الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "المنهل"

في علم المباحث الجنائية

Share

سعادة مدير الامن العام

زملائى ضباط الشرطة

الحمد لله الذي اخرج من بطن هذه الصحراء ذلك الملك العظيم " عبد العزيز ابن عبد الرحمن آل سعود " الذي جمع نجدا الى الحجاز وأنشأ المملكة العربية السعودية . العتيدة الاركان . القوية البنيان : والذي خلص أهل شبه الجزيرة من خلق البداوة القديم : فنشر فيها نور العلم القويم : ونهج نهج محمد صلى الله عليه وسلم بصهر عواطف هؤلاء القوم من جديد حتى هيا منهم مرة ثانية بعد قرون بعيدة أمة قوية موحدة متماسكة مستقلة لها مناعتها وعزتها : جعل منها الأسرة الكبرى والسقف الواحد . والمنزل الحاشد . القوم في ظلاله . على البر وخلاله . إخوان متصافون . وأهل متناصفون . وجيران متالفون . قصد فى البغضاء . وبعد عن الشحناء . ألسنة عفيفة العذبات . وصدور نظيفة الجنبات . تراهم كالنحل إن سولمت عملت العسل . أوحوربت أعملت الأسل

فاطبع اللهم مصر على هذا الغرار . وأعدها كما بدأتها محلة الابرار واحفظ اللهم عرش فاروق " الأول . الملك العربي المحبوب

اخواني

حضرنا من ديارنا : نحمل اليكم أخلص ما يحب المؤمن لأخيه المؤمن : حضرنا : بعد زيارة مليككم الكريمة التى جعلت من المملكة المصرية والمملكة السعودية أمة واحدة ووحدة عربية متماسكة البنيان وكلما كان هذا الائتلاف قويا كان هذا الصوت المبشر والمنذر اشد نفوذا فى العالم واعظم دويا .

إخواني

حضرنا : فحللنا محل الابرار . وكنا موضع الا كرام . ولا عجب : فأنتم عنوان النبل والكرم : ومنزل الوحى ، ومقر النبوة ، ومنكم خرج ابن العاص والصحابة ومروا بارجائنا مر السحاب يفتحون للحق حتى اخلوا القصور من القياصرة وأراحوا مصر الصابرة من صلف الجبابرة

إخواني

حضرنا : فاستقبلنا هذا الرجل النبيل " على بك جميل كما يستقبل الاب ابنه بعد طول غياب : وراينا فيه المثل الصالح الكريم : فطوبى لكم يا إخوانى هذا الرئيس المخلص الغيور ولا غرو اذا قيل فى اقطار الدنيا ان فى المملكة العربية أمنا موطدا . ما رام فيها أمثال هذا الرجل النبيل ، رأينا فيه يا إخوانى : ذكاء لماحا وشعلة من العمل ملتهبة وغيرة على النهوض ، وهذا سر يودعه الله فى خلقه . وهم بعد فى هذا لوجود

ولهذا تزدحم بي المشاعر وتختلط على مسالك الفكر فلا أجد وسيلة للتعبير عن شعورى الذى ادين به اليه إلا بالالتجاء إلى اهون العواطف سبيلا وأقربها منالا وهي عاطفة الشكر ولكنى انتقص من شعورى اذا ما قصرت الكلام على شكره بل اننى منذ الساعة الأولى التى وجه إلى فيها انتدابي للعمل هنا في هذه الأرض المقدسة الطاهرة احسست أن نطاق الشكر لا يتسع لما أشعر . او فى القليل ، ان نطاق اللفظ لا يتسع لما اشكر

كيف لا : وقد انتدبت للعمل في البلد الآمين والساحة الكبرى و الدار اللموم ، إبرة المبحر ، ونحم المصحر ، قبلة البدوى فى قفره ، ووجهة القروى فى كفره حرم الله المطهر ، وبيته العتيق المستر الذي وجه اليه الوجوه وفرض على عباده ان يحجوه .

إنه اذن لشرف الى شرف الى شرف ، ولكن لعل البعض يتساءل : ماذا دهى هذا الضابط فقد جئنا نسمعه محاضرا فاذا بنا نسمعه شاعرا ؟

ولكنه الاحساس الذي ملك عليه المشاعر اراد ان يقدمه الى بلاد اكرمته قبل ان يبدأ محاضرته .

ولهذا ارى قبل البدء في المحاضرة ان تهتفوا معى يحيى جلالة الملك المعظم عبد العزيز آل سعود يحيى جلالة الملك المعظم فاروق الأول يحيى اصحاب السمو امراء المملكة العربية .

اما عن محاضرة اليوم : وهي حقكم على : فسأبداها بتفهيمكم الغرض من تعلم علم المباحث الجنائية .

كانت ترتكب الجرائم ويجرى تحقيقها الى ما قبل منتصف القرن التاسع عشر بطرق ساذجة أولية أساسها الفطرة والصدفة والتعسف

ولكن بتقدم العلوم والفنون الذي ابتدأ آثره في الظهور فى جميع مرافق الحياة ونواحيها المختلفة أخذ المجرم يرتكب جريمته بالطرق العلمية والفنية واعتاد المجرم في كل افعاله ان يهيئ لنفسه ما استطاع من سبل لاخفاء جريمته والتنصل من كل علاقة له بها وللاختفاء عن عين كل رقيب .

والعالم اليوم يقرر قاعدتين هما ) الأصل فى الانسان البراءة ( و ) الشك يؤول لمصلحة المتهم ( فلا يمكن إدانة شخص عن جرم الا اذا اثبتت السلطة المختصة ارتكابه له بالادلة التى تقنع القاضي وتجعله مطمئنا إلى حكم الادانة الذي يصدره .

والطريقتان " العملية والفنية " هما الحديثتان فى تحقيق الجرائم واكتشاف فاعليها .

ومقابل تفنن المجرم فى الاجرام يقوم علم التحقيق الجنائي بمجاراته خطوة خطوة فى استخدام العلوم والفنون والمخترعات لصده واكتشافه وضبطه .

واليوم يقاس تقدم الأمم من حيث الطمأنينة والأمان بما يكون فيها للمحقق او للمجرم من غلبة على الاخر ، هذا هو العلم الذى سأتشرف بتدريسه هنا مستمدا العون والتوفيق من المولى سبحانه وتعالى ثم من الخلق الكريم الذي طبع عليه العرب منذ أقدم العصور ومن الذكاء الموروث فيهم والذى لمسته فى ابنائى طلبة مدرسة الشرطة .

اشترك في نشرتنا البريدية