الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "المنهل"

كلمة الله هى العليا

Share

لما أشرقت الارض بنور القرآن ، تبين الناس أسباب سعادتهم ، من توحيد وتقوى وعدل واحسان ، فان الله تعالى قال - وكلمته هي العليا -: ( ان الشرك لظلم عظيم ( فمن وحد الله فى ربوبيته والوهيته ، فقد سعد باظهار فطرته ، ومن أشرك فقد خسر بظلم نفسه وظلم غيره ، ويشبه حال الاول مسافرا يحمل جواز دولة واحدة ، فهوفى أمن واطمئنان ، ويشبه حال الثاني ، مسافرا يحمل جوازين او ثلاثة لدول متعددة فويل له إذا عثر عليه ... ومن قال : هوالله احد ، فلن يحتج عليه أحد ولن يغلبه ، وبرهانه كل شئ ، ومن قال غير ذلك فمردود عليه قوله ، وليس له عليه برهان . ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ) لا يقبله الله ولا يقبله من يعقل فان كان القائل يهوديا وقال عزيز ابن الله ، يرد عليه قول الله تعالى : ( ما اتخذ الله من ولد ) فبماذا يثبت اليهودى خلاف ذلك ؟ ! وان كان نصرانيا وقال : المسيح ثالث ثلاثة فهل ينكر أنه وامه كانا يأكلان الطعام ، وهذه هي صفة العبودية ، واني لهما الالوهية ؟ وان كان مجوسيا ، وقال بالنور والظلمة فيقال له : النور والظلمة مخلوقان بالمشاهدة فكيف تتخذون المخلوق معبودا : ( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ) . وأما الصابئ حينما يعبد الملائكة فهو انما يعبد عبادا ، فانهم عباد مكرمون والعبد لا يكون الها وأما المنجم الذي ينسب التأثير للكواكب راسا لا الى الله الذى خلقها وسخرها فهو كمن يقول للمخترعات الحاضرة ، انها مصنوعات المكائن !! فهو لا يفرق بين المقهور والقاهر : ( أسجدوا لله الذي خلقهن ) ؛ وان كان طبعيا ينسب التأثير

الى الطبيعة ، فيلا يخرس لسانه اذا تلى عليه قول الله : (ثمرات مختلفا الوانها ) وقوله : ( تسقي بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الاكل ) ، واذا انتصب امام عينيه اختلاف الاشكال والالوان والزروع والطعوم والروائح والمنافع والمضار مع وحدة التربة والماء . أم يقول : ان هذا الاختلاف ، وهذا التفاضل هو من عمل الطبيعة أيضا ، وهذا مع اتفاق الطبيعيتين على عدم النخالف فيها !!

وأما الموحد فهو على نور من ربه ، يدرك الحقائق ويقول عزيز عبد الله والمسيح كلمته ، والنور والظلمة والملائكة والارض وما عليها وطبائعها وخواصها ، والسماء ومافيها وما ينزل بينهما كلها اثر قدرة الله الواحد القهار الذي لا شريك له ولا منازع وقد ظهر فى الوجود ما اراد الله خلقه ، ولو أراد لافناهم فى لحظة واحدة ، فلا يستحق سواه العبادة ، ولهذا ترى الموحد يعبد الله وحده ويدعوه ، ويرجوه ولا يخشى احدا غيره ويتوكل عليه ، ويفوض أمره اليه ، ويرضى بما يجريه عليه ، وينشرح صدره ويستريح باله بما يسره له ، واذا انعم عليه شكره ، ويقرأ اذ ذاك قوله تعالى ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ؛ واذا أصابته مصيبة قال هذا ما كتب على ربي .... انالله وانا اليه راجعون ، وهو بهذا كله سعيد فى الدنيا وسعيد فى الآخر لانه قد وصل الى درجة من العلم والاعتقاد واستارة البصيرة لم يصل اليها علم اكبر العلماء فى اوربا أو امريكا ، ولم يصلوا اليها الا اذا أسلموا كاسلامه . وان علماء اوربا وأمريكا اليوم على وشك الاعتراف بوحدانية الله تعالى لانهم نظروا فى العالم واكتشفوا حقائق ، وبحثوا عن الماهيات ، ودققوا واطلعوا فأيقنوا أن منتهى الأمر يستند الى ما فوق الطبيعة ، فلم يبق لهم الا ان يقولوا هوالله ويومئذ تصبح الارض ارض التوحيد ، ويرى أهلها هلاله ، ويجدون المسلمين قد سبقوهم ورأوا بدره ( القرن الرابع عشر من التوحيد ) ويودون حينئذ لو أن أمم الأرض قاطبة آمنوا فى العصر الاول ، كما أمن المسلمون ، وعمروا الارض بيوم واحد ، فكانت

الحضارة الحقيقية الفاضلة مستقرة فى الكرة الأرضية . وان علماء اوربا جربوا نقد ديننا الحنيف ولكنهم فى أخر الامر ، وجدوه الحقيقة السماوية الصافية الصالحة لكل زمان ومكان ، ولهذا صاروا ينتظرون الظروف المساعدة لتطهير مالهم من خرافة التثليث ، استعدادا للدخول فى السلم كافة باجابة دعوة الداعى بـ ( يا أهل الكتاب تعلوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الانعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )

ولا يستهوين احدا ما بلغت اليه امم الغرب من عمران باذخ ورقي شامخ مع كونهم غير موحدين ، فانهم ما داموا يخاف بعضهم باس بعض حتى يسبب الاختلاف فى اصول التثليث ، ومادام كل منهم يستعد بصنائعه لمحو الآخرين فهم كل يوم يقتربون من الدمار اكثر من اتصالهم بالمدن ( وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون ) .

اشترك في نشرتنا البريدية