قضينا اليوم فى جزر ومد مسالك لم تكن أبدا تؤدى
بها الأوحال لاحت في الثنايا تهدد من يمر بغير قصد
وكم كنت الدليل لدى نزولى لنقطع مجهلا خلناه يهدي
نكاد نمر منه فلا نلاقي سوى صعب يؤول الى التحدى
فحرنا والوجوم بدا علينا وأصبحنا الأسارى دون قيد
وتلسعنا الرياح بكل عنف فيا ويلاه من لسعات برد !
وما نلنا الوصول لمبتغانا إلى من بات فى أخذ ورد
وعجنا بالمنازل حيث لاحت لنسأل ثم عن درب يعدى
فما أغنى فتيلا أى بحث وما كان السؤال لنا بمجد
ولذنا بالمسارب بعد لأى ولاقبنا صعابا دون حد
بمنعرج خطير كاد يودى "بكتكط" تلاقي كل صد
وما لاقته من ويلات صخر وحفر بالمسالك مستجد
إذا غاصت برمل وهي تدوى سمعت بلا ارقياب صوت رعد
فانا للمحرك صوت حبلي تصبح من الوجيعة وهي تبدى
مخاضا نالها الإعياء منه فيقطع بالسكوت المستبدل
وآونة تراها وهي تعوى عواء الذئب في الليل الأشد
نشمر ثم ندفعها أماما ونبذل بالتعاون كل جهد
وتنطلق الحرارة في دمانا اذا انطلق المحرك بعد كد
فنركب ثم نرجع في استياء نمني أنفسا بقريب عود...
