( تقرأ بكبرياء . . )
لأننى من صحارى المعجزات , من مدينة الأحلام والأريج ، والبلابل والكبرياء . . . أحببتك من قبل أن أعرفك ، وسأحبك الى الأبد , كما لم يحلم أى وجدان ، وكما لم ينبض أى خيال . . .
والحب عندى ، يا امرأة . . . لا نكهة ، لا أبعاد ولا لون ، إن لم يكن نسيجا من نخوة الكبرياء ، من جنون الكبرياء . . .
وذلك . . . لأنك سليلة الرؤى والعطر ، وأسطورة من بلاد السحر والجن والمستحيل . . .
لأننى . . . أحب فى الحب شمسه كما لو كانت ظلاله ، أشواكه كما لو كانت حقيقته ، ولأنى أحب فى الحب منتهى جنونه ، كما لو كان منتهى الحكمة . . .
أحببتك بخيالى قبل أن أراك ، وسأحبك إلى الأبد ، كما لم يكن أى كيان ، وكما لم يطمح أى حاضر . . .
والحب عندى ، يا امرأة . . . لا نكهة ، لا حلاوة ، لا مدى ، إن لم يكن ركضة نارية كألف جواد فى ألف عاصفة فى ضلوعى . . .
وذلك . . . لأنك أخت العاصفة والغزلان , وأنشودة خضراء على شفاه الربيع ، ونخوة من جبال بلادى وسمائها البكر . . .
لأننى عندما أحب ، أحب بكل كبريائى . . . أحببت فيك ، يا مجنونتى الناعمة ما لا أعرف . ما لا أدرك . . . أحببت فيك بكل عواصفى جرح (( لا )) جرح الصمت العميق ذى الكهوف التى ليس لها قرار . . .
لأننى لا أفهم المقاييس عندما أحب أحببتك بجنون وسأحبك إلى الأبد كما لم يكن أى حب وكما لم يعشق أى عاشق . . .
لأننى لا أعيش فى زمن الناس ، وفى مكان الناس أحببتك بلا حدود . . . أحببت فيك يا لمعة من كبريائى ، زهو باقة الأصباح المتفجرة الهادرة . . .
- أحببت فيك زهو المشية الآمرة التى تصطاد كل العيون لتحصدها فى بيدر النسيان . . .
- أحببت فيك ، يا ابنة اللهيب ، الجمال الذى يخترقنى مثل حد السيف فيدمى ويدمر ويحرق دون أن ينتبه أو يندم . . .
لأننى من مدينة المعجزات ، من صحارى الكبرياء ، من مروج السراب . . .
أحب فيك ما يستعصى عن كل طموح ، عن كل ادراك ، عن كل إرادة . . .
أحب فيك . . . ما لا أفقه ،
ما لا يعطى فى أطباق ، ما لا أحتمل . . .
ما ليس يرضى ترابى . . .
أحب فيك ما لا ينال . . .
ما يسهدنى ، ما يبدد فى بقايا البقايا . . .
أحببتك . . . وأحبك واحة ضائعة
إلى الأبد . أبحث عنها إلى الأبد ولن أجدها
إلى الأبد . . .
أحببتك . . . وأحبك سرابا
يزعزعى . يثير يقينى وعواصفى . يقهقه بأشداق
من ثلج . يتحدى حدودى . . .
أحببتك . . . وأحبك أمنية لا تموت
وتميتنى . أمنية كالمستحيل تحيا كالمستحيل
نكهة فى خاطرى ، وصورة واغراء . . .
أحببتك وأحبك زائرة تخلف
المواعيد وأنتظرها دائما . أحن إليها بلا جدوى . . .
وبلا جدوى التمسها تحت خيوط الشمس وفوقها . . .
وذلك . . .
لأننى من دم الأعاصير . من براكين
الثورة . من صحارى المعجزات . من نشوة العدم . . .
