تلوى الكمان بلحن الضجر وساءلت نفسى لماذا هجر ؟
أيا ليل يكفى سهادا وشكوى كفانى وفاء لمن قد غدر
وفيت إليه عهودا طوالا وما كنت أخشى صروف القدر
وولى الغرام وعهد الهوى وألفيت نفسى وخلا هجر
فذكرت ليلى عهود الجوى وما قد نساه وما يذكر
رنين الكؤوس وشدو الكمان وجنى الرضاب ورجع الوتر
وحلما طوانا بدنيا الخيال وليلا طويلا لنا قد قصر
وحبا شهيا به قد سكرنا وشوقا على شفتينا استقر
وعهدا وفيا لنا به كم نعمنا وقصرا أقمنا بشتى الصور
وتهنا بعيدا بأرض الأمانى ولم ننتبه لحياة البشر
وفوجئت يوما بنفسي أجوب صحارى الضلال وغاب الكدر
وناديت خلا معى كان أمسى فمات النداء وكان السهر
وساءلت ليلى ترى من غدر ؟
أجاب الكمان بلحن الأسى تلاشى الحبيب وولى العمر
وعاتبنى الصمت فى حدة وعم الظلام وغاب القمر
فما للخمور تراق ذلالا وما للكؤوس بدت تنكسر
وما للكمان حزينا كئيبا تلوى احتراقا بلحن الضجر
أيا ليل يكفى عذابا أليما من الهجر ألقى عذابا أمر
فقصر الرمال هوى من علو وذكرى الليالي محاها القدر
أينسى عهودا بها فاه يوما أينسى الوعود ألا يذكر
أينسى حياة معا قد قضينا أتمحى تماما أما من أثر ؟
ويا ليل هون كفاك عذابا وهات الى النفس أحلى خبر
أجبنى كفاك وجوما وصمتا وخبرنى حقا ترى من غدر ؟
أيمضى النهار الى حلقة وتطوى المآسى صبايا النضر ؟
سئمت الضلال وذكرى الحبيب وقد ضقت ذرعا فأين المفر ؟
فحسبى العتاب وحسبى الأسى لألق بيأسى وأنس الكدر
لماذا ابالي بأشلاء صرح وأشغل نفسى بزيف الذكر
فحسبى اكتئابا وحزنا عميقا وهل يرجع الحزن خلا هجر
سأسلو الحبيب وأنسى الغرام وأطفى وجدا بعمقى استعر
في كبرياء بدون نظير كصلب المعادن لا تنصهر
أنا من كسرت قيود الحياة أنا من كفرت بدنيا البشر
وحلقت تيها بدنيا الكمال بجنح قوى وعزم أغر
أنا كبرياء ولحن يغنى ورمز أبى تحدى القدر
فلا تبتغ من غرامى رجوعا فحب إليك مضى واندثر
سأحيا لأحيا لأني تعلمت أن لا أبالى ولا أنتظر
سأطلق للحب ألفى عنان وأعبث بالكون لن أستقر
