حينما ولي عبد الله بن عامر ، العراق قصده صديقان له : انصارى وثقفى . فلما سارا تخلف الانصارى ، وقال : الذى أعطى ابن عامر العراق ، قادر على أن يعطيني .
فوفد اليه الثقفي وحده وقال في نفسه : احوز الحظين ! فلما دخل عليه قال له : في ما فعل زمنك الانصارى ؛ قال : رجع إلى أهله . فأمر للثقفى بأربعة آلاف دينار
ومن الانصاري بثمانية آلاف دينار . . فخرج الثقفى وهو يقول هذه القصيدة التى في سجل فيها القصة كاملة :
فوالله ما حرص الحريص بنافع فيغني ، ولا زهد القنوع بضائر
خرجنا جميعا من مساقط روسنا على ثقة منا بجود " ابن عامر "
فلما أنخنا الناجعات ببابه تخلف ني " البئربي ابن جابر "
وقال : ستكفيني عطية قادر على ما يشاء اليوم للخلق قاهر
فان الذى اعطي العراق " ابن عامر " لربى الذى ارجو لسد مفاقرى
فقلت : خلا ، لي وجهه ! ولعله سيجعل لى حظ الفتى المتزاور
فلما رآني سال عنه صبابة اليه ، كما حنت ظواار الابامر
فابت وقد ايقنت ان ليس نافعا ولا ضائرا شئ خلاف المقادر
