بروقة
كثيرا ما كنت أحن إلى الكأس
كلما حل المساء
آه يا عمق اليأس
متى علينا تسقط السماء
دحرجتنا الايام
داستنا الاحلام
تعفنت جلودنا السمراء
تفجرت فى قلوبنا الالغام
أصبحنا رواية فى منطق الاوهام
آه يا أناشيد الغرام
ويا زقزقة الاطيار
ماذا لو فرت من حولنا الانغام
اللوحة الاولى (بغياب الجمهور)
متى تخترقني الاشعة الشمسية
متى في صحراء أيامي
تكتسحنى الاشياء المنسية
متى يا انهزام الموت
ويا صدأ القرون المطوية
متى أصبح أسطورة الازمان الوحشية
فأنا ما زارتني قط الاحلام
ولا عرفت كيف تندى الاشواق
على صفحة القلوب المشوية
اللوحة الثانية (بحضور الجمهور)
عندما أموت
وفي عيني تنطمس الاضواء
أتذكر
كيف أنني كنت أتوق إلى السماء
وأرتاح إلى ثورة الاشياء
ترجني
تعلمني كيف لا أحزن
على اغتصاب الحرية
وعلى انعدام القيم
وقبول الحضارة الوحشية ...
عندما أموت
وبخاطرى تندثر الاصداء
أتذكر
كيف ماتت بأعماقنا الارواح
كيف هجرتنا الاقداح
وزحفت على صدورنا الجراح
فأبكى وأنا الراقص
على أنغام الحضارة البربرية
هتاف المفرجين (وقد صعدوا على الركح )
أحببنا فى ماضى الزمان
تعذبنا
تمزقنا
تبعثرت فى عيوننا الاجفان
لكنا اليوم أفقنا
أدركنا كيف نستجدى الاحزان
كيف فى الليل توارى الاكفان
ما أحلى تشوش الاوزان
وما أحلى أن ينتصر الإنسان
آه يا اشكاب الالوان
ما أبهى أن يغرق العالم
أن يغمر الدنيا الطوفان
تعليق :
بلغني أن الستار لم ينزل بعد
أوت 1970
