"نحلى برسم سعادته هذا العدد الخاص تقديرا لجهوده المبرورة فى هذا الحقل الحيوى الهام " وقد طلبنا من سعادته بهذه المناسبة - كلمة عن الاذاعة فتفضل بالكلمة الثمينة الآتية :
رسالة اذاعتنا السعودية مشتقة من طبيعة هذا البلد الامين الذي تنبعث منه وتصدر عنه فهى اذا رسالة الحق والخير التى نادى بها رسول الله صلى الله عليه سلم أول ما دعا الناس اليها من على جبل الصفا وكانما اختار صلوات الله عليه هذا الجبل ليكون من اسمه دليل على اغراض رسالته الطاهرة وهذه هي رسالة هذا البلد الامين الذي يتجه العالم اليه . يرى المسلمون فيه قبلتهم وملتقى أفكارهم ومهوى نفوسهم ويرقب العالم الآخر منه اتجاه اكبر طائفة دينية فى المعمورة .
وهذه هي الرسالة التى تنبغي لنا والتى يتجه العالم المسلم من اجلها الينا والتي ينبتها العالم الآخر منا ونحن ابناء هذا البلد الامين - خلفاء هذه الدعوة وورثة هذه الرسالة مكلفون بابلاغها الى مشارق الارض ومغاربها .
واذا كان ذلك عزيزا علينا فيما مضى من الزمن فان ايجاد هذه الاذاعة قد يسر علينا المهمة وقرب الشقه بيننا وبين العالمين . وهى الى جانب ذلك زادتنا بهذا الامر تكليفا والزاما.
ولقد كان التفكير في ايجاد هذه الاذاعة من بعض توجيهات حضرة صاحب السمو الملكي سيدى الامير سعود ولى العهد المعظم فهي إذا مظهر من مظاهر تطور البلاد وتقدمها فى العهد السعودى الزاهر ومشاركة فعالة للامم المتمدنة السائرة فى ركب الحضارة.
وعلى الرغم من ان الاذاعة وليدة عامين فقد بدت منذ مطلع هذا العام - والحمد لله - وكانها وليدة سنوات طويلة وقد جاء هذا نتيجة طبعية للتشجيع والتأييد لكل خطواتها من قبل حضرة صاحب السمو الملكي سيدي الامير فيصل الذى شرف حفلها الافتتاحى فى غرة المحرم من هذا العام وبحث ولاحظ وعقب واقترح ووجه وبارك جهود القائمين على امرها فكان لذلك كله اثره العميق في نفوس القائمين عليها اذ شعروا بجهودهم وعملهم في موضع الرعاية والملاحظة وزادهم احساسا بالواجب ما يعلمون من ان سمو ولى العهد المعظم يتبع بنفسه جميع فترات هذه
