وافاك من صبوات العشق ما نطقت به القوافي سجئ اللحن متسقا
أصبغته بعصى النبض في دنف يشجي الشعور إذا ما ضج مصطفقا
حتى انفردت به فى هيكل عطر ما لاح إلا به برق إذا برقا
سكبته غررا تسمو بفتنتها على المفائن حتى عربدت ألقا
ما قد مررت بها حتى تماوج فى أضوائها الحسن واخضل الفضاء نقا
قد أينعت فيك من أنقى سبائبنا أشهى المباسم ، تسبى كل من عشقا
سارت مع الحسن لم توسم بأحسن من أسرارها ملكوت الله ، فاتفقا
يا شاعر الحب ، يا خدن الطبيعة ، كم سقيتنا بكؤوس شعشعت غدقا
كم سقت من زمر الإلهام منشدة أشعارها ؟ كم بها وحدت ما افترقا
تركتها بيننا حيرى كأن بها تلددا من هيام زادها أرقا
فلج فيها الثنائى لا يبادله منك التداني بغير البوح اذ نطقا
يا شاعر الشعب والوجدان في غسق فاقت به سحمة الآلام ما غسقا
حملت تونس تواقا وعشت لها تتلو القصائد مفتونا بها قلقا
في الغاب في الحب في الوجد ان كنت على اغتراب روحك فيها الشاعر الحذقا
غنيتها فى اخضرار الوهد في جل سامي الذرى عبر ممراح اذا عبقا
فى يقظة الحس ، في نبض يتيه به إلهامه خضرة قد فاقت الورقا
غنيت تونس شعرا وامتزجت بها حتى تلاقيتما في نبض كل لقا
وكنت شاعرها ، وهي الملاذ الذى وجدته فى اخضرار الشعر محترق
ما ضوأت فيه من تلك الحسان سوى ما ضمه الطرف مفتونا بما حدقا
شربت من شعرك الاشهى عصارته فأطفأت غلتى إذ ردت الرمقا
وكنت لي أرجا يحيى الموات إذا لم يبق لي في فجاج الشعر أى بقا !
فارقتنا مثل ومض البرق ، ما نعمت نعماك إلا بما نلقاه منطلقا
فصرت للشعر رمزا ليس يدركه الا الألى استخرجوا من صلبه العلقا
