قبل ان استهل كلمتى هذه ارى لزاما على بمناسبة ذكرى مرور العام الاول على وفاة الملك الراحل بل من الواجب ان اقف ويقف قلمي معى رثاء لتلك الروح الزكية الطاهرة روح المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل قائد الشعب الاول وباني مجد العروبة ، وصانع التاريخ ومشيد اركان النهضة الكبرى رافعا اكف الضراعة الى المولى العلى القدير ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنات النعيم جزاء ما قدمت يداه
والشعب السعودى اذ يستمطر الرحمات على تلك الروح . . يستقبل بمنتهى السرور ومزير الغبطة والحبور خير خلف لاحسن سلف ، من تبوأ عرش هذه المملكة الخالدة عن جدارة واستحقاق جلالة الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية ويلتف حول عرش قائده الاعلى وراعي مصالحه . . بقلبه ونفسه ونفيسه منذ حلت طلعته البهية وسطع نجمه المزدهر في دنيا العروبة والاسلام ، لقد ترسم جلالته حفظه الله خطى والده العظيم ورسم الاهداف العليا للسير بالشعب قدما منذ اليوم الاول الذى تبوأ فيه عرش آبائه واجداده ووضع امامه آمال الشعب وأمانيه بل آمال العروبة والاسلام.
ولقد كانت اهداف جلالة الملك
سعود ومن اهم تلك المثل العليا التى صرح به جلالته في الخطاب الملكى الكريم فى مهرجان افتتاح مجلس الوزراء ما يأتي :
١ - الحث على الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والخلفاء الراشدين . . والسلف الصالح بعدهم
٢ - العمل على جمع كلمة العرب وتأييد مصالحهم والدفاع عن كيانهم
٣ - تقوية الجيش وتزويده باحدث وسائل الدفاع .
٤ - محاربة الجوع والفقر والمرض ٥ - رفع المستوى الثقافي والصحى والزراعي والاقتصادى وتدعيم وسائل المواصلات والنهوض بكافة المشروعات الاصلاحية التى من شأنها رفع مستوى البلاد والنهوض بها
ومنذ ان تبوأ حفظه الله اريكة عرشه لا ينى لحظة عن تحقيق تلك الاهداف والامانى مهما كلفه الامر ، ارضا ، لله ثم لضميره الحي ونفسه الكبيرة التى لن تهدأ ولن تستقر الا عند ما يرى العرب والمسلمين فى مختلف ديارهم وامصارهم وقد استردوا مجدهم واسترجعوا مكانتهم المرموقة فى التاريخ
رحلات جلالته التفقدية
هذا هو الملك " سعود " البار بشعبه وأمته تبوأ العرش متفائلا مستبشرا بنعمة من الله وفضل فجاب الاقطار الشقيقة وتحدث الى ملوكها
ورؤساء حكوماتها واقطاب دولها واجتمع الى ساستها واقطابها لاداء رسالة كاملة غير منقوصة وما رسالته الا رسالة العروبة والاسلام ولم ينثن عزمه وعزيمته الصادقة عن هذا بل قام برحلات منظمة على زيارة انحاء مملكته الشاسعة الارجاء الواسعة الاطراف للاجتماع بأهلها وتفقد شئونهم والنظر فى مصالحهم والنهوض بحياتهم وتحقيق آمالهم وأمانيهم .. فكان هذا من مظاهر عنايته بأبناء شعبه قام بتلك الزيارات فى الصحارى والبرارى والقفار برا وبحرا وجوا غير مبال بما يلاقيه فى تلك المشاق ولقد قدر الشعب تلك الزيارات وقابلها بأطيب واجمل التقدير والاخلاص ، والولاء وقابل مليكه بكل انواع الحفاوة وكرمه أجمل التكريم فى كل بلد يحل فيها جلالته بما اثلج صدره لما يقابل به من شكر وولاء ووفاء . .
مشروعات جلالته الاصلاحية
هذا وبعد الاستعانة بالله وحسن توفيقه كان فى مقدمة اعمال جلالته الخالدة رفع مستوى الجيش بتزويده بسائر انواع الاسلحة الحديثة التى لا بد منها للدفاع فاصبح الجيش ولله الحمد من اقوى الجيوش فى الشرق الاوسط . . . عدا الروح الاسلامية العالية التى يتمسك بها قادته وافراده وعلى رأسهم سمو الامير مشعل وزير الدفاع المعظم .
ثم اتجه حفظه الله الى النهضة العلمية بنشر الوية الثقافة والعلم في ربوع مملكته حيث رصد لوزارة المعارف فى ميزانيتها ما يمكنها من تأدية رسالة العلم والعرفان فأنشأت
الوزارة مدارس رياض الاطفال ومدارس مهنية وزراعية وصحية علاوة على ما عقدت عليه العزم من انشاء جامعتين احداهما فى الرياض والأخرى فى مكة.
اما النهضة الصحية فقد ازدهرت بفضل الجهود المتواصلة التى قام بها سمو وزير الداخلية الامير عبد الله الفيصل وسموه يعتبر بحق واضع اسس مشروعات الصحة التى تمت في عهد وزارته والتي هي قيد التنفيذ من استحضار الاطباء الاختصاصيين واقامة المستشفيات والمستوصفات ، وارسال البعوث الى اكبر الجامعات ، ووضع مشروع رعاية الامومة والطفولة الذي بدئ فى تحقيقه ، ولنا فى جهود وزيرها الحالى ما يحقق اكمال تلك المشروعات
وهناك مشروعات هامة فى حياة تقدم البلاد قد اولاها جلالته حفظه الله عظيم عنايته وشديد رغبته وفي مقدمتها تدعيم النشاط التجارى والاقتصادى والزراعي والصناعي . كما دعم وسائل المواصلات واصلاح الطرق التى منها الاستمرار في مشروع الخط الحديدى من الرياض الى القصيم حتى يصل المدينة المنورة فجده ومكه وفي المفاوضة مع الحكومات العربية المجاورة في اعادة تسيير خط السكة الحديدية الحجازية من سوريا مارا بشرق الاردن فالمدينة المنورة ، ومنها عناية جلالته بشئون الحج والحجاج ، وتوفير المياه وشق الطرق فى عرفات ومزدلفة ومنى وسفتة طريق المدينة وجدة وفتح طريق الاخشين الجديد والشارع الجديد فى منى وتوسيع
ساحات نزول الحجاج في مني ، وفي عهده السعيد ولاول مرة فى التاريخ يستخرج الرخام الابيض من جبال البلاد وقد أمر جلالته بفرش أرجاء الحرم الشريف وماحول الكعبة المشرفة به والعمل جاد في ذلك على ساق وقدم والنية متجهة الى سفلتة طريق الطائف مكة فى هذا العام.
وغير ذلك من المشروعات التى تمت فى عهده السعيد وفي فترة قصيرة بعزم صادق ونيات حسنة وان البلاد
من اقصاها الى اقصاها سائرة بفضل الله ثم بحسن جهوده فى طريق التقدم والاصلاح والفلاح وبحسن رعاية سمو ولى عهده المعظم ، وختاما نسأل الله جل وعلا ان يجعل عهد جلالته عهد خير وبركة وازدهار وان يمده بعونه وحسن توفيقه وان يحقق على يديه ما فيه صلاح العرب والمسلمين انه سميع مجيب.
