صدر بالفرنسية عن منشورات " مفاتيح العالم " Les cles du monde لسنة 1981 كتيب للرئيس المدير العام للمركز القومى التونسى للاعلامية الدكتور صلاح الدين القروى بعنوان : " أمريكا وأوربا والآخرون فى البحث عن الاعلامية " .
فبعد ان حدد الكاتب الوضع الدولى للاعلامية حلل بعض المتناقضات التى منها فى المقام الاول تاثير الاعلامية على صناعات العالم الثالث والعلاقات بين التنافس الدولي والاعلامية ومحدودية التشغيل
ثم يبين كيف ان ادخال الاعلامية فى بلدان العالم الثالث يختلف يختلف أساسا عن استعمالها في البلدان المصنعة فيتحتم اذن اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية لتلافي النتائج الوخيمة لاستعمال الاعلامية دون دراية دقيقة وسياسة محكمة والا كانت نتيجتها افلاسا ذريعا
وبعد ان يبين خطأ الدول المصنعة وتعنت أوربا الاعمى فى التشبث بأساليبها التقليدية لفرض سيطرتها الاقتصادية على بلدان العالم الثالث متجاهلة الواقع الجديد الملموس يتخلص الكاتب الى ضرورة ارساء علاقات اقتصادية جديدة بين أوربا والبلدان الافريقية والعربية من شأنها ان توجد بافريقيا والشرق الاوسط ثروات جديدة غير متوقعة تعتمد على هياكل انتاج حديثة ومركبات علمية قادرة على قبول وهضم انتاج الغرب الاقصى اصطناعا وفي مقدمتها الاعلامية التى تصبح عند ذاك آلة تصرف حقيقية عوض ان تكون آلة حساب متقنة .
ولا يمكن جدوى استعمال الاعلامية فى البلدن النامية الا بعد الحصول على مستوى ادنى للتربية ولسلامة التصرف وبعد تحديد سياسة قومية واضحة المعالم والاهداف تعتمد التطور الضرورى لكى تحافظ على الخصوصيات القومية .
ويجب لذلك ان تكون بالاحرى نقطة انطلاق كل مخطط قومي للاعلامية متطابقة مع بعث المخطط الاقتصادى والاجتماعى للبلاد المعنية
معنى ذلك ان التخطيط الاعلامى يجب ان ينسجم مع تضاعيف التنمية ويترابط حول الاهداف الاقتصادية والاصلاحات الادارية والاجتماعية الكبرى بحيث يكون استعمال الاعلامية كعامل اسراع في سير تحقيقها .
ويختم الدكتور القروى بقوله :
رأيى ان جميع الظروف متوفرة اليوم فى البلدان النامية للقدرة على سلوك سياسة اصلاح ادارى شجاعة ونيرة ولاسباب عديدة من التوازن الجهوى ومسؤولية الاقاليم ودفع الاطارات المحلية وتركيز الفئة العاملة فى اعماق البلاد والتقريب بين الاداريين والمواطنين من اللائق ان تعتمد تلك السياسة على عمل لا مركزي واذن على اعلامية متماشية معه كما ان ادخال الاعلامية على القطاع الاقتصادى فى البلدان النامية بمعناه الواسع أى كوسيلة لتوفير الانتاج ودفع النشاطات الجهوية والمحلية يكون دون شك وسيلة ذات جدوى قصوى للتعجيل بالانطلاقة الاقتصادية "
وهذا الكتاب أو الكتيب ) فهو لا يتجاوز المائة صفحة ( بالرغم من موضوعيته ووضوحه ونظرته الصائبة الى مشاكل العالم الثالث التقنية ووضعيته تجاه الاعلامية الغربية لا يتعدى ان يكون وثيقة اختصاصي من العالم الثالث جامعة لرؤوس اقلام هامة ومفيدة تاتى بضعة اشهر فقط بعد ظهور الكتاب الناجح لاختصاصي من العالم الغربى المتصنع بعنوان التحدى العالمىe defi mondi وقد لا يتعدى فى موضوعه ومحتواه ان يكون صدى له .
ونحن لا نقصد بهذا ابدا ان نحط من قيمة هذا العمل الهام والهام جدا بالنسبة خاصة للبلدان النامية لكننا نامل من الدكتور صلاح الدين القروى ان يتعمق ويتوسع فى هذا الموضوع الحيوى فيثرى مكتبتنا بعمل أوسع وأشمل للتعريف بتجارب بلدان العالم الثالث فى ذلك سواء اكانت ناجحة ام لا مع بيان الاسباب الداخلية والخارجية الاقتصادية والاجتماعية البشرية والمحيطية لنجاحها او اخفاقها ولتشييد مذهب اعلامي ضاف شامل وواضح يجدر ان يصلح دستورا اعلاميا صالحا للبلدان النامية ونحن واثقون من انه الاختصاصى القادر على القيام بهذا العمل العظيم المشرف الذي سيكون من اجله العالم الثالث مدينا له بالمعروف .
