لفنا الصمت والفراغ احتوانا
ودعانا إلى الشرود المساء
حين نامت بنيتانا فضاعت
ضحكات طويلة وبكاء
ملأت دارنا حياة ضجيجا
إنما الدار صبية أبرياء
لفنا الصمت بعد يوم ملئ
وغفت دارنا وضاق الفضاء
فالتفتنا إلى الإذاعة نصغي
لغناء وهل يثير الغناء ؟
وركنا إلى الكراسي نغفو
مثل شيخ يدب فيه الفناء
وانطلقنا في رحلة ذكريات
من زمان وفي الرحيل العزاء
واستبدال الخيال ينأى بعيدا
لبقاع لها دعانا اللقاء
كم طفحنا وقد تفتح كون
أشرقت فيه أرضه والسماء
فى خيال يثير كونا عجيبا
فيه نحيا ونرققص الاشياء
ورأينا الزهور ترنو إلينا
تتثنى وقد عراها انتشاء
بحديث يطول همسا وصمتا
يلتقي فيه جده والهراء
خمد الشوق بعد سير طويل
وخمدنا يهدنا الإعياء
أين منا وقد قضينا سنين
أمسيات ولوعة ورجاء
حين كنا نصوغ حلو الاماني
لغد مشرق فيعلو البناء
لا نبالي بما بنينا كطفل
ما أقمنا وما هدمنا سواء
قد هرمنا وما تقضي شباب
يغمر الوجه بشره والصفاء
قد هرمنا والعمر درب طويل
يا صفي الحياة حان الرثاء
