وحق " الْبَزُوكا " وما دمدمتْ وحق البنادِقِ واللُّجُمِ

وحقِّ الجراحِ وآنَّاتها وما أحدث السيفُ من نَغَمِ

وحقِّ الفدائي في أرضه وسيلِ صواريخه العَرِمِ

وحقِّ بلادي وهيبتها ومَنْ لعروبته يَنْتَمِي

سيدخلها العائدون غدًا على مسمع الدهر في شَمَمِ

فلسطين يا غضبة الأبرياء وقد هاجهم بالغُ الألمِ

فما وهنوا قط في أمرهم وما مَسّهم طائفُ السَّقَمِ

فثاروا على الظلم واندفعوا صفوفًا من البأسِ والنّقَمِ

فإما حياة تُعزُّ الجباه وإمّا خلاصٌ من الظُّلَمِ

أتحلو الحياة لمغتربٍ  بعيدٍ عن الدّار ، مُنفَصِمِ

يُزاح عن الدار في ساعة لتُعطى لباغٍ ومُنتقمِ

أيحلو مقامُه في خيمةٍ وأرضُه نهْبٌ لمقْتَسِمِ

يُهدَّمُ بيتُهُ طمسًا له وفي قلبه صورة المعْلَمِ

فهل بعد هذا لعالَمنا حياءٌ ؟ وهل بعدُ من نُظُمِ

وهل بعدُ من همة في الورى وهل بعدُ يا قومُ من ذِمَمِ

تُمَسُّ العقائدُ في " مسجد " تقدَّسَ ذكرُهُ منْ حَرَمِ

لَئِنْ حَرَّقوه فلنْ يَحرقوا رسومَ " محمّدنا " الأعظمِ

لئن حاولوا أن يكيدوا لنا فما شعبُ طَهَ بمستسِلم

ولا هو ممن يخاف الردّى ولا هو فيهمْ بمنهزمِ

وإنْ حَاوَلُوهَا " صليبيَّة " فكمْ منْ "صلاحٍ" هنا يرْتمِي

وحاشا لأهل الدّيانات أن يُثيروا الحروبَ على قَدَمِ

ولكنَّه صنع مستعمرٍ وهمُّه همُّه في المغنمِ

فلسطين يا ملتقانا غدًا ويا خير لحنٍ به نحتمِي

لقد جَاء نصركِ فاسْتبشري وعُودي لأمتنا واسلمِي

ولابدّ لليل من رحلة ويزهو الصباح لمبتسمِ

وتصفو الحياة لأبنائها وحُبُّ فلسطين ملءُ دمِي

اشترك في نشرتنا البريدية