نحن فى هذه المجلة من انصار الحرية (*) . ولسنا نريد حصرها فى ميدان دون آخر او قصرها على طائفة دون طائفة . الحرية كل متماسك الاطراف ، إذا اصابها الضيم فى ميدان او شخص او فريق فانما تكون حينذاك مهددة في وجودها وجوهرها وأساسها .
لذلك واجب علينا فى هذا القطر ان نخرج بالحرية من حيز الكلام الى طور الفعل ، ولا بد ان نضمن لجميع المواطنين حق التمتع بالحرية وحقوق الانسان .
ولا بد ان نكيف حياتنا الاجتماعية والسياسية ، فى هذا العهد الجديد ، حسب المبادىء الانسانية التى اقرتها التجربة وحكم لها " التاريخ " . فنزيل عن هذه الامة ما كانت تقاسية من عسف ، وننزع بها الى الانشاء والخلق فى مأمن من الفوضى والالتباس .
وليس يحفظ الحرية ويقيم النظام غير الديمقراطية . وليس يضمن العدالة والحق غير مجلس نيابى مشرع .
ومن الاكيد أن تمتاز التجربة السياسية الحالية بالانجاز السريع فى ميدان التمثيل الشعبى وان تبادر حكومتنا ، وهي العازمة على اجراء الاحصائيات : باصدار القانون العام الضابط لعمليات الانتخاب .
فان الديمقراطية تعلم وتلقين ، ومن حق هذه الامة - بعد طول الحرمان - ان تباشر امكانياتها فى ميدان التمثيل الديمقراطي .
