الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

لوحة من أدب الوجدان, قصتنا التى لم تكن

Share

( تقرأ بكبرياء . . )

لأننى من صحارى المعجزات , من مدينة الأحلام والأريج ، والبلابل والكبرياء . . . أحببتك من قبل أن أعرفك ، وسأحبك الى الأبد , كما لم يحلم أى وجدان ، وكما لم ينبض أى خيال . . .

والحب عندى ، يا امرأة . . . لا نكهة ، لا أبعاد ولا لون ، إن لم يكن نسيجا من نخوة الكبرياء ، من جنون الكبرياء . . .

وذلك . . . لأنك سليلة الرؤى والعطر ، وأسطورة من بلاد السحر والجن والمستحيل . . .

لأننى . . . أحب فى الحب شمسه كما لو كانت ظلاله ، أشواكه كما لو كانت حقيقته ، ولأنى أحب فى الحب منتهى جنونه ، كما لو كان منتهى الحكمة . . .

أحببتك بخيالى قبل أن أراك ، وسأحبك إلى الأبد ، كما لم يكن أى كيان ، وكما لم يطمح أى حاضر . . .

والحب عندى ، يا امرأة . . . لا نكهة ، لا حلاوة ، لا مدى ، إن لم يكن ركضة نارية كألف جواد فى ألف عاصفة فى ضلوعى . . .

وذلك . . . لأنك أخت العاصفة والغزلان , وأنشودة خضراء على شفاه الربيع ، ونخوة من جبال بلادى وسمائها البكر . . .

لأننى عندما أحب ، أحب بكل كبريائى . . . أحببت فيك ، يا مجنونتى الناعمة ما لا أعرف . ما لا أدرك . . . أحببت فيك بكل عواصفى جرح (( لا )) جرح الصمت العميق ذى الكهوف التى ليس لها قرار . . .

لأننى لا أفهم المقاييس عندما أحب أحببتك بجنون وسأحبك إلى الأبد كما لم يكن أى حب وكما لم يعشق أى عاشق . . .

لأننى لا أعيش فى زمن الناس ، وفى مكان الناس أحببتك بلا حدود . . . أحببت فيك يا لمعة من كبريائى ، زهو باقة الأصباح المتفجرة الهادرة . . .

- أحببت فيك زهو المشية الآمرة التى تصطاد كل العيون لتحصدها فى بيدر النسيان . . .

- أحببت فيك ، يا ابنة اللهيب ، الجمال الذى يخترقنى مثل حد السيف فيدمى ويدمر ويحرق دون أن ينتبه أو يندم . . .

لأننى من مدينة المعجزات ، من صحارى الكبرياء ، من مروج السراب . . .

أحب فيك ما يستعصى عن كل طموح ، عن كل ادراك ، عن كل إرادة . . .

أحب فيك . . . ما لا أفقه ،

ما لا يعطى فى أطباق ، ما لا أحتمل . . .

ما ليس يرضى ترابى . . .

أحب فيك ما لا ينال . . .

ما يسهدنى ، ما يبدد فى بقايا البقايا . . .

أحببتك . . . وأحبك واحة ضائعة

إلى الأبد . أبحث عنها إلى الأبد ولن أجدها

إلى الأبد . . .

أحببتك . . . وأحبك سرابا

يزعزعى . يثير يقينى وعواصفى . يقهقه بأشداق

من ثلج . يتحدى حدودى . . .

أحببتك . . . وأحبك أمنية لا تموت

وتميتنى . أمنية كالمستحيل تحيا كالمستحيل

نكهة فى خاطرى ، وصورة واغراء . . .

أحببتك وأحبك زائرة تخلف

المواعيد وأنتظرها دائما . أحن إليها بلا جدوى . . .

وبلا جدوى التمسها تحت خيوط الشمس وفوقها . . .

وذلك . . .

لأننى من دم الأعاصير . من براكين

الثورة . من صحارى المعجزات . من نشوة العدم . . .

اشترك في نشرتنا البريدية