الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "الفكر"

قصيدة مضادة، واضحك رفضا !

Share

المرأة قد تتعرى من لحمها والدم وتصبح كائنا من دخان فوق سيكارة بين أصابع شيخ متهدم . . . وأيامنا التى كانت نارا ونورا قد تدروها الرياح وتصبح حفنة من رمال بين أصابع طفل قذر ، نزق شرس . . يهرول على الشاطئ . . .

كائنات كانت ثم أصبحت تلك الحلقات الرمادية فوق سيكارة ، وأيام كانت لنا أشهى من كل أمنية ثم أصبحت تلك الحفنة من رمال تذروها الرياح . .

ولكن ، ولكن ، ولكن . . بكأسي المشرقة هذه ، تضحكنى كل المحطات التى يمر بها قطار الأشياء الجميلة الى الدخان ، والى الرمال والى العدم . . تضحكنى كل مناديل الوداع ، كل مدامع الألفة والضياع . . . تضحكنى كما لم أضحك ، تضحكنى الى درجة الضجر . . .

يوقفني الشرطي في الليل ويرجو مني تخفيض الصوت " رفقا بالنائمين " ثم يرح مني بشراسة أن أكف أو أن استخدم " الموجة القصيرة " فى الضحك . .

. . وأضحك . . . مفكرا فى الشيخ وفي الدخان على سيجارته التى بين أصابعه . . .

وأضحك . . . مفكرا فى الطفل وفي الرمال بين أصابعه . .

وتمتد نحوى الأصابع ) خفية ) - وأنا أضحك - وتشرئب نحوى الأعناق ) مشفقة ( - وأنا أضحك ، ويتهامس عابرو السبيل من السكارى قائلين : حتما ، لقد فقد الرجل عقله !

وضحكى هو رفض للشيخ ، وللطفل ، وللكائنات التى تصبح دخانا

وللأيام التى تصبح حفنه رماد ، وللمحطات التى يمر بها قطار الاشياء الجميلة الى العدم ، وللشرطى ، وللنائمين ، ولعابرى السبيل ، و . . . لنفسي . . !

بكأسي المشرقة استقبل الندم ضاحكا كما يستقبل السياسي فيلسوفا ثقيل الدم ، بليد الخيال ٠٠ .

فالندم هزيممتى وهزيمة السياسي الماكر . . . لهذا كثيرا ما جعلت من كأسى قبرا لكل فيلسوف ثقيل الدم ، بليد الخيال ، ومن دخاني نسجت له كفنا . . .

أيا كأسى ، المشرقة الموشحة بالدخان ، ما أجمل أن نبقى أصدقاء الى الأبد ، أصدقاء من نار ونور . . .

اشترك في نشرتنا البريدية