في صومعتي ذات ليلة مقمرة . . رايته ناعسا كشعاع القمر . . ذابل العينين . . بتحدث بلسان الليل اذا سجا ، طاويا الامه وفي نبرته قوى تعكس الماضي وتحكي اساطير القرون وغاب اياما فاكتابت ! . . ثم نعبت في الشقوق اليوم وعوت بنات أوى
وذات يوم وانا اجوب المدرب رابع جنازة . وسالت فقالوا : انه شاعر . . فاستعبرت عيناي وهجرت صومعتي الى حين . . وكانت هذه القصيدة . . قصة شاعر !
أخذتني عيني . . فابصرت أطلا لا واسمعت بينها . . كالغناء . .
فتلفت في الم الطبيعة . . المقاه . . . غريبا . . مزملا . . برداء
شاعر . . يشهد السكينة في الليل على بؤس روحه العذراء
انكرته حتى مناه . . فلو ال وى عليها . . لأجفلت للوراء
والهوى حلمه اليتيم . . فما يخ طر في وهنه . . بغير حياء !
اه يا ليل ! زقوة من حناياه تشظت . . في مسمع المظلماء
يخلد العود بعد حين الى الوق د ويبكي مولولا . . في الماء
اه يا ليل ! . . اشعل الليل بالا ه فامسى . . كالجمرة الحمراء
أنف المضجع الموثير . . والقى ضلعه فوق صخرة صماء
ساخرا بالجراح . . يحفرها الشو ك سطورا في الجبهة المشماء
وعلى ثغره من الألم العذ ب انتفاضات بسمة هوجاء
ورأى الناس ضعفه فاذاقو ه على الضعف قسوة المغلظاء
والمضواري . . تجلو المنيوب شباعا وتحك الاظفار . . بالاشلاء
فلوى الخد عن حقارة دنيا هم واغضى عينا . . على الأقذاء
واذا اقبلوا عليه تلقت هم من الأنف ضحكة استهزاء
اذهلت وعيه عن الحس بالكو ن وما فيه جنة الإزدراء !
تملأ اللفتة المشيحة والاجا ل من منكبيه . . عين العلاء .
جائع الحس . . والجوارح ظما ن جراح المنى الى البغضاء
يزار المحقد . . في غيابة ذكرا ه شبيحا . . في ماسر الارزاء
عفرت زهوها المعتي على رج ليه جهم الحوادث . . الرعناء
في دوامي خطاه . . لفح المروءا ت وفي شمعة . . صدى الكبرياء
يتلوى الشباب . . ملء ذراعي ه حطيم القوى . . هشيم المضاء
عنفوان . . تعلم الظفر بالنح س بصير . . في امة عمياء
وطموح اخنت عليه الثلاثو ن صريع في زحمة الارتقاء
الضحى . . سفوة اللهيب على المجر ح . . ونهش السموم في الاحشاء
والضحى . . صفعة الحياة على خد يه . . تكوي عروقه بالشقاء
والمشعور المسعور يلتهم النز ر المبقى . . من اعظم جرداء
والاباء الجريح يزحف بالنص ل عنادا . . الى ذرى الخيلاء
والمشوخ الكسيح ينشب كفي ه احتمادا . . بنجدة الأعضاء
بعضه . . لحد بعضه مثلما يد فن في نفسه . . وقود الصلاء
أشعلت رأسه الفجاءات والأه وال . . ما بين بكرة ومساء
في غد قنصني . . يقول له الده ر ويابي مهانة الانحناء . .
صاخب في هموده انف العيش تراث المطامع الحسناء . .
بسمة الرحمة الحقيرة لا كن ت واهلا . . بقهقهات العداء
عفة في بلائه . . تسعر الضغ ن عليه . . في اكبد اللؤماء
واعتلاء . . في بؤسه يبهت الخل ق ويهتاج عزة البؤساء
كم تشاكى غلواء رفعته القو م فداوى المغلواء . . بالمغلواء
يولد الكبر في الكبير مع المنف خة قبل التكوين . . والانشاء
منعوه . . هجس المخيلية بالحق وساموه ذلة الادعياء
ونهوه عن فطرة المله فيه تلك في الناس بدعة الاقوياء
ان شكا . . فاختلاجة السر في المقل ب وراء العواطف الخرساء
والحسام المصقيل . . يعبث فيه الفار ملقى . . في ظلمة الانزواء
اه يا ليل ! . . يا هدى الألم التا ئه في الف ظلمة . . من ضياء
ان في حنوة العذاب على الصم ت براكين ثورة نكراء . . .
أوجعيه . . يا رافة الأهل وارمي ه بسهم يا غيرة الاصدقاء
وصموه بالعجز . . يا ايها الناس أعجز ترفع الكبراء ؟ . .
جرعوه . . صبر المقرن بالغل على الصفع من يد الجبناء
قتلوه . . قد يعجل الرحمة الله ويعفى . . لحالة الابرياء
جدة

