ظاهرة الازهار . تلك الظاهرة التى لا ينقطع العجب منها . ما من صورة أبلغ فى الرمز والدلالة على تفتح الأثر الأدبي وما يكتنف نشوءه من غرائب وأسرار
قد تمر شتاء بحديقة فيروعك منظر الاشجار العارية تشنجت أغصانها كأنها هياكل عظيمة معلقة فى الفضاء أو حيات متلوية جمدها البرد .
وتعود الى المكان فاذا بثور صغيرة ضئيلة على الاغصان الجرداء واذا البثور التى لم تكن تحفل بها تستحيل بعد أيام براعم زاهية تنفتق فى كل ناحية مصعدة مصوبة لا تنى تتولد وتمد فى العيدان وتزيد وتكسوها حلة من الورق عجبا .
كذا الأثر الأدبي متواضعا بسيطا في أوله ثم لا يفتأ يتوسع ويمتد ويزداد نموا اخذا من نفسه ومما حوالىه ويلتئم شمله ويتركز حتى يبرز كائنا سويا فائق الروعة كامل التكوين
شتان بين فراغين . ذا عن فقر وخواء وذاك عن نهم وآمتلاء
فحولة النور . . . أنوثة الظلام . ضدان متحدان رغم الجفوة والنفار .
حدائقنا العامة مجرد معارض للنبات تشكو غربتها وهو انها بين أفواج زائريها قد يفعلون كل شئ الا أن يلقوا بلمحة عطف أو لفتة حب اليها .
أف من السعادة ! كالشحم الخبيث ، كالارض الجدباء لقد رأيتها انقلبت من زيفها سخفا وبلادة
ما أقرب هذا العطر إلى النفس ؛ وأية مناسبة عجيبة بينهما ! لكأنه تجسيد لشعور أصيل فيها وكأنه معنى لم يزل قائما فى باطنها
ليس الأمل رغبة محضا . . . مجرد مهماز يدفع الى السعى والطلب إنه قوة صامدة أبدا متوالدة عنصر عتيد من طاقة الوجود
*عبثا تقرأ وتعيد ما يقوله العلم عن نسبتك الى الحيوان فلن تدرك مدى قربك منه بل انحطاطك عنه الا فى موضعين السجن والمارستان هناك يلتبس عليك أمرك وتشك فى حقيقة ذاتك وليس الا ان تسأل ولا صدى للسؤال ولا معنى لك دونه
هل من دليل على مشروعية الثورة أبلغ من اضطهاد اصحابها واصرارهم المتصل العنيد على الرفض والتحدى ؟
فمقياس الرأى أو العقيدة ليس بمبلغ حظها من الصواب وانما . بما يرافقها من طاقة البذل والفدى ومكابدة الآلام والاهوال
خدعة إقطاعية : " قد أعطيك نصف مالي وأكثر ، وأهب لك ما شئت من وقتي واهتمامى ولكنى لن انزل عن شبر واحد من ترابي ! " .
بعضهم لا يستطيع أن يحب ويلذ حبه الا ناقدا واعظا رقيبا حسيبا . فكأنما لا يصفو له ود ولا تتم له سعادة الا بأن يطبع خله بميسمه ويجرده من اختياره ويذيبه فى كيانه . ويحسب أن قد بلغ ذروة العشق وقد وأده فى المهد
ما قيمة رأيى فى نفسي ورضاي عنها وهما مثل ذاتى نقد مشكوك فيه تصرفه ظنون الناس وأوهامهم
