حديث اجراه الاستاذ محمد سعيد ذو الفقار مندوب المنهل الادبي بالرياض - مع الاستاذ عبد العزيز التويجرى
الأدب : مبادئ ومثل ، وصفات ، وعادات ، وحياة ذات فضيلة ، يرثها قوم وقوم اليه يفتقرون الرسالة الادبية :
كيان ، وتفاعل ، واخلاص ، وايمان ، وحب ، ووطنية ، واحساس بواقع الحياة مع الآخرين ، ثم تجسيمها كحقائق دون رتوش .
وفي زحام الحياة التقيت به ، فوضعت له بعض المعانى الاجتماعية ، فاخذ يشرحها لنا : .
ما هى رسالة الاديب تجاه مجتمعه وواقعه ؟ ؟
الواقع ان رسالة الاديب ، رسالة سامية هادفة ، هذا اذا توفرت الشروط فى حامل تلك الرسالة ، أو متى ما هو وفرها لنفسه وبهذه الحالة ، فان واجبه تجاه مجتمعه ان يكون مرءاته الصافية ، التى تنعكس فيها الآلام والآمال مجسمة بخطوط تقاطعية عريضة ، بحيث يصور الواقع من غير زيف ويرسم بريشته فن الطبيعة ، كما أوجدها خالقها ، بلا تزاويق او مساحيق ، وهذه رسالة قل أن يتحملها الانسان الا في النادر وذلك لوجود المعوقات التى تنتصب أمامه وتهبط بمعولها الهدام ، لتحطم افكاره السامية تجاه المجتمع والواقع .
هل الصحافة رسالة . . أم تجارة ؟ يقولون ان للصحافة سلطة ، تقع بالمرتبة الرابعة بعد مرتبة السلطان ، ومعنى هذا انها موجهة - بتشديد الجيم وكسرها - لا موجهة - بتشديد الجيم وفتحها - ولذلك فأننى أقول متى كانت الاولى فهى رسالة
وان كانت الثانية فهى تجارة .
هل تعنى أن الصحفى المحترف من اكثر الناس غيرة ووطنية واخلاصا ؟
اعتقد انه فيما إذا كان الدافع من احتراف الصحافة خدمة الامة بايحاء ضميرى محض فهو في هذه الحالة ذو غيرة ووطنية واخلاص لامته .
لماذا اخترت الصحافة مهنة ؟ وهناك مهن اخرى كثيرة ؟
الواقع ان الصحافة ، كانت لي هواية ،
منذ كنت تلميذا ، فقد سبق وأنا ادرس في المعهد العلمي ، ببريدة ، أن اقترحت ، أن تصدر صحيفة حائطية فى المعهد نسجل فيها آراءنا وخواطرنا ، واحداث اليوم والساعة ، ذات الإهمية ، وفعلا ، كان ذلك بمساعدة الزميل الكريم ، الاستاذ عثمان الصالح الصويغ أحد موظفى ديوان الامارة بمقاطعة القصيم حاليا ، وما زلنا نحتفظ حتى الآن بأعداد من صحيفتنا تلك التى كان اسمها : ) المشارق ( وكانت تلك الصحيفة اولى صحيفة حائطية تخرج من تلك المنطقة ثم كنت مشرفا على الصحافة والاذاعة المدرسية بمدرسة بريدية العزيزية عام ١٣٧٧ عندما انتقلت الى التدريس فيها ، وكانت الاولى من نوعها ايضا بالمنطقة ، وهكذا غذيت تلك الهواية ، بهذا وبممارسة الكتابة فى الصحف حتى وقع على ، الاختيار لرئاسة تحرير جريدة القصيم فعملت فيها بالفترة ما بين عام ٨٠-١٣٨١ كما عمل فى رئاستها اخرون
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ، فلعل عدم نجاحي في الاعمال الوظيفية ، وأقصد بذلك وظائف الدولة ، وعدم هوايتى لروتينها وعدم المامي بتكتيكها ، بعض الاحايين كان سببا لاحترافى الصحافة ، دون غيرها : لان المجال واسع فيها ، والخدمة بواسطتها أكثر ، ولهذا اقول بانني اخترت مهنة الصحافة دون غيرها .
يقول بعض أدبائنا ، وشعرائنا ، وكتابنا انه من العار أن يحرر لنا بابا ثابتا ، أو يرد على رسائل القراء ، أو يجيب على مشاكلهم ، شخص ليس سعوديا ، لا يعى حقيقة مشاكلنا فهو يوجه القراء لغاياته وأهدافه ويجيب على المشاكل
طبقا لمشاكل بلاده او بلدان أخرى عربية وهو يهيمن على سياسة الجريدة ويذيب كيانها هل هذا القول يطابق الواقع ؟
الذي أراه هو الواقع أن يكون ذلك المحرر عربيا مخلصا ، لقرائه مؤمنا بمبادئهم القومية ، وأهدافهم الوطنية يشاركهم آلامهم وامالهم سواء كان من الجزيرة او غيرها من بلاد العرب . أما ان يكون من بلدان غربية فسيوجه القارئ لغايات وأهداف مسمومة محمومة ، فهذا يجب الحيلولة بينه وبين صحافتنا . مع العلم بان هذا الامر غير محتمل الوقوع ، لا سيما فى صحافتنا هنا فى الجزيرة العربية مهبط الوحى المحمدى ، ومصدر الاشعاع الروحانى المقدس . .
ترجمة لحياته : * كان مولده في احدى قرى مقاطعة القصيم فى عام ١٣٥٢ ه .
درس حتى الصف الثالث الثانوى ، بمعهد بريدة العلمي ولم تكن اذ ذاك صفوف ارقي فتخرج منها فى عام ١٣٧٦ ، ليعمل استاذا في مدرسته ولكنه اختار عملا آخر فى جهاز الدولة غير التدريس . ومكث يعمل فى وظائف اخرى به فلما لم يجد ضالته المنشودة في اعمال الوظائف اتجه الى حقل الصحافة فعمل رئيسا لتحرير جريدة القصيم بالرياض ما بين الفترة ٨٠-٨١ ثم تخلى عن عمله .
* له آراء اجتماعية أدبية مبثوثة في صحفنا .
* يشغل اليوم منصب وكيل الشئون التحريرية والاخبارية بجريدة البلاد بالرياض متفرغا .
* انه عبد العزيز التويجرى . .
