الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 4الرجوع إلى "الفكر"

كلمات منثورة

Share

* العازف العبقرى ينسيك بحذقه وامتيازه نوع آلته وطبيعتها . لكأنه - لا بل هو يستخرج منها أكثر مما تطيق ويجعل منها شيئا آخر غريبا بديعا ، مشترك الطبع متعدد المزايا واسع الثراء إلى منتهى حدود التعبير فاذا أنت تتشبث باللحن تنهل منه فى شغف وبهجة مستمسكا به جهدك مستبطئا إياه قلقا متوجسا من لحظة انقطاعه وفنائه .

. " احدثه ان الحديث من القرى . . . " ) 1 ( . " أريد أن أتزود منك يوما تهبه لى . . " ) 2 ( . نحن نقتات بالأنس والمودة والصفاء . أجل ! وننتعش بالظرف والأدب والفن لا تقل شهوتنا إليها عن نهمنا بالخبز واللحم والثمار .

* فى كل مفكر وكل شاعر وفنان ثنائية وازدواج ، مزاج معقد ، خفاء وغموض حتى ليلتاث على كل منهم أمره ويلتبس ، ويتشتت الكيان منه ويتمزق . فأنى يمكن الحد بين الحياة وبين الفكر والشعر والفن فى شخص كل منهم وهيئته وسلوكه ! ؟

* الطبيعة أبية شموس ضنينة بودها ووصلها تأنف أن تلاحظها

- شأن متطفلي السواح - من خلال نظاراتك أو من خلف عدسة " مصورتك "

.* الزوجة الحق من تكون متمكنة من نفسك متأصلة الجذور فيك حتى كأنها أمك التى أنجبتك ورعتك حينا من الدهر فلا بد لك منها ولا غنى لك عنها ولا تبديل أبدا بسواها

ليس الشعر الرفيع حتما بطرافة المعنى وبداعته وغرابته وإنما هو فى شفوفه الرائع عن النفس والواقع وملابسسته لهما حتى كأننا نعيش هذا الواقع ونجتلى تلك النفس ونقرأ فيها رأسا دون واسطة ولا ترجمان . تلك قوة الايحاء وبدونها لا معنى للشعر ولا روح فيه .

* قالوا : تزنى العين ! أجل ، ويخون القلب ويتمنى - رجاة اللذة البكر ، عمى وجهلا - لو تمحى أقرب النساء منه وأحبهن إليه ومن الاجرام ما هو مشروع مستباح .

* فى قلب كل أب امنيه جامحة . . أن يرى فى ابنه نسخة منه ، صورة مثلى له . إنه يريد من الطبيعة ما لا تريده لنفسها . تلك مأساة الأبوة

* الدين ، مهما سما واكتمل ، إن هو إلا قبس من الرب صب في قالب بشرى وتنزه الرب عن أن يحصر أو يحد . من هنا غموض الدين وامتناعه وصفة النسبية فيه . فكيف للانسان أن يشفع عن الخالق أو يترجم عنه ؟ !

ليس الدين غاية فى ذاته . إنه جسر . . أو طريق إلى اللانهاية ، مجرد رمز إلى الله ، تلك الحقيقة المطلقة التى يعجز عنها كل إدراك ويقصر دونها كل بيان

* ما أغرب منزلة الانسان ! يعيش على ظهر بركان دائم الهيجان ولا يلتفت إلى ذلك ولا يهتم تهب الأعاصير وتزلزل الأرض أو تتفجر فتقذف بالحمم فلا يملك أن يسيطر على الأخطار أو يمتنع منها فتموت الآلاف من البشر ويمحق عمل السنين فى طرفة عين ؛ ثم لا تلبث الحياة أن تعود إلى سنتها المألوفة كأن لم يكن شئ وكأنما بعث الانسان بعثا جديدا لا يني يسعى قدما تشبثا بالوجود . . كفرا بالهزيمة . . شوقا إلى الخلق وأملا جنونيا فى البقاء وهكذا دواليك . . لا انقطاع للرواية أبد الدهر ههنا قوة التحدى فى الانسان وبطولته ، على الرغم من ضعفه وضآلته .

قمة الأدب والمثل الأعلى فيه التعبير بمنتهى البساطة والسلاسة عن أعوص المعاني وأدقها وأبعدها غورا . تلك مرتبة لا يترقى إليها - لامتناعها واستحالتها - سوى نخبة نادرة ضئيلة حتى لكأنها معدومة . على ان الكثير من الكتاب ينتهجون طريقا معاكسا فآية الفن عندهم التعبير بمنتهى التعقيد والغموض عن أبسط المعانى وأكثرها شيوعا وابتذالا

اشترك في نشرتنا البريدية