إنه لشرف عظيم (*) أن أتولى نيابة عن الاستاذ محمد مزالي الوزير الاول ووزير الداخلية ، وباسم الحكومة التونسية ، وأصالة عن نفسي ، تقديم أعمق آيات الترحيب اليكم ، المعبرة عن أنقى أحاسيس الروابط الاخوية وأنبل المشاعر الناابعة من لقاء الشقيق بأشقائه . وأغتنم هذه المناسبة العظيمة لأتمنى لكم اقامة طيبة فى وطنكم الثاني تونس ، أرض اللقاء والاخوة والصفاء وأرجو أن تكلل أعمال مؤتمرنا هذا بالنجاح الكامل ، وان تحقق ما نصبو اليه من نتائج ، وما نروم من أهداف .
حضرات الضيوف الكرام ، أيها الملأ الكريم
هلا أرانى منذ البداية - فى هذا اللقاء الذي يعقد لاول مرة على هذا المستوى فى تونس - الا من المتفائلين : مطمئنا ، مسبقا ، الى النتائج التى اليها سننتهى ، والتوصيات التى عن أشغالنا ستتمخض . وانه لتفاؤل مشروع ، أحقيتى فيه حضوركم حين تجشمتم مشاق السفر ، وارهاق المسافات ، وذللتم مصاعب ضغوط الزمن ، وفرائض الشغل اليومى المستمر فلبيتم بذلك هذه الدعوة من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واستجبتم لنداء الواجب لتسجلوا خطورة هذا اللقاء الذي سيكون منعطفا في ارساء دعائم خطة التنمية الثقافية الشاملة . وتلك لعمري من العلامات المبشرة بحظوظ النجاح ، والمؤشرات المؤكدة على بلوغ المؤمل من النتائج ، والمرجو من الاهداف .
حضرات الزملاء الكرام ،
إننا لمدركون جميعا ، لدور الثقافة الدقيق ، وأهميتها البالغة فى تحديد نمط المجتمع الذي نريد . انها أساس الحضارة ، بل هي الحضارة أصلا ، هدفها
تكوين الفرد وصقل مواهبه . ونحت الذات المتوازنة ذات الدور الفاعل فى الحياة ، والمؤثر في مجرى الاحداث خلقا وإضافة وانتاجا . فالثقافة ، فى بعدها التشييدى ، هي الارضية التى على أساسها يقام كل بناء ، وهي الدعامات والركائز التى بصلابتها يزداد هذا البناء شموخا ، وبهشاشتها يتصدع ليصبح عرضة للهزات والاندثار . انها - أى الثقافة - فى شموليتها ، كمجمع لروافد الفكر في مختلف أشكال الابداع والخلق ، تمثل تلكم الاوتاد التى تشد كل بناء حضاري الى ارض الواقع في معطياته الموضوعية .
وعلى هذا الاساس ، لا غرو أن نولي الثقافة فى تونس المكانة التى تستحق . فهي - في جوهرها - استيعاب لعناصر المحيط ، ثابتها ومتحركها ، وهي توظيف انتاجي متجدد لهذه العناصر . وعليه ، فلا مجال لتعصير هذا القطاع الانتاجى أو ذلك ، ولا سبيل لتطويره دون زاد من التجربة والدراية ، هما أصلا من صميم الثقافة .
فلا يجوز مطلقا أن نرنو إلى تحقيق تنمية مادية شاملة ومركزة ، دون أن قد أدينا واجبنا في تكوين الفرد ، تثقيفا فعليا ، يصقل الموهبه ، ويهذب الذوق ويفجر الطاقات الكوامن ، فالانسان المتوازن - أى المثقف - هو الأقدر على تطويع المحيط لارادته واستغلال الواقع لصالحه !
وانطلاقا من هذا الايمان ، تركز منهجنا الثقافي على أبعاد فكرية وفلسفية ثابتة تستمد حذورها من توجهنا البورقيبي الاصيل ، فى مراميه العربية الاسلامية المتجذرة ، التى زادها رجل الفكر والثقافة ، الاستاذ محمد مزالي متانة ورسوخا .
وتتمثل هذه الابعاد الفكرية والمرامي الفلسفية فى أن الثقافة ، عنصر من عناصرالتنمية الشاملة : وينبع هذا التوجه ، كما سلف الذكر ، من ايماننا الراسخ بادخال الثقافة في صلب الدورة الاقتصادية للبلاد ، واعتبارها ضمن مخططاتت التنمية الشاملة وفقا لمتطلبات سياسة متماسكة . فالعلاقة الجدلية بين الثقافة والاقتصاد ، أى بين الثروة الفكرية والثروة المادية ، علاقة وتقى . فليست الثقافة ، كما يؤكد ذلك الاستاذ محمد مزالي الوزير الاول : عملية جمالية فقط ، وإنما هي انتاج أيضا ، وبهذا الاعتبار تخضع لمقاييس القطاع الاقتصادى ومتطلباته " .
ومن هذا المنظور ، وعلاوة على تأثير الثقافة على القطاعات الحياتية الأخرى ، : إنها تعنى فى ازدهارها ، ازدهار الصناعات الثقافية ، التى تخلق بدورها صناعات فرعية تسهم فى بعث مواطن استثمار وشغل ، تساعد على تحقيق
الوفرة المرجوة فى الانتاج . وهكذا ما فتئنا نعمل على ترسيخ وعي الجميع بوجوب الاسهام في النهوض بالثقافة ، وعدم قصر المسؤولية على وزارة الشؤون الثقافية ، وحصرها في دواليبها الادارية ، وامكاناتها المالية . فالثقافة تهم مختلف الاطراف الاخرى ، كوزارة التربية ، والشباب والرياضة . والاعلام ، والسياحة ، والتعمير والاسكان ، والنقل والمواصلات والمنظمات الوطنية
ثم انه لا يمكن تحقيق ما يمكن تحقيق ما نصبو اليه من الاهداف اذا لم نعمد الى تثبيت المرتكزات الديمقراطية للعمل الثقافي كمنحى أساسى يتنزل في صلب التوجه الديمقراط العام للبلاد ، بل هو جوهره المميز باعتبار الثقافة ممارسة يومية ، فى محيطها يتحرك الفرد بالخلق والتلقي في مناخ من الحرية ملائم . ويكمن جوهر هذا البعد أساسا ، فى تمكين جميع الخلاقين من فرص للابداع متستاوية ، والعمل على ايصال ثمرات الفكر الى كافة أفراد المجتمع بأضمن حظوظ العدل على أساس اللامركزية الثقافية التى هى أقوم مسالك الديمقراطية ممارسة وتطبيقا من ذلك النص القانوني الثورى الباعث للمجالس الجهوية الثقافية
والثقافة أيضا مع هذا التوجه الديمقراطى المنهمى ابداع واضافة ذلك أن الخلق والابداع فى المجال الثقافي يمثلان الغاية التى لها نطمح . فالامم بثقافاتها ، والشعوب بما ابتكرت وأضافت . واني لمستحضر في هذا الصدد قوله بليغة للمجاهد الاكبر الرئيس الحبيب بورفيبة حيث أكد مبرزا أن " ليست الثقافة هي التى يصيبها الوهن فى جوهرها من شدة الهرم ، وانما هو تخلف الامم ، تسرى عدواه الى كل شؤونها ، فيضعف سلطان الفكر وتعتل ملكة التعبير ، وتتقلص سيطرة الانسان على الطبيعة ، تلك السيطرة التى هى من قوام الثقافة الانسانية عامة " .
ومن هنا ، فكل أمة مدعوة ، ان هي رنت الى الارتقاء والخلود ، لان تضيف فى حاضرها الى ما تم ابتكاره فى ماضيها . فبدون خلق واضافة ينقطع الوصل بين حلقات الفكر الثلاث ، الرابطة بين الماضي والحاضر والمستقبل . تزول بذلك جدوى المساعى التشييدية . فلا الديمقراطية لها نفع ، ولا التشجيع له فائدة ، ولا الهياكل والتجهيزات لها وظيفة
ومما لا جدال فيه ان كل هذه المرتكزات تجد فاعليتها فى فلك اثبات الذات وتجدير الشخصية . فادمية الفرد ، وانسانيته المتميزة لن تتحققا الا بتكوين شخصية أصيلة وذات متجذرة . وهذه الشخصية ، انما هي نتاج علاقة جدلية بين حلقات ثلاث : " الأنا " الماضي ، و " الأنا " الحاضر ، و " الأنا " المستقبل
وبخلق شخصية ثابتة ، يتسنى لنا اثبات وجودنا كأمة مقوماتها صلبة وأثرها فاعل ، ودورها باد ، قادرة على التصدى لكل محاولات الغزو والاستلاب
غير أن اثبات الذات وتأصيلها ، لا يعنى البتة ، فى نظرنا ، التعصب الانغلاق والتقوقع داخل قوالب سلفية جاهزة ، فنحن ، كما يقول المجاهد الاكبر : " متجهون فى نهضتنا الحديثة ، اتجاها حضاريا ، نروم أن تكون عناصره الاساسية ، الوفاء لشخصيتنا الثقافية العربية ، والاخذ بالعقل والعلوم والفنون مع الحفاظ على قيمنا الروحية الاصيلة فى ميدانى الاخلاق والدين .
وهكذا ، فان الاصالة واثبات الذات ، لا يستقيمان فى الحقيقة الا بالتفاعل مع الذوات الاخرى أخذا وعطاء . فحتى ذلكم التمايز بين مختلف الثقافات والحضارات هو من قبيل التكامل كلما ارتقى الى خدمة الانسانية ونفعها . وهذا هو المنحي الذي ما انفك يؤكد عليه سيادة الرئيس حين قال : " ان تونس التى تنتسب الى الثقافة العربية الاسلامية . لا يمكنها أن تنغلق على نفسها وتنكمش ، لان في ذلك انتحارا فكريا وانما سبيلها أن تتطلع الى الثقافات الاخرى ، وتأخذ مما انتجه الفكر العالمي ، لتساير الواقع وتؤثر فيه ، وبذلك تبقى مخلصة لماضيها الثقافي ، ومتحفزة لمستقبلها البسام "
وانه من السهل أن نقر بكل هذا ونعمق القول فيه ونتقصى المعانى اذا نحن لم نقرن القول بالعمل ونجابه المصاعب ونكون فى مستوى هذا الذى آمنا به وصدعنا بوحوبه ولم تئننا عنه ضغوط الاحداث ومزالق الحلول السهلة
ولقد رأينا أن هذه المرتكزات النظرية للسياسة الثقافية في تونس لن تجد سبلها الى التطبيق اذا لم نوفر الهياكل الاساسية والتجهيزات الضرورية وهو ما عملنا فعلا على توفيره على مختلف المستويات اذ بدأنا ببعث دور الثقافة ودور الشعب والمكتبات والمسارح وقاعات السنما وقاعات العروض عبر مختلف مناطق الجمهورية ، وذلك بهدف ايصال الغذاء الفكرى للمواطن حيثما كان وسعبا دوما الى ن يتوفر في هذه الدور كل انتاج جديد فى هذا القطاع او ذلك
كما بعثنا مؤسسات ثقافية كبرى تعنى بشؤون الخلق فى مختلف مجالات الايداع : ونذكر مثلا المسرح الوطني الذي هو مؤسسة تعنى بشؤون المسرح وتقف الى جانب الفرق الاخرى محترفة وهاوية . كما دعمنا الشركة التونسية للانتاج والتنمية السنمائية لتقوم بدورها على صعيد الانتاج السنمائي
والصناعة السنمائية . أضف إلى ذلك فقد بعثنا مؤسسة فكرية بالغة الاهمية وهي " بيت الحكمة " التى تعنى بشؤون الفكر تحقيقا ودراسة وترجمة وخلقا وابداعا وبحثا تجريبيا مخبريا .
ولم يقف اهتمامنا عند هذا الحد ، بل أصدرنا قانونا فى ديسمبر 1982 يلزم الباعثين العقاريين والمؤسسات الاقتصادية والجماعات العمومية من بلديات ومجالس ولايات وكذلك الشركات بتخصيص فضاءات ثقافية ضمن كل مشروع أو هيكل اقتصادى أو اجتماعي جديد . وهكذا تنافست كل الجهات منذ ثلاث سنوات في اقامة الهباكل الاساسية الثقافية هما مكن وزارة الشؤون الثقافية من استغلال هياكل كانت عاجزة عن بعثها لو اكتفت بحدود ميزانيتها .
ومما لاشك فيه أن هذا المجهود يبقى منقوصا ان نحن لم نعمل على تكوين جيل متخصص يحمل المشعل ويواصل المسيرة ، لتبقى حلقات الخلق والاضافة متواصلة . وعلى هذا الاساس ، فقد ركزنا مؤسسات تكوينية فى مختلف القطاعات الثقافية مثل المعهد الأعلى للمسرح ، والمعهد الأعلى للموسيقى والمعهد الأعلى لتكوين المنشطين الثقافيين .
وتجنبا للمصاعب المادية التى قد تواجه المبدعين وتعرقل مسيرة الخلاقين ، بعثنا هيكلا هاما أسميناه صندوق التنمية الثقافية ، يقف بالمؤازرة والتشجيع لكل المفكرين وذلك باقتناء نسب من انتاجهم والعمل على ترويج بالاضافة الى اقتناء أجود الاعمال عربيا وعالميا لتمكين المواطن التونسي من الاطلاع عليها
وقد قمنا بجملة من الاجراءات تدخل كلها فى باب التشجيع والمؤازرة كاعفاء الكتب من الاداءات الجمركية تصديرا وتوريدا واعفاء الكتاب التونسي المصدر من تكاليف الشحن عن طريق الخطوط الجوية التونسية وبدعم الورق المستعمل للكتاب وشراء الف نسخة على الاقل من كل عنوان يصدر ودعم خمس واربعين مجلة ثقافية بشراءات تتراوح بين ألف وثلاثة آلاف نسخة مما أعطي حركية بالغة الاثر فى صناعة الكتاب اولا وفي توفير الكتاب في المكتبات العمومية والنوادى والجمعيات . ثم ان صندوق التنمية الثقافية لم يتوقف على تشجيع الكتاب بل صرفنا العناية الى المسرح والموسيقى انتاجا وترويجا ومكنا كل الخلاقين فى هذين الفنين من ابراز طاقاتهم وكذلك ميدان السنما والفنون التشكيلية
وعلاوة على كل هذا فان هذا الصندوق مكن التونسيين من التعرف الى ثقافات العالم العربية منها والأفريقية والأوربية وجعلهم يحتتكون بأحدث ما
فيها ثم انه أتاح الفرصة للانتاج الثقافي التونسى أن يروج فى بلاد العالم وذلك يطرق علمية دقيقة لا تترك للارتجال سبيلا ولا الى الصدفة طريقا .
معذرة ان كنت أطلت ، الحديث عن التجربة التونسية بعض الشئ . فلا أراكم الا متطلعين الى التعرف اليها ، باعتبارها لبنة من لبنات البناء الثقافي العرب الشامل . ومما لا شك فيه أن هذا القطاع ، يلقى من العناية والاهتمام فى مختلف اقطارنا العربية ، ما يلقاه فى تونس . واني من ذلك لعلى يقين
بيد أن هذه المجهودات ، واستمحكم التعبير عن رأيي بكل صراحة ، تبقى منقوصة ، بل انها الآن لكذلك ، وستتواصل كذلك ان استمرت أعمالنا منفصلة ، غير متصلة ، مشتتة غير متكاملة ولا يسعنى هنا الا أن أذكر بالدعوة التى ما انفك بصرح بها الاستاذ محمد مزالي الوزير الاول لعقد قمة ثقافية عربية ، تمكن من تدارس شؤون الثقافة والغوص فى استنباط سبل دعمها على أساس استراتيجية موحدة وتوجهات متكاملة على غرار ما يتم - ولو من حين لآخر - فى مجالات اخرى اقتصادية واجتماعية واعلامية وما اليها
فدعوة حضرة الوزير الاول هذه ، نابعة من ايمانه الراسخ بأن لا مجال لتوطيد عرى التعاون في أى مجال ، الا بارساء تكامل ثقافى وثيق ، يقرب بين المواطن العربي وأخبه ، ويحمله بالحضور اليه والجلوس معه عبر جسور الثقافة وقنوات الفكر . ويزداد هذا الطلب أهمية فى عصر طغت عليه التكتلات وسيطرت على مجرى أحداثه التحالفات . ولا أراني مبالغا إن أكدت أنه باستطاعة الثقافة وحدها أن تذلل العراقيل السياسية - وهي حقيقة - وتساعدنا على بلوغ أهدافنا الموحدة . ولا أظن المسألة عسيرة بين أقطار أمه واحدة ، بجمعها تاريخ واحد ولغة واحدة ودين واحد ، هي بالضرورة عوامل فاعلة فى المساعدة على التخطيط لحاضر واحد مفض الى مستقبل واحد .
فمجهوداتنا الحالية لا تفي بالحاجة المطلوبة . فلا تبادل الوفود ، ولا تنظيم الاسابع الثقافية هنا وهناك ، ولا حضور المهرجانات التى تقيمها فى هذا . القطر أو ذاك بكافية وحدها لدعم التكامل المنشود . بل وحتى الاكتفاء بالاتصال عبر وسائل الاتصال لن يمكننا من بلوغ أهدافنا المنشودة . ذلك أن تواصلنا يجب أن يكون يوميا وباستمرار لا ظرفيا وبالصدفة وهذا يقتضى قرارات جريئة مالية واقتصادية وسياسية اذ تقدم الثقافة العربية فى كل قطر رهينة بهذا التواصل الدائم المستمر فلنبدأ برفع الحدود الثقافية قبل كل شئ ولنضمن تنقل الكتاب والقطعة الموسيقية وصاحب الكتاب والمسرحية والموسيقى وغيرهم ثم نتطرق الى الحواجز والموانع الاخرى
واني أريد أن أسجل بكل فخر واعتزاز ما بدأناه فى هذا السبيل مع الشقيقة الجزائر بعد ما توصل اليه المجاهد الاكبر الرئيس الحبيب بورقيبه والرئيس الشاذلي بن جديد من اقامة الركائز الحقيقية للاخاء والتعاون وما -قمت به أنا وزميلى صديقي العزيز الدكتور عبد المجيد مزيان لتطبيق هذه الارادة السياسية فى سبيل ازالة الحدود الثقافية بين تونس والجزائر
غير أن تقصيرنا هذا - واسمحوا لي هذا الاعتراف - لن يحجب عنا ما تقوم به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من مجهودات جبارة لدفع العمل الثقافي العربي المشترك على الدرب الذي نريد . انها مجهودات مسجلة وذاكرة كل عربي ، تصب بروافدها فى نهر الثقافة العربية الأم . وان ذلك لمرتقب من قبل منظمة يديرها رجل فكر ، آمن بدور الثقافة الفعال ، وأهميتها البالغة في ارساء البناء العربي المشترك . وهى تحية أوجهها بكل صدق واعتزاز الى صديقي وأخي العزيز الدكتور محيى الدين صابر الذى لم يدخر جهدا لبلوغ هذه الامنيات العزيزة علينا . وما توصل اليه مع نخبة من رجال الثقافة اللامعين وخاصة صديقنا الدكتور عبد العزيز حسين والدكتور محمد يوسف نجم من ضبط خطة للثقافة العربية لدليل على هذا الجهد الموفق الذي لا يني وعربون لنجاح ما نسعى اليه جميعا .
أمل أن يكون هذا اللقاء ، فاتحة عهد للقاءات أخرى تتواصل بيننا وتستمر لنعمل سويا ونسعى لترسيخ ثوابت استراتيجية ثقافية موحدة ، ترفع ثقافتنا الى مستواها الحضارى وتمكنها من الاشعاع على الحضارة الانسانية
