هل لثمت الاديم من دار " صبره " يـوم ودعتهـا وألقيـت نظــره ؟
هل تـزودت مـن رباهـا بزهــر إن ذكرت الحمى تنشقت عطره ؟
هل سألت الدروب والركب سار تحت جنح الدجى يواصل سيره ؟
. . عن حبيب شطرت روحك شط ــرين وأبقيت بين كفيه شطره !
هل اثار الوداع فى نفسك الـذ كرى واجرى دموع عينيك حسره؟
ان تسللت في الظلام لواذا أو تركت الحمى على حين غره
أو كتمت الرحيل حتى تداوى لوعة أوقدت بصدرك جمــره
. . فبعينيــك لفتة لعــراص شـهــدت قصـة لحبـك مـره !
وعلى وجهك الصبوح شحوب لم تزل ظله من الخد حمره !
فضحتك العيون مذ كنت تخفى أمرها ذا الهوى وتكتم سره
كيف تقوى على البعاد وفي احـ ـيـائها جيرة لعينـك قرة ؟
أنت منها وان تشـاغلت عنها واعتزمت النوى وأزمعت هجره
قبضة من ترابها فيك مما فى ثـراهـا من العنـاصر ذره
انها الأم ان جفت أمـهــات أو قست مرضع ولم تحن ضره
انها فى الدما حياة ودفء وبأحشـائنـا ينـابيـع ثـره !
أى جو يفوق جو بلادى ؟ أى أرض لها مفاخر " صبره ؟
ما تغنيت في قريضي بسعدى أو تتيمت في شبابي بزهره
ما عرفت الجمال فى غير أرضى كل وجه بأرضها فيه نضره
هى " ليـلاى " منذ ان كنت طفلا وانا " قيسها " وان جئت إثره
كل أنغامها عذاب وفي ألحـ ان صداحها من السحر نبره
روضها يانع الزهور وان لم تحبه د ـمة السماء بقطره
وعلى ثغرها الجميل ظلال الـ ـبشر رفافة بروح المسره
كل حسن موزع فى بـلادى أينما جلت رحبت بك غره
كل مجد لـه أثــارة ذكــر نقشت آيه على كل صخره
وانتهى أمره لأيدى شباب ظل يعنى به وينشر فخره
هذه القيروان همزة وصل الــ ـمجد ظلت كعهدها مستقره
أى أفق كأفقها فيه أعـلى الـ ـدين بنيانه وأحكم أمره ؟
فى رباها أحيـا سعيـدا وأرجو أن أراهـا وسط القلادة دره !
