٠ للاديب وجهان . وجه يلقى به الناس ووجه يلقى به فنه ومصدر الهامه .
شخصيتان متميزتان متنافرتان الى حد الشعور بالغربة ازاء فنه وازاء الناس .
كذا يظل مترددا بين قطبين لا يقر له قرار وهنا مورد أدبه وخصب انتاجه .
٠ شدما يعانيه المثقف حفاظا على الذات وصونا لاصالتها . صراع متجدد لا ينقطع فكانه الربان لا ينى يضبط سيرسفينته يعدل اتجاهها بين المصاعب والاخطار حتى يبلغها وجهتها الحق .
٠ الكتاب ، من حيث الاسلوب ، أصناف : صنف يكتب وينشئ جهده ، وصنف يتحدث ويحاور فمزية الاول احكام الصنعة ونضج الروية ، وفضيلة الثانى عفو البديهة وانطلاق القريحة كالنبع الدافق لا ضبط ولا كبت . وثمة صنف ثالث مزيج مشترك بينهما وذاك الانموذج الامثل .
٠ أنت مثلى منقطع وحيد فتعال أضمم فراغك الى فراغى وامزج وحدتك بوحدتى ونانس بوحشتنا معا .
٠ لقد كف ان تستروح نفحات الربيع وتنغمس في شمسه الوهاحة وتطوف بين الزهر والخضرة لكى تتم المعجزة فاذا أنت تستغرق فى اللحظة وتذهل عما سواها وتمتد اللحظة وتتمطى فاذا هي حاضر منبسط مديد لا قبل فيه ولا بعد . ديمومة متصلة منتهى السلاسة ومطلق الانسجام .
٠ ميزة الفن الرفيع انه لا يؤثرفينا بروعته المحسوسة المباشرة فحسب بل بما يشعرنا به - ايماء وتلويحا - من جمال أروع وأسمى ممتنع عن الادراك والتعبير . تلك هي فتنة الفن وخدعته . انه يوهمنا - مدة لحظات - بتيسر المطلق وامكان المستحيل .
