الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

فى أبعاد الثقافة المسؤولة

Share

أريد فى البداية ان اعبر لكم عن اعتزازي بافتتاح اعمال المجلس الاعلى للثقافة (*) فى اجتماعه الاول بعد ان امضى السيد رئيس الجمهورية الامر القاضى باحداثه فى شكله الجديد وبمشمولاته الجديدة . كما أريد ان اتوجه بالشكر الى المسؤولين في وزارة الشؤون الثقافية الساهرين على هذا القطاع الهام فى حياتنا العمومية وكذلك الى السادة اعضاء اللجان ورؤسائها ومقرريها الذين

قبلوا العمل في صلب هذه اللجان وضحوا بشئ من أوقاتهم للمساهمة فى وضع تصور جديد للثقافة ، والتفكير فى طرق وموارد جديدة للتمويل كما بينه منذ حين أخى وزميلى الاستاذ البشير بن سلامه وزير الشؤون الثقافية . واحقاقا للحق لاحظنا منذ عامين حركية متزايدة فى وزارة الشؤون الثقافية وتصورا جديدا للثقافة ، كما لاحظنا نظرة مختلفة عما ألفناه فى معالجة القضايا الثقافية المزمنة التى التأمت فى شأنها الكثير من الملتقيات ودار حولها العديد من المناقشات .

ان اهم ركن لهذا التصور المتجدد هو الادراك بأن الثقافة جزء لا يتجزأ من الحياة القومية والتصور للرابطة العضوية بينها وبين الدورة الاقتصادية أى أن الثقافة لم تعد ظاهرة هامشية أو كمالية للتسلية والترفيه ولكنها عنصر أساسى وفعال فى حياة الشعوب .

وكان من نتائج هذه النظرة الحديدة العديد من المشاريع والانجازات والأوامر والقوانين التى صدرت فى الاشهر الاخيرة كالتى جعلت النوادى والبنية الثقافية الاساسية ضمن اهتمام البلديات والوزارات ، أو التى ترمى الى الحفاظ على التراث وفرض التجهيزات الثقافية ووجوب ادماجها فى أمثلة التهيئة والاحياء السكنية .

وقد شملت هذه الاوامر والقوانين ايضا ميادين اخرى كالسنما والمسرح ، وبالتالي فأنا شخصيا ألاحظ اننا تجاوزنا مرحلة الجدل والنظر المجرد ودخلنا فى مرحلة الانجاز الفعلى والتخطيط المستقبلي . ولنجاح هذه النظرة ، كما سبق ان قلت فى ملتقى ثقافى فى جوان 1981 لا بد من شرطين أساسيين :

شرط يهم رجال الثقافة انفسهم وشرط يتعلق بالمسؤولين فى الحكومة وفي  المجتمع بصفة عامة .

فبالنسبة الى الحكومة ، ينبغى لكل مسؤول سواء كان وزيرا أو واليا أو مسؤولا فى خلية حزبية أو فى منظمة قومية أو فى هيكل بلدى أو فى مؤسسة اقتصادية ان يعطى للثقافة حقها ويعتبرها شيئا ضروريا كالخبز لحياة الانسان وشرطا لازدهار الشعب التونسي وكرامة المواطن التونسى . فلا بد من اقحام البعد الثقافي ، مثل البعد الرياضى والشبابي ، فى عقلية المسؤولين ،

ونصورهم وسلوكهم ، وبالتالى نستطيع الخروج من الانحطاط الذي ورثناه عن القرون الخوالى وعن الاستعمار وعن النظرة الضيقة للمجتمع ، هذا الانحطاط الذي يهمش ويحقر النشاط الثقافي : فكان الشاعر مجرد عنصر من عناصر الديكور فى بعض البلاطات وفي مناسبات معينة ، وكان المسرح معتبرا مجرد وسيلة ترفيه ، أو تهريج والرسامون لا يعتنى بهم الا القليل ، وكانت الموسيقى معتبرة ضربا من ضروب اللهو وغير ذلك كثير . . .

فالشئ الجديد الذى يجب ان يرسخ فى اذهان المسؤولين هو انه لا يمكن للمجتمع التونسى ان يستقيم وان يزدهر وان ينشأ شبابه نشأة متزنة اخلاقيا وجماليا واجتماعيا دون هذا الغذاء الثقافي وعلى هذا الاساس جاءت عناية المسؤولين وعناية وزارة الشؤون الثقافية خاصة بالتجهيزات الثقافية وفرضها فى كل مشروع سكنى أو كل تهيئة عمرانية جديدة . وقد صدر القانون الذي يحجر على أى كان ان يحطم او يهدم قاعة سنما أو مسرحا أو دار ثقافة أو شعب أو يحولها عن وجهتها الحقيقية دون موافقة السلط المسؤولة .

أما الشرط الثاني فيتعلق برجال الثقافة أنفسهم من أدباء وخلاقين ومبدعين . فمنذ ثلاثين أو أربعين سنة وتحديدا قبل الاستقلال كان الادباء يعتبرون انفسهم هامشيين على ان لكل أديب شيطانه واحلامه الغريبة وافيونه الخاص به وخمره ومجالسه . فالاديب لا ينظر الى نفسه نظرة جدية ولا يعتبر نفسه راشدا ولا يشعر انه حر حتى فى تصرفاته . لهذا وجب على الفنانين والمبدعين ان يعتبروا انفسهم راشدين واحرارا كذلك وبالخصوص مسؤولين عن كل ما يقدمونه من انتاج سواء كان ذلك مسرحية او قصيدة أو قطعة

موسيقية فلا بد للاديب أو الفنان أن يشعر بأنه يقوم بواجب ويؤدى رسالة ، ولا يكتفى بأن يردد ان له كلمة قالها أو نظرة عبر عنها أو الهاما اخرجه الى  الناس فان لهذه الكلمة دورا هاما فى المجتمع وكذلك الامر بالنسبة الى الموسيقى والمسرح .

ولكى نقضى نهائيا على ظاهرة تهميش الفنانين ورجال الثقافة والخلاقين وجب علينا تعميم التوعية والتوجيه والاكثار من اللقاءات واحكام تنظيم المؤسسات من اتحاد كتاب واتحاد رسامين ولجان ثقافية ودور شعب أى كل المؤسسات والهياكل الثقافية التى يمكن ان ينضم تحت لوائها الاخوان المثقفون ليتدربوا على منطق الحقوق والواجبات ويكتشفوا أو يعيدوا اكتشاف رسالتهم الحقيقية وابعاد مسؤوليتهم .

وبعد هذا أريد أن أذكركم بظاهرة  اصبحت تفرض نفسها شيئا  فشيئا هى ان الحياة الاجتماعية فى تونس ، كما هو الحال فى دول اخرى من العالم ، أصبحت معقدة ومتنوعة ومتغيرة الامر الذى يوجب علينا تركيز اهتمامنا على البيئة الثالثة والعناية بها . فالمجتمع التونسي كان منغلقا على نفسه ، وكانت سلطة الاولياء في العائلة قوية بحيث كان الابناء محفوزين ومشدودين ومؤطرين من الناحية الاخلاقية والدينية ومن حيث العادات والسلوك .

اما الآن فان المجتمع ولاسباب كثيرة تغير أى انه اصبح مجتمعا آخر له هيكليته وله مقاييسه وأذواقه وقيمه ، واعطى مثالا واضحا لذلك فبفضل التعميم السريع للتعليم والمحتوى التقدمي لبرامجه نجد عند العائلات وخاصة المتواضعة منها والمتفشية فيها آفة الامية لاسباب تاريخية نجد الى جانب الأب والام الابن الذى يدرس فى كلية الطب أو البنت التى تدرس فى كلية الآداب فأصبح الشباب يعرف ويتعامل مع مركوز وسيجموند فرويد ومع النظريات العلمية الجديدة ومع الهيكلية وعلم الالسنية ومعرفة حقوق الانسان . بينما بقى الأب والأم يتعاملان مع كل قديم وتقليدى فنشأ بذلك تصادم بين الاجيال

فلم تعد نفس المقاييس الجمالية مستعملة لدى الجيلين كل له مثله ومقاييسه  ونظرته للأشياء . فالبيت الذى يحوى عديدا من الاولاد فى العائلة الواحدة يزيد هذه المشاكل حدة ، فيضطر الاولاد الى الخروج فيستقبلهم الشارع وما نسميه البيئة الثالثة لذا وجب علينا نحن المسؤولين ان نعتنى بهذه البيئة الثالثة التى تحمل هي أيضا العديد من السلبيات منها تفشى الخمور وتصاعد العنف والسرقة ، لكى نعلي من شأنها هذه البيئة الثالثة ونهذبها قدر الامكان

بانشاء هياكل ثقافية من مسابح وملاعب وقاعات سنما وقاعات أفراح وأماكن عروض موسيقية تكون قادرة على استقطاب الشباب وبذلك نخلق فى الشباب روح التعاون وحب الجماعة والتضحية ونقلل من دور الحمارات والمقاهى . ولكن هذه السياسة تتطلب منا فى الوقت نفسه تكوين اطارات ذات كفاءة ودور هؤلاء المسؤولين لن يكون دور الشرطة مثلما قد يحلو للبعض ان يقول بل مهنتهم الاشراف والارشاد والتنسيق . ومسؤولو المؤسسات الثقافية لا يعينون اعتباطا بل هم بمثابة المنتخبين انتخابا ديمقراطيا ويستطيع المواطنون الشبان

بذلك ان يمارسوا الديمقراطية ونحن فى هذا المضمار نشجع على العمل التطوعي اننا نشجع على التضحية بالوقت من أجل الغير فنحن نرحب بكل من له خبرة فى ميدان ثقافى ما ، ونحن لا يمكن لنا ان نعمم قرارا بأن تسير كل هذه المؤسسات على نفس الطريقة ، بل ان البيئة والامكانيات هى التى تحدد نوعية النشاط الثقافي الذي تريد كل جهة وكل مدينة وكل قرية ، ان تقوم به وشرط التطوع والتضحية لا بد منه فى كل هذه الانشطة . فنحن رغم الاستعمار كنا نبعث فرقا مسرحية ونؤسس مكتبات ونوادى أدبية وكنا ننظم الرحلات دون ان نطلب مساعدات من الفايد أو الخليفة أو أى مسؤول آخر ، كما نضحى بالقيل الذى نملكه .

نحن نطمح الى ثقافة واعية ومسؤولة بعيدة عن كل أساليب الدمغجة والسياسة بمعناها الردىء . نحن نريد مسرحا رائعا وراقيا ، وما زلت أذكر اننا مثلنا مسرحية يوليوس قيصر فى عهد الاستعمار ومثلنا كذلك برج نيل أو البرج الهائل La Tour de Neses وضحينا بالكثير من وقتنا من أجلها اذ انه لم تكن لدينا الامكانيات فبأشياء بسيطة جدا استطعنا ان نمثل مسرحية يوليوس قيصر فى كل من المنستير والقيروان وتونس . وكان المتفرجون جميعا يدفعون ثمن تذاكرهم . واني لاستغرب الآن من بعض المحظوظين الذين يرفضون تسديد ثمن تذاكرهم في المسرح . وانا شخصيا تقلدت عدة مسؤوليات ثقافية ورغم ذلك كنت أسدد ثمن تذكرتى عندما ادخل المسرح .

فلا شئ يمنع اليوم قيام فرق هاوية بعيدة عن الربح والتجارة وانا اشجع مثل هذه المبادرات التى تكون فيها الثقافة مجانية للجميع ، لا بأس عندى من ان يتعايش الاحتراف مع الهواية وضمن هذا التنافس النزيه يمكن ان نصل الى ترسيخ ثقافتنا المنشودة . ولكى نصل الى هذا الهدف لا بد لنا من ايجاد البنية الاساسية ( دور الثقافة ، النوادى ، المسارح . . ) وفريق المنشطين القادرين على تأطير الشباب ونشاطاته وتشجيعهم فينبغي علينا ان نستقطب

هو ايات الشباب وان ننمى له هذه الهوايات سواء عند المعلمين او المتعلمين ، من كان قادرا على تعليم أى شئ رغبة منه فى ممارسة هو ايته وليس جريا وراء مصلحة مادية فله أجر عند الله وفضل على المجتمع وذلك خير مثال للتضحية فى سبيل خدمة هذه الامة وشبابها ومستقبلها . ينبغى ان نتعلم حب الغير كمبدأ اخلاقي وان نزرعه فى شبابنا وتلامذتنا وأولادنا وعلى هذا الاساس انا ضد من يشترط قبل نشر قصيدة فى مجلة أو مقال فى جريدة ان يتقاضى اجرا على ذلك . انا انسان يؤمن بأن للفكر رسالة وان خير مقابل هو ما نشعر به من نخوة العمل من اجل الغير ربما تتهمون رأيى هذا بالسذاجة

لكن فى الحقيقة هذا هو رأيي دائما فما زلت دائما على أوهامي التى تدفعني إلى القول بأن الهواية تحمل جزاءها فى حد ذاتها وان لها مستقبلا رغم تشاؤم الواقعيين الذين يعتقدون ان المادة طاغية وانا دوما من أشد انصار الهواة حماسا لان هذا العمل هو الذي يستحق كل تقدير وكل تبجيل لانه تلقائى هدفه خدمة القيم التى آمنا بها والآراء التى نحيا من أجلها . انما احترم من ينتج ويستميت دفاعا عن انتاجه الفكرى ، فالعمل الفنى مهما كانت درجة الكمال فيه لا يحرز رضاء جميع الناس ، من هنا تأتي حرية الاديب والفنان في قناعاته وابداعه ، وبالتالى ينبغى على الاديب ان يتحمل كل شئ فى سبيل الدفاع عن آرائه وانتاجه رغم المضايقات والاضطهاد فتاريخ الثقافة والآداب والفنون فى العالم زاخرب بمثل هذه المواقف لرجال ناضلوا وصمدوا وتحملوا شتى المضايقات ولكن فكرهم انتصر فى النهاية .

وقد سبق ان قلت مرات : إن علاقة الاديب والفنان بالسلطة لم تكن علاقة سهلة منذ سقراط الى الآن بل كاتب علاقة كثيرا ما سادتها التوترات والصعاب والتضييقات ومن هنا جاءت نكهة الخلق ونخوة الهواية وروعة الصمود والانتصار .

انكم تعرفون تجربتى كمدير مجلة كم ساعدت من أديب ومفكر ! وكلكم يذكر ما حدث سنة 1969 لما نشرت الانسان الصفر لعز الدين المدنى وكيف ان مجلة » الفكر « جمعت فى بعض المدن وحرقت ، وتضايقت وضويقت انا شخصيا من جراء نشر انتاج عز الدين المدنى لكننى تحملت مسؤوليتى ونشرت هذا الانتاج رغم اننى لم أكن دائما على اتفاق معه وكنت ولا أزال أو من بحرية الفكر وحرية الاديب مهما كانت آراؤه مختلفة مع آرائى ومع ذلك وجهت لى بعض الانتقادات لنشر انتاج ما او عدم نشر انتاج آخر ولكن كنت انظر الى الانتاج الادبي من حيث جودته أو رداءته فقط لا من حيث مضامينه السياسية

ولم اضطهد طوال حياتي احدا ولم اقمع احدا بل كنت أتحمس لتعدد الآراء والامثلة على ذلك كثيرة فى مجلة » الفكر « وغيرها . أنا كمدير لمجلة » الفكر«   انظر للادب على أساس انه فن وابداع وليس سياسة ، أنا أحترم أفكار الناس وينبغى عليهم أن يحترموا أفكارى لانى أتحمل مسؤوليتى فى كل ما أنشر وما لا انشر تصوروا ان بعض الشبان فى بداية السبعينات طلبوا منى أن اكتفى بنشر انتاجهم دون انتاج الكهول الذين نعتوهم بالرجعية والبرجوازية اننى أكره التعصب وأومن بالتسامح الذى هو سمة الفكر الحق ولا فرق عندى بين الجيل الجديد او الجيل القديم الا من حيث القيمة الجمالية للنص .

حرية التعبير هى نخوة الخلق والاديب ينبغى ان يناضل من أجل أفكاره وليس عندى أى مانع من أنشر لانسان يخالفني الرأى فالاديب الحق ينبغي له ان يفرض نفسه على الساحة الادبية وعلى المجتمع وحتى على السلطة لنشر انتاجه وأنا أطمح الى انتشار هذه العقلية عند كل الادباء والمفكرين وسأواصل بحول الله مساهمتى فى دعم الثقافة لاننى أومن بأن الثقافة حق ومن حقوق كل المواطنين وأن المجتمع لا ينهض ولا يزدهر ولا يشع من دون ثقافة أصيلة وانتاج متنوع وخلق حر وابداع رائع سأواصل هذا الدعم سواء بالعمل على اصدار القوانين

والتشريعات او بتخصيص أكثر ما يمكن من الاعتمادات والوسائل المادية على المستوى الحكومى والبلدى وأعدكم ان الحكومة ستأخذ بالاقتراحات التى ستقدمونها وتعمل على ادخالها حيز التطبيق ، كذلك يجب علينا أن نغير شيئا فشيئا عقلية بعض المسؤولين وسنعمل على توسيع الهياكل الاساسية للثقافة قوميا وجهويا ومحليا بتكوين الاطارات وتنظيم تربصات للهواة وسنواصل تشجيع الخلق والابداع بشتى الوسائل والطرق وحتى لو اختلفت أفكار بعض المبدعين مع أفكارنا لكى نجعل الانتاج التونسي يشع فى الداخل والخارج وقد اتخذنا فى هذا المجال قرارا هاما اصبحت الكتب بمقتضاه تشحن مجانا على الطائرات التونسية وانشأنا صندوق تعويض للورق وسوف تقوم الشركة التونسية للتوزيع والدار التونسية للنشر بخدمات جليلة

فى هذا المجال مما تقدمونه من اقتراحات عملية ليصل الكتاب التونسي الى الشرق والغرب على السواء ودور كلية الآداب ، والجامعة التونسية عامة ، رائد لا محالة فى نطاق خلق حركية جديدة للثقافة التونسية والفكر التونسي . ونحن بدورنا نظمنا ملتقيات عديدة فى السبعينات قررنا على اثرها ادخال الادب التونسى فى البرامج التعليمية عربيا وانما هدفنا ان نخلق جيلا تونسيا مؤمنا بداتيته وإصالته وخصوصيته ، فتبدلت العقلية القديمة التى كانت تهزأ بالادب التونسى وتستنقصه .

وصفوة القول يجب ان نعرف بأنفسنا على الساحة الادبية العربية أو العالمية فهناك مائة وخمسون مليونا من العرب يكادون يجهلون الادب التونسي بمسرحه وشعره وروايته وسنمائه وموسيقاه فينبغي ان ندافع عن انفسنا ونفرض انتاجنا بالمشاركة فى المعارض والندوات والمؤتمرات ، وأحكام وسائل التوزيع وتزويد المكتبات العربية وفى ذلك خدمة للفكر العربى . اما الدول الغربية فيجب ان نوجه اليها انتاجنا خاصة وان العديد من الكراسي في الجامعات الاوربية مخصصة للادب العربى . والحكومة سوف تتحمل مسؤوليتها كاملة لتشجيع كل المبادرات من هذا النوع وبالتالى نبلغ كل ما نصبو اليه من ادماج الثقافة فى الدورة الدموية الاقتصادية والسياسية وجعل الظاهرة الثقافية في مستوى الاولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  .

أختتم كلمتي بالتوجه مرة ثانية بالشكر الى كل الاخوان المشاركين فى هذا المجلس وخاصة اعضاء اللجان والمسؤولين عليها والى الاخ البشير بن سلامه وزير الشؤون الثقافية والى كل من يعمل فى وزارة الثقافة وفى المؤسسات التابعة لها .

اشترك في نشرتنا البريدية