الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 4الرجوع إلى "المنهل"

في محيط التربية، بين الأب وابنه .

Share

كثير من الآباء الذين يحسون بمرتبة الابوة . . ومكانتها بين الابناء . . لا يستقر بهم قرار . . ولا تسير حياتهم على وفاق ، ووئام الا بعد أن يؤدوا واجباتهم تجاه ابنائهم . . وهذه الواجبات ليس لها حصر ولا عد ، وليس لها وقت معين ولا مكان

وان أقدس واجبات الاب نحو ابنه ، أن يكون الاب متصفا بالصفات المستقيمة الشريفة . . الصفات التى يستحسنها كل مجتمع شريف . . كل مجتمع يقدس الشرف ويستحسن الطيب . وحينما يكون الأب مؤديا للواجبات المتعلقة بنفسه . . ومتمشيا مع القواعد السليمة لخير الرجولة الحقة . . حينئذ تستقيم حياة الابن ، ويبلغ مرتبة رجولة وهو على سلامته واستقامته وقمين بهذا الابن أن يصل إلى مرتبة القيادة في مجتمعه . . ما دام قد غذي فى صغره بروح الاخلاق الحسنة من خلال القدوة الطيبة التى أخذها من أبيه المستقيم الذي نهج صفات الرجولة الحسنة وطبق قواعد الفضيلة فى سره ، وعلنه ، أمام الله ثم أمام مجتمعه .

ومن هذا يتضح اهمية حسن تربية الابناء في المنازل أولا . . ثم احكام التربية في المدارس ومطابقتها مع التربية فى مجتمع المنزل لتشكل أركانا قوية لقلب الطفل يكون بهذه الاركان قادرا على مواجهة فئات المجتمع التى يتعامل معها بين حين وآخر كلما تقدمت به السن .

أذكر أن أحد الادباء الحكماء . . الذين أوتوا من العلم نصيبا طيبا . . ومن حسن التربية ما جعلهم اولي فضل واحترام قد ألقى على بعض ابنائه كلمات ضمن الموضوع تربيتهم لخير حياتهم في الدنيا الآخرة . .

وجاءت هذه الكلمات . . تمثل قواعد ابتة لسير الابن مستقيما مع أهله وعشيرته لهجتمعه . . يقول هذا الاب الاديب الحكيم مخاطبا أحد أبنائه :

) يا بنى لا تضحك من غير سبب . . لا تتكلف ما لا تطيق . . ولا تعد ما لا تقدر عليه . .

يا . بني من لا يرحم لا يرحم . . ومن صمت يسلم . . ومن يفعل الخير يغنم . . من يقل الباطل ياثم . . يا بني قل الحق لو على نفسك . . قل الحق ولو كان مرا . فان أسعد الخلق من وفقه الله للحق . .

يا بني ساعد الفقير ، وارحم الضعيف . فان خير الناس انفعهم للناس . . واليد العليا خير من اليد السفلى ...

يا بني عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به فان المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه .

يا بني ، خالق الناس بخلق حسن فان خير الناس أحسنهم خلقا . . فصل من قطعك . . وأحسن الى من أساء اليك . . )

بهذه الكلمات انتهى الأب الحكيم من القائها على احد ابنائه ولم يبق الا العمل بتنفيذ مدلولاتها التى تحتاج إلى مزيد من التطبيق والعمل بين الأب والابن . . وبين المدرسة والمنزل . .

وبعد مرور الزمن الذي يقتضى بموجبه تنفيذ هذه القواعد الصادقة لتربية النشء . . يكون الابناء قد هضموا علما نافعا . . وتحلوا بأخلاق سامية رفيعة . . وانتهجوا طريقا سليما . . تحفه الزهور والورود . .

وهذا ما نريده من  كل اب وابن يخرج فى  عصرنا هذا فى كل منزل وكل مدرسة وكل مجتمع حتى نحقق أمة مسلمة سليمة صالحة . . كلمتها كلمة حق . . وعملها عمل حق . . وهدفها هدف حق . . والله الهادى الى السبيل الأقوم .

(جدة (

اشترك في نشرتنا البريدية