الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "الفكر"

كنت الحريق

Share

لا تعجبي فالحب أرهق كاهلي         حتى قلقت بجلدتي وثيابي

ولقد مللت تحركي وتوثبي            ورجولتي أمست وراء الباب

لما دخلت دخلت خلوا خاليا        ومجردا من كل شئ داب

أنا ما وصلت إليك إلا منهكا        أفعى بلا سم ولا أنياب

وكأنما شرب الهواء تسمي           عجزت رياح الحب عن إخصابي

وسألتني من أنت ؟ قلت : انا أنا     لكنني جردت من أعصابي

لا تحقدي بل فاحقدي ! معذورة      حتى ولو مزقت لي أثوابي

صبي علي الشتم سبيني فقد           عودت نفسي العار بالألقاب

ثورى بعنف فوق قبري وانبشي       بمخالب النمر الحقود ترابي

لو كنت يوما يا حبيبة غابة           ممنوعة مسدودة الأبواب

لرأيت نفسك باللظى محروقة          فانا سعير فاتك بالغاب

كنت الحريق وكنت أرضا ضحلة       مسلوبة حتى من الأعشاب

شبت بها النيران دون تواصل         شبت بها النيران دون جواب

وانهار في وسع البساط لسانها         مثل السعير الزائف الكذاب

قد كنت فوق الماء أحلى زورقا       فثقبته ويلي من الأثقاب

زلت شراعي واستبد بها اللجا      ج ببحرك المملوء بالأتعاب

خشي المهرأ رغوة في سطحه         يلهو بها في موجه الغلاب

وشراع قلبي ريشة محمولة           فوق الخضم الهائج الوثاب

الحب كالكأس الدقيقة كسره    سهل الحصول لأتفه الأسباب

الحب أنت كسرته . . أسرته     ووقفت في تياره المنساب

اشترك في نشرتنا البريدية