الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

فى غير العمودى والحر، رقصة في لوحتين

Share

بروقة

كثيرا ما كنت أحن إلى الكأس

كلما حل المساء

آه يا عمق اليأس

متى علينا تسقط السماء

دحرجتنا الايام

داستنا الاحلام

تعفنت جلودنا السمراء

تفجرت فى قلوبنا الالغام

أصبحنا رواية فى منطق الاوهام

آه يا أناشيد الغرام

ويا زقزقة الاطيار

ماذا لو فرت من حولنا الانغام

اللوحة الاولى (بغياب الجمهور)

متى تخترقني الاشعة الشمسية

متى في صحراء أيامي

تكتسحنى الاشياء المنسية

متى يا انهزام الموت

ويا صدأ القرون المطوية

متى أصبح أسطورة الازمان الوحشية

فأنا ما زارتني قط الاحلام

ولا عرفت كيف تندى الاشواق

على صفحة القلوب المشوية

اللوحة الثانية (بحضور الجمهور)

عندما أموت

وفي عيني تنطمس الاضواء

أتذكر

كيف أنني كنت أتوق إلى السماء

وأرتاح إلى ثورة الاشياء

ترجني

تعلمني كيف لا أحزن

على اغتصاب الحرية

وعلى انعدام القيم

وقبول الحضارة الوحشية ...

عندما أموت

وبخاطرى تندثر الاصداء

أتذكر

كيف ماتت بأعماقنا الارواح

كيف هجرتنا الاقداح

وزحفت على صدورنا الجراح

فأبكى وأنا الراقص

على أنغام الحضارة البربرية

هتاف المفرجين (وقد صعدوا على الركح )

أحببنا فى ماضى الزمان

تعذبنا

تمزقنا

تبعثرت فى عيوننا الاجفان

لكنا اليوم أفقنا

أدركنا كيف نستجدى الاحزان

كيف فى الليل توارى الاكفان

ما أحلى تشوش الاوزان

وما أحلى أن ينتصر الإنسان

آه يا اشكاب الالوان

ما أبهى أن يغرق العالم

أن يغمر الدنيا الطوفان

تعليق :

بلغني أن الستار لم ينزل بعد

أوت 1970

اشترك في نشرتنا البريدية