شيدت لي دنيا بجنات الخيال
وبنيت لي عشا بأحضان الليالي
وهربت من أسري ولذت بجنتي
أحيا ، وخلى في الهوى روح الجمال
فى واقع الدنيا أنا ملك القضا
حملت من أقداره فوق احتمالى
أما هنا في جنتي فأنا القضا
أنهى وآمر كيف شئت ولا أبالي
أنا حرة ألهو وأمرح في المدى
وطليقة من كل قيد أو عقال
جسمى هنا فالارض تحكم كنهه
والروح في الاكوان تسرى كالظلال
في أى أفق شئت أطلق خطوتي
وبأي أرض أشتهي ألقي رحالي
فاذا استحال على تحقيق المني
حققته في جنتى رغم المحال
فأنا بلا قيد يقيد وجهتى
وأنا بلا حد يحدد لي مجالي
كم ذا أشرت إلى النجوم بأفقها
وأنا أقول ( إلي يا ذات الدلال )
فاذا بها فى لحظة قد أقبلت
وتناثرت حولي كحبات الـــــــــــــــلالي
ولكم ركبت أنا وطيفك زورقي
ونشرت أجنحتي أحلق فى الاعالي
وبه تساقينا رحيقا نشتهى
من خمر نشوتنا بأقداح الوصال
وتقارعت كأسي بكأسك نشوة
ولكم صفا لي الكأس منك وكم حلالي
ونشقت روح الراح من بحر الشذى
ونهلت راح الروح من نبع زلال
حتى إذا ما الحب أسكرنا هوى
تلقي برأسينا على صدر الهلال
وعلى ضفاف النيل كم همنا معا
والبدر يزهو بالسنا زهو اكتمال
ومع الاصائل كم تشاكينا الجوى
بين المروج وفي الربا عبر الجبال
نحيا مع الآمال في مستقبل
ونعيش في ذكرى ليالينا الخوالى
وهنا إذا ما الفجر أيقظ غفوتي
أصحو فأدرك أن للدنيا مآلي
وأرى النجوم تباعدت في أفقها
والقلب يلهث ظامئا والكأس خالي
فأعود أدلف في غياهب طينتي
ومع النهار يتم أسري واعتقالي
يا من لكم دنيا كدنيا عزلتي
كم ذا بكيت لكم وكم أبكى لحالي
لهفي علينا كم نضيع عمرنا
نبني بأوهام قصورا في الرمال
