وحرصت على ان يكون لكل طائفة مجال فى هذه الاذاعة فكتب لوزارة الدفاع عن الرغبة فى تخصيص ركن للجيش وشكرت ورحبت واستعدت للمساهمة
خير استعداد، وكتب لمديرية الأمن العام عن الرغبة فى تخصيص ركن للبوليس فرحبت ووعدت . وما زلت حريصا على تنفيذ هذه الفكرة فى الجانبين فى اقرب وقت ، ومتى وجد المدد الكافي من الجانبين . وبدأنا بفكرة الندوات وهى فكرة لطيفة شيقة أكثر قابلية لدى المستمعين من أى برنامج ثم هى تحقق الفكرة التى أشرت اليها فى تهذيب الروح العلمية وجعلها أكثر قابلية لتلقي آراء الآخرين ومشاكلتهم وحسن الاستماع وحسن الاداء. واذا كانت لم تحقق حتى الآن الا فى جانب واحد، وهو ركن المدرسة فانها ستحقق بمشيئة الله فى كل جانب اذاعي.
ولما كانت الاذاعة مرآة متحركة فى كل مدينة من البلاد فقد قامت بعثات من الاذاعة بالرحلة الى المدينة وأخذ تسجيلات لها فى الظرف المناسب ، وكان موسم الزيارة فيها إبان نهر الحج والى الرياض فى مناسبة السكة الحديدية والى الظهران ومنطقة الذهب الأسود فى الوفد الذى اشتركت فيه الاذاعة والصحافة.
والى الرياض مرة أخرى فى مناسبة تشريف حضرة صاحب الجلالة الملك طلال الأول ملك المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة المعظم ، وستوالى هذه الرحلات بمشيئة الله فى كل مناسبة ، وكان فى هذا مشاركة من الاذاعة فى كل المناسبات التى تحدث فى الداخل كما شاركت فى شتى المناسبات فى الخارج بالنسبة الى البلاد الصديقة فى أعيادها وأيام استقلالها وأيامها القومية والوطنية وأعيادها الملكية وقدمت برامج خاصة فى كل هذه المناسبات مما اوثق رباط المودة بين هذه البلاد وغيرها برباط التعاون بين هذه الاذاعة واذاعات تلك البلاد ومن نواحي التحسين التى ادخلت على البرنائج هذا اللون الطريف من الاسلوب الاذاعي وهو (المؤثرات الصوتية) فالجمهور يسمع من كل محطات العالم التمثيليات والروايات وبعض المشاهد التى تقدمها الاذاعات ويسمع فيها أصوات أناس بهتفون ، وأكف تصفق ، ووقع أرجل . وحركات مصارعة ، وضرب وحرب . وحيوانات ، تصهل وتنعق وتعوى ، وطيور تغرد ، وتشقشق ، وأصوات أخرى للطائرة ، والسيارة، والتلفون ، والسكة الحديدية ، والساعة ، والأجراس وغير ذلك . من الاصوات
بحيث يأخذ المشهد صورته الواقعية فى اذهان المستمعين . وكل هذا او اغلبه فيما عدى ما يسجل فعلا فى مناسبات عمل اذاعى يقوم على أصوات مسجلة فى اسطوانات ، أو أشرطة تستخدم لاعطاء هذه الصورة ، وهذا عنصر فعال فى جانب الرواية والتمثيليات ، لذلك حرصت على أن تأخذ الاذاعة السعودية نصيبها من هذا ، فاتفقت حين كنت فى مصر مع الشركة التى استوردت لنا من انكلترا بعض هذه المؤثرات الصوتية ، وما زلت حريصا على المزيد منها كلما امكن ذلك.
ومن أهم برامج الاذاعة فى كل بلد عنصر الأخبار فيها ، روفرتها ، وغزارتها ، والسرعة فى الحصول عليها، وتقديمها للمستمعين وفى هذا الجانب اشتركنا فى وكالات الأنباء العديدة ، وقدمنا اربع نشرات يومية للأخبار وفى آخر نشرة نقدم خلاصة لأنباء اليوم تزود بها من لم يستمع الى نشراتنا السابقة وهى فكرة لانعرف من سبقنا إليها، وأخذ فى تحرير هذه الأخبار ، ولم يكن لها محرر مختص من قبل لتحسين صياغتها وسبكها كما هو متبع فى كل اذاعة واتخذت الوسائل اللازمة لتوفر الأخبار وغزارتها ، وقد وضع فى الميزانية مستقبلون للأشارات اللاسلكية ، ومستمعون للمحطات العربية والمحطات الاجنبية . ولذلك فمن الملاحظ الآن أن وضع الأخبار الخارجية فى اذاعتنا قد تحسن كثيرا ، وستتحسن اكثر حين تستكمل الاجراءات التى سعينالها ، بل اعتقد أننا نستطيع أن نحصل على سبق إذاعي ان شاء الله اذ قد عمل على استحضار آلات خاصة منها ما هو متفق بشأنه مع وكالات أنباء تقدم آلة لتسجيل الأنباء تلغرافية مكتوبة بالآلة الكاتبة وهذه الآلة هى المسماة (الهلشرابير) ويؤمل أن تكون لدينا فى غضون الشهر القادم بمشيئة الله ومنها آلات أخرى تقوم بالعملية نفسها ومجهزة بجهازى استقبال (راديو) وآلة كاتبة لتسجيل ما يصدر من الراديو بالآلة الكاتبة واجهزة تضبط الاستماع بحيث لا يغيب صوت المحطة المستمع اليها ونحو ذلك ، وهذه يؤمل أن تكون لدينا فى خلال ستة أشهر بمشيئة الله.
وأما الأخبار الداخلية فعين لها مندوبون فى الدوائر . وفى المدن عدى مندوبي الاذاعة الرسميين فى الميزانية وعمل هؤلاء جميعا متوقف على ما اسلفت عند حديثي عن الدوائر والجهات ذات الخدمة الاجتماعية فى البلاد لا حاجة الى تكراره.
وفي خلال هذه الثلاثة الأشهرا كمل عمل عموده صارىء أستدبوا الاذاعة من مكة وجهز الأستديو بحيث اصبح صالحا للأرسال منه وافتتح فى حفل شرفه حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل المعظم نائب جلالة الملك وتفضل سموه بافتتاح الاذاعة بكلمة سامية كريمة ، ولما كان نجاح الاذاعة قائما على أساس توافر المعدات اللازمة لها ، وهى تنحصر فى الأدوات الفنية والأشرطة التى تستعمل للتسجيل واللوازم المكتبية ومكتبة الاذاعة ، فقد عملت لتعضيد المسؤولين على ايجاد هذه الوسائل وقد سبق أن تحدثت عما اتخذ فى بعض هذه النواحي وازيد هنا انه من ناحية الأشرطة وهى عامل قوى فى نجاح الاذاعة إذ بها يمكن أن يكون لها محفوظات مسجلة يستفاد منها وتاريخ ناطق يرجع اليه وقد مرت على اذاعتنا اشياء لو احتفظت بها لكونت مكتبة مسجلة ولكن عدم تقدير هذه الناحية ضيع علينا ذلك . ولذلك كنا استوردنا ثمانية وأربعين شريطا وصلت واستعملت فى تسجيل قراءات فى موسم حج هذا العام واشترينا مائتى شريط موجودة فى مصر تحت الترحيل واشترينا من أمريكا أربعمائة وثمانين شريطا نرجو أن تصل فى القريب . وسيكون لها عملها الملموس.
كذلك رصد لشراء مكتبة للاذاعة مبلغ عشرة آلاف ريال كرصيد تأسيسي ونحن نجهز الآن البيانات اللازمة عن الكتب المختارة التى ينبغى ان تكون قوام هذه المكتبة . وعندما تصير هذه المكتبة حقيقة واقعة فى القريب العاجل وبالشكل الذي يجدر بالاذاعة كهيئة ثقافية محترمة فيضاعف على الرصيد صيد فرصيد فرصيد بمشيئة الله ولكن المسئولين فى كل جهة دائما لا يستجيبون للطلبات الجديدة الا اذا رأوا الطلبات السابقة مشاريع محققة وهذه هي الوسيلة الصحيحة لاقناع المسئولين فى رأيى وبها اسير وأحاول ان أعمل لتكون حجتى أقوى ولأستطيع أن املك شيئا من الدلال ايضا فى هذه الطلبات وينفسح صدر المسئولين لهذا الدلال حين يعرفون ان وراء الدلال جدا او نتاجا.
واعرت اذاعتنا باللغة الاندونيسية اهتمامى فبعد ان كانت خمسة عشر دقيقة يملؤها المذيع ببعض الحديث ويختتم الاذاعة بالسلام جعلت أربعين دقيقة تحتوى على برنامج كامل من تلاوة قرآن وخصص فى هذا البرنامج القراءة بالطريقة
الحجازية لما لها من معنى خاص فى هذه الاذاعة ثم حديث ثم الاخبار . وبعد ان كانت اربع مرات فى الأسبوع اصبحت اذاعة يومية وقد كاتب تذاع فيما بعد الساعة الثالثة ليلا بحسب توقيتنا المحلى وكان معنى هذا أنها تصادف أواخر الليل فى اندوسيا وبالتالى فلا مستمع لها هناك عدى الجالية الاندونيسية التى تستمع اليها محليا فعدل وقتها بان جعل قبل المغرب بنحو من ساعة وبذلك تصادف الثلث الأول من الليل فى اندونيسيا حيث يكون من المناسب الاستماع اليها ووضع برنامجها شهريا أيضا وطبع ووزع كما اتخذ فى البرنامج العربى
وقد استفادت اذاعتنا باللغة الاندنوسية من كل النواحي العامة التي اشرت ايها فى حديثى من قبل من حيث الوضع واللوازم الفنية والمؤثرات الصوتية والمواصلات والاخبار والمذيعون والمحدثون والقراء . كما اخذت بنصيبها من المناسبات التى تشارك فيها الاذاعة.
وبعد فان قوام هذه الاذاعة هو أدانها الرئيسية من حيث قوة الارسال والقوة الكهربائية ومن حيث الموجات والمواقيت.
أما من ناحية قوة الارسال فقد اتخذ لذلك ثلاث خطوات : الاولى: اجراءات تحسينية نفذت بالفعل ، وهى فى حدود بسيطة كانت فى امكانيات المهندسين فأجروها، واستفدنا فى هذه الناحية بالرسائل التى تصلنا من المستمعين فى شتى الاصقاع وبعضها من السويد والنرويج وهولندا.
الثانية : مقترحات تحسينية وضع بها تقرير من قبل نائب رئيس شركة استندرد العالمية بنيويورك ؛ وهي الشركة المتعهدة بالاشراف على القسم الفني، فى هذه الاذاعة ، وقد حضر من امريكا لاجراء مباحثات معه فى هذه الشئون وقد رفع هذا التقرير لمعالى وزير المالية وهو فى طريقه الى التنفيذ بمشيئة الله، وهذه التحسينات تضمن ان تكون لاذاعتنا باللغة الاندنوسية . وباللغة الأردوية نتيجتها المطلوبة فى جزر جاوه واندونيسيا وفى باكستان والهند وتسد حاجتنا الى الوقت الذى يتم لنا مشروعنا الكبير بإذن الله .
الثالثة: مشروع ضخم لتأسيس محطة كبرى يجعل صوتنا - حسب الرغبة التى أيديت لنائب رئيس شركة استندردوا واضحا كل الوضوح بعد داخل المملكة
بعده على ثقتها وتأييدها وشدها من عنصرى وهى الركيزة التى تشهد همتى وتقوى عزيمتى والتى تدفع فى الى الأمام ، فانا معاهد الله على الاخلاص والدأب مادام هذا الحبل متصلا. وأنا واثق ولله الحمد من هذه الثقة وهذا التأييد، واتصال الحبل كل الوثوق، وما دمت لا أقصد من وراء هذا العمل الا مرضاة الله فى حقه . وحق ولى الأمر . وحق بلادى وحق نفس، فالله من وراء القصد .
وبهذه النفسية انا جاد كل الجد وشيء اخر أبرهن به على هذا الجد وهو انه حين أعلنت فى خطابى فى حفل افتتاح الاذاعة من مكة الذى شرفه حضرة صاحب السمو الملكى الأمير فيصل المعظم، وسمو الأمير عبد الله الفيصل، وكثير من أصحاب السمو الأمراء، وكثير من رجالات الدولة وكبار موظفيها ورجال العلم والأدب. أقول حين أعلنت آنذاك ان الاذاعة التى افتتحت اذاعة فترة الظهيرة منذ حوالى منتصف الشهر الماضى - بالنسبة لذلك الخطاب - اعتزمت ادخال تحسينات مناسبه فى برنامج هذه الفترة واعتزمت اضافة فترة رابعة ، وانها ستصدر برنامجها شهريا ومطبوعا فى متناول الجمهور ، وانها سنجعل اذاعتها باللغة الاندنوسية يوميا بعد ان كان أربعة أيام فى الأسبوع ولمدة أربعين دقيقة بدلا من خمس عشر، وتجل برنامجا كاملا كما ينبغى ان يكون ، وغير ذلك ، كل هذا كان فى اسماع الحاضرين صوتا جميلا وفى أذهانهم حلما لذيذا . واعتقد ان تسعين من المائة كما حصل من بينهم على الأقل لم يكن يؤمل ان يكون كل هذا، وان كان فليس فى أمد قريب ولكن شهر المحرم لم ينصرم حتى كانت العدة قد اعدت لانفاذ كل هذه الوعود فاذا بالفترة الرابعة والبرنامج الشهرى المطبوع وتحسيات فترة الظهيرة والبرنامج الاندنوسي بتمديد وقنه والتحسينات فيه والبرنامج الشهرى المطبوع وغير ذلك قد صار أمرا واقعا منذ غرة صفر. ورغم كل ضعف كان يتخال امكانياتنا الفنية التى يعرفها بعض الملتصقين بوضعية العمل . فبمثل هذا الاخلاص والجهد ساعمل لتحقيق هذه (المشروعات) وان شئتم فقولوا (الاحلام) اما ما هى هذه المشروعات او (الاحلام كما لعلكم تريدون) فهي كثيرة تتزاحم فى رأسى واخط منها
كل يوم فى مفكرتى شيئا جديدا بعضها من صنع تفكيرى وبعضها من صنع أفكار الآخرين احتفظ بها منسوبة اليهم أيضا حين يستطرد اليها الحديث فانا فى هذه الناحية أمين فى النقل ان شاء الله والاذاعة حق مشاع للجميع كما قلت مرارا ومن حقى ان اعتد اذا كان لابد للانسان من ان يرضى غروره وانانيته بتنفيذ المشاريع التى يقترحها على الآخرون وأجدها صالحة جديرة بالتقدير فلا أقل من أسجل لهم حق وجاهة الفكرة . فانا أود قبل كل شئ ان يكون فى كل مكان جهاز استقبال تنبعث منه إذاعتنا وفى بعض النواحى بالمملكة يفتقد هذا الجهاز وسبيلى الى تحقيق هذه الفكرة امران.
أولهما - اعفاء اجهزة (الراديو) من الرسوم الجمركية وبالرغم من أن ميزانية الاذاعة فى كل مكان تقوم على هذا الاساس الا ان حكومة جلالة مولاى لم تعتمد ذلك اساسا فى انشاء هذه المحطة فالاعفاء من هذه الرسوم فيه تشجيع على الاستيراد والتخفيض من ثمن الأجهزة عند البيع وبالتالى الاكثار من الأقبال على الشراء وافتناء هذه الأجهزة وهذا الجانب مفيد بالنسبة الى المدن الكبيرة وبقية النواحي.
وثانيها - انه فى نواحي المملكة القروية وفى تلك النواحي جميعها مدارس بدائية يمكن أن توزع الحكومة عليها أجهزة الراديو وتجعلها عامة وترشد مديرية المعارف مدير المدرسة الى جمع الناس حوله والاستماع اليه . وهى فكرة يمكن أن تقوم مبدئيا على تأمين الف جهاز راديو تكلف الحكومة خمسة وعشرين الف ريال مثلا ولكن الفائدة المرجوة فى ورائها عظيمة حين يتحقق لنا ما نريد من ذلك باذن الله . وفى نية الاذاعة أن تخصص أوقاتا مناسبة تبث فيها إذاعة داخلية بحيث تكون موضوعاتها خاصة بالبلاد وفي مستوى مبسط يفهمه الشعب وفي أوقات تتناسب مع فراغ العامل والتلميذ والتاجر والموظف البسيط وقد اقترح على صديقي الأستاذ عزيز ضياء الدين حين سمع هذا الرأى اقتراحا موفقا وهو ايجاد برنامج فى هذه الاذاعة تحت عنوان (الثقافة للجميع) بحيث تقدم الاذاعة فيه دروسا فى شتى العلوم على مناهج مختلفة تأخذ شكل التعليم المدرسي الأولى والابتدائى والثانوى وأنا حريص كل الحرص على تحقيق
هذه الفكرة لما سيكون لها من فائدة خصوصا بعد تعميم أجهزه الراديو فى انحاء المملكة على للنحو الذى اسلفت ، وفى نفسى مشروع آخر هو (معارضة) على حد تعبير الشعراء كمشروع لندن فى تعليم اللغة الانكليزية بالراديو ذلك بان تقدم الاذاعة السعودية برامج لتعلم اللغة العربية بالراديو وهو مشروع لطيف ضخم ولكنه محتاج الى قوة أدبية وعلمية تنفذه وقد استقام فى ذهنى تقديمه فى اذاعتنا باللغة الاوردوية والاندونيسية وسيجد قبولا حسنا مغريا فى هاتين الاذاعتين وأنا حريص على تقوية العناصر القائمة بهاتين اللغتين بحيث يمكنها تقديم هذا البرناج أما تعليم اللغة العربية بالراديو فى اذاعتنا العربية فستكون خطوة ثانية بمشيئة الله.
والشئ الذي يملأ نفسى وأسعى اليه جهدى هو تحسين الاداة التى ترسل هذه البرامج لاننا لن نستطيع بدون انشاء محطة قوية بعيدة المدى ان نستفيد من أى تحسن فى البرامج فالناس بطبعهم مستعدون للاستماع الى بناية محطة قوية واضحة مهما كان برنامجها تافها ولا يحبون ان يكلفوا أنفسهم عناء الاستماع الى أى محطة مشوشة ضعيفة مهما كان برناجها قويا . وقد أشرت فيما سبق الى ما اتخذ فى هذه الناحية من خطوات أسأل الله من أعماق نفسي أن يجعلها حقيقة رائعة قائمة على وجه الأرض. ولتكون اذاعتنا واضحة كل الوضوح ولان ذلك يتوقف على الفصول والبروج والظروف الجوية والاوقات وعلى مدى اختلافها يختلف صوت الاذاعة وعدم وضوح ما يستدعي ان يبحث عن الموجات الملائمة لكل ظرف ويوجه الارسال عليها لذلك فسنحرص على الأخذ بهذه النظرية ما أمكن.
وهناك مشاريع لا أظنكم تتلقونها كما تلقيتم هذه الاحلام فانما هى مشاريع قريبة الحصول باذن الله وان كانت تحتاج الى جهود ومساع منها اصدار مجلة للاذاعة وقد شرحت ما حال دون انفاذها ولكن الخطوات سنتخذ باذن الله للاجراءات اللازم لتحقيقها.
واتخاذ خطوات مماثلة من التحسينات التى ادخلت على اذاعتنا باللغة الاندنوسية فى اذاعتنا باللغة الاردوية وقد كان فى النية ان يكون ذلك من
غرة شهر ربيع الاول لولا ماقام فى هذه الاثناء من عراقيل حالت دون تحقيق ذلك ولكن الحرص على الاصلاح سيتغلب عليها باذن الله فيحقق هذا الامر فى غرة شهر ربيع الثاني بمشيئة الله.
ومحاولة تحسين البراج بالقصص والتمثليات وفي هذه الناحية نحرص على الاستزادة من المؤثرات الصوتية وتطعيم نتاجنا الداخلى باعداد استديوهات متخصصة واغراء كتابنا الأفاضل على بذل المحاولة والجهد فى هذا الجانب وكل ذلك كفيل باذن الله بالرفع من شأن القصة والتمثيات فى بلادنا وبالتالى باقبال المستمعين على اذاعتنا الى جانب هذا محاولة الاكثار من الندوات وتنويع موضوعاتها واختيار حضرات أعضائها والأغراء بها.
والى جانب هذا أيضا ان تكون لهيئة الاذاعة نفسها ندوة دورية فتنبادل هيئة الاذاعة أمام الميكرفون الرأى ويبدى كل عضو منها ما استحسنه من جراءات اتخذت فى الدورة الماضية وما نجح من البرامج ومالم ينجح وما يقترح ويؤخذ رأى المستمعين الى الندوة لمشاركتهم هيئة الاذاعة فى التحسين من البرامج بما يرضيهم.
وستقدم الاذاعة باذن الله برنامجا بعنوان (رجال الدولة أمام الميكرفون) وهو برنامج طريف على ما أعتقد يتفضل فيه الرجال المسؤولون - وعلى رأسهم أول من ينبغي أن يبدأ به - بالاجابة على أسئلة توجهها الاذاعة وسيتبين منها للمستمعين جهود عظيمة تبذلها الدولة فى رفع مستوى بلادها ومشاريع عظيمة تدخرها لهم فى قريب عاجل باذن الله.
وستوالى الاذاعة رحلات منها الى انحاء المملكة لما فى ذلك من فائدة للمواطنين بمعرفة بلادهم ومن دعاية عنها فى الخارج ومن معلومات تستفيدها الاذاعة فى مكتبتها.
وفي رأسى برنامج بعنوان (هذه الاذاعة) أوجدة فى ذهنى دخولها العام الثالث ولكن هذا البرنامج معناه استعراض مسجل لخطوات الاذاعة فى سنيها الماضية وقد حال افتقارنا إلى هذا العنصر دون تقديم هذا البرنامج ولكنا نرجو ان نوفق الى ذلك مستقبلا بمشيئة الله . وقد اقترح على صديق الاستاذ صالح الذكير
ومن استمع الى هذه الفكرة تقديم برنامج من محفوظات الاذاعة عن سلسلة الحوادث العالمية التى تمر خلال فترات متعاقبة من العام أو خلال العام.
وستكثر الاذاعة من مندوبيها فى شتى انحاء المملكة وفى الدوائر والجهات القائمة فالشؤون الاجتماعية وترجو ان يلاقى مندوبوها مساعدة وتعضيدا من المختصين هذه بعض المشاريع التى فى رأسى وفى رؤوس زملائى الاعزاء مشاريع كثيرة هم آخذون فى تحقيقها بكل ما أوتوا من قوة وهم موفقون اليها باذن الله وأنا زعيم بعد كل هذه البرامح بأن ستكون نسبة الاستماع الى محطتنا مضاعفة بمشيئة الله، وترى الاذاعة انها مصدر ثقافى مطلوب منه معرفة تاريخ لبلاد فى شتى المرافق الاجتماعية والادبية والعلمية وستجعل من مكتبتها التى ستكون فى حيز الوجود قريبا باذن الله من كتب ومحفوظات مسجلة وصور فوتوغرافية ومحفوظات من محاضرات وبرامج ما يصلح لان يكون مسرحا يعتمد عليه فى تسجيل تاريخ صحيح لهذه البلاد المقدسة وقد كانت أول الصور التى تفتح بها الاذاعة مكتبتها فى الصور ثلاثة عشرة صورة أخذت لمكة المكرمة من أعلى صارى الاذاعة بحبل قعيقعان وستكون الاذاعة فى دارها الجديدة باذن الله - بعد أمد قصير - وبالوسائل التى ستزود بها فى وضع برضى المخلصين ويشرف البلاد لأن الاذاعة مزار أفاضل الرجال وكبار الشخصيات التى تفد الى هذه البلاد المقدسة وهى ندوة المفكرين وملتقي العلماء فما أحراها أن تكون مظهرا رائعا لبلادنا العزيزة واذا كانت التجربه قد دلت على أنه لابد من اتخاذ اصلاحات ادارية تلائم العمل فى وضعه الجديد وتضمن اداءه احسن اداء فان للتجربة أثرها فى كل عمل وستكون هذه التجارب نبراسنا فى وضع الميزانية الجديدة باذن الله.
