بسم الله الرحمن الرحيم
يفتح (( المنهل )) عامه الثانى بحمدالله جل وعلا، ويثنى بالصلاة والسلام على سيدنا (( محمد )) رسوله الامين ، وآله وصحبه الميامين .
وبعد فاننا حينما شرعنا فى اصدار هذه المجلة كنا شاعرين بان الافق مليء بضباب كثيف ، يتكون من (( العقبات ))المادية والأدبية فرسمنالاول وهلة((خطة الاخلاص والتضحية للسير بسفينة المنهل الى ساحل الفوز والنجاخ ؛ واعتمدنا على الله قيل كل شئ فى انجاح العمل . وقد يسر الله السبيل . وها هي السفينة قد رست على ساحل النجاة، وانتهت مرحلتها الاولى بسلام . وها هى قد بدأت اليوم في السير من جديد مستأنقة بذلك رحلتها الثانية ؛رافعة ((شراع ))الاخلاص والابتهال الى الله العلى القدير ان يمد امامها سبل الرشاد والتيسير وان يجعل طريقها
محفوفا بالمسرات والازهار وان يكلل مسعاها بالنجاح والتوفيق رافعة صوتها من الاعماق بهذا النشيد : -
كما احسن الله فيما مضى كذلك يحسن فيما بقي
هذا واما المبدأ الذى رسمناه لعامنا الثانى فهو مبدؤنا الاول ؛مضافا اليه العناية البالغة بتغذية النهضة الادبية فى الحجاز بروح جديدة من الآداب النافعة المثمرة وتطعيم هذه النهضة الفتية بروح الآداب العالمية الراقية ولهذا استعني بنقل آثار اعلام ادباء الغرب فى صفحات هذه المجلة ،والحكمة ضالة المؤمن يلتقطها انى يجدها كما سنعنى عناية خاصة ببعث آثار الادبين الحجازى والعربى المطمورين فى بطون الكتب ؛ وسننشر روائع من الشعر الحديث ، وستعنى بدراسة تاريخ هذه المملكة العربية السعودية فى شتى مظاهرها ومختلف الوانها سموا بالافكار، وسنحرص على ان يكون المنهل ، منهلا للمعارف العامة . وقد فتحنا في هذا العام بابا جديدا ، جعلنا عنوانه ((فى الميزان )) وسيجد القراء فى هذا الباب مادة جديدة من الدراسات النزيهة المشبعة بروح التدقيق والانصاف للشخصيات الادبية البارزة من كتاب الجيل الحاضر وشعرائه فى مختلف الاقطار والامصار العربية والشرقية والغربية .
هذا واننا نتقبل ، بكل امتنان ما يوجه الينا من نصح وارشاد اذا كان مصدرهما المخلص الاريب .
اما شعارنا فى هذا العام ، وفيما سنجتازه ، بحول الله تعالى بعده من اعوام فهو
( الى الأمام على الدوام)
