مهداة الى الاستاذ : محمد مزالي في يوم تعيينه من لدن رئيس الجمهورية وزيرا اول وامينا عاما للحزب . مع أجمل التهانى وخالص الحب .
لمن التهانى ياتري أشدو بها ؟
لأعز أحبابي جميعا ، أم تري لبلادي ؟ !
بل كيف أشدو بالتهانى .. ؟
ها أنا خفقات قلبي غبطة غلبت على إنشادي ..
أنا ليس لي شدو على شفة .. ولكن لي قصيد في عميق فؤادي ..
ما لم أقله قصيدة أخرى ،
أنا إن اقتصد ، فلكئ يروا أن الأديب يجيد فن الإقتصاد .
الشعر عودى ، والهوى أوتاره ،
وسوى فؤادى لن يكون الشادي ..
في كل حرف خفقة مسكونة بالحب ،
لولا الحسب - من زمن - لجف مدادى .
في كل حرف ألف ود دائم ، والشعر هل يحلو بغير وداد ! ؟
إني أسافر في القصيد ،
وإنني في لهفة للود - في سفري - قبيل الزاد .
حتى يظل الصدق في سفري رفيق العمر ،
ليس بصادق من هام بالأضداد
سفري إليك يطول وهو يطول ..
أصبح مبدئي أن أعشق الأسفار للأبعاد
يا أيها البعد الذي سكن الفؤاد ، وهندس الغايات من ايجادي ...
تفه الوجود إذا خلا من غاية ، والخلو من يحيا بدون مباد .
علمتني مبدى الحياة ولدتني ،
بالرغم من يأسي من الميلاد
فإذا أنا خلق جديد ، رافض دين القناعة فى حدود وهادى
لا الوهد شاق عزيمتي ، لا العزم شقه شاهق ،
فالصعب سرج جوادى .
إني تعلمت الصمود من الذي ركب الصعاب " بفكره " الوقاد .
إن السياسة عنده من "ساس" ( * ) أجوف .. خيمة ظلت بلا أوتاد .
حتى أضاف لها صحيحا سالما "كتب" البراع بأن
يكون لمركب الإقلاع خير عماد :
الشعب المفكر في احتياج دائم ،
فوجوده أغنى عن الجلاد
إن تعطني شعبا يفكر .. أعطك البشر الذي يسمو عن الأحقاد .
إن تعطني شعبا تعلم .. أعطك الجيل المضيف لما بني أجدادي .
إن تعطني شعبا تخلق .. أعطك الرجل الذي يهفو إلى الأمجاد :
إن تعطني شعبا تحرر في اختياره .. سوف لن يغتر بالأفراد .
إن تعطي شعبا يمارس في السياسة حقه ..
قسما لذلك ما يعز بلادى !
إن تعطني شعبا إذا ما سار للصندوق يدخل فيه ...
دون تدخل الأضداد ...
قسما بأنه صار يعرف كيف يختار . اختيار اختيار الكف لم يفتا دليل رشاد
إن تعطني جيلا له قلم يجرده على الطغيان باسم الحق ،
أقسم بالسيادة : إن ذلك مبدأ الأسياد .
إن تعطني حزبا يخاف على ..
حمامة تونس الخضراء أن تهب الهديل لمسمع الصياد ...
تهب السماع إلى الذي بالحسب وحدنا ،
ولم يمنن علينا ، لا على الأحفاد .
بالحب تربط بين كرسي القيادة والذي ...
في السفح باسمك يا حبيب ينادى ...
فاذا تتطع قصد كرسي القيادة هامش من حوله ، انتبه
الذي في الوادى .
وكذا التلاحم بين رأس رائد وجميع من في الجسم بالأعضاء ...
يا عضد الحبيب الأيمن الميمون
يا خلفا يواصل ما بناه الهادي ...
إني أرى كسب الرهان على يديك حضارة ..
كسبا لنا أهدتك أنت بلادى.
فاسلم لنا ، ما قلتها خوفا ولا غرضا ...
ألا أرجو السلامة للفؤاد ؟ وأنت أنت فؤادي !
إني تلقيت التهاني جملة ،
لو أننى فصلتها لك أعجزت قلمي عن التعداد :
أنعمت رب فزده خير زيادة للمخلصين تنعما .
لكنها كمد على الحساد :
زده عنادا في الصمود ، فإنه المعتاد إجهازا على المعتاد ..
لولا عناده في الصمود على المبادى ،
لم يكن منى انتماء للمبادئ ..
أنا منتم .. والإنتماء يتزج بالشعراء في عدم الحياد
من لا انتماء له - إلى رجل المبادئ - ملححد ،
تبا لمن قد ألحدوا ، تبت يد الإلحاد !
رجل اذا ما قيل للكتاب ، كيف توحدت اقلامكم ؟
قالوا : " له تبقى على الأقلام بيض أياد" :
أقلامنا إن لم تكن بين الأنامل - كالبنادق لا البيادق-
كالبنادق للنضال وخيره ، قد تصبح الأقلام كالاعواد .
انظر ..خذ الأعواد خذها حزمة سترى ، محال كسرها ...
خذها مفرقة أرى تكسيرها يبقى بلا إجهاد .
كنا نرى الكتاب فردا واحدا شيعا ،
وجاء "محمد" فإذا بها الشيع اتحاد واحد ...
قد كان فى التاريخ ذلك غير عادى .!
أقسمت : إنه ناجح أن يرأس الوزراء من قد وحد الأدبآ
وهم شيع ، فكان لهم رئيس الإتحاد (*) ...
إن كان يتحسدنا عليه بعضهم ،
قلنا :"ألا يا ويحنا حتى من الوزراء ، لا نخلو من الحساد .! "
يا تونس الخضراء هذا يومنا ..
يا حبذا لو كان للكتاب يوم واحد عيدا لنا من زمرة الأعياد !
يا أمنا إنا اشتهينا بسرة لا غيرها ،
مني بها وعيوننا مفتوحة ،
هل ينفع العرجون بعد رقاد !؟
يا بسرة عزت على قلم يعز على يوما كسره ...
ولربما كسرته ...
إن صار يوما طامعا في كسرة الأولاد .
مهلا فإني مازح ..
أأكسر القلم الحبيب !؟
وقد أتى من قال للكتاب :
" سوف أغير الظرف الذي ...
لن يستطيع بأن يغيرني على أعضادي ."
