عبرت حدود كم متسللا من فرجة الصحراء
فالحيطان سورها العدو ولغم ماءها المخفور في أفواهنا
سطوت بلا ذراع وادرعت هزيمتي فلتصفح الصحراء لي
أيقظت غفوتها اللذيذة : ) أذرع الفرسان تحضنها تقبل ثغرها
العطشان ، تلعق نهدها بسنابك الغلمه (
وكانت ثيبا فتعلقت فى أرجلي وشراهة الجنس الحبيسة ترتمى
في دهشتي الخجله
رفعت كفا مرهقا وصرخت استجدى البراءة أجمع الأشهاد
يا صحراء . يا صحراء
أنا رجل بلا وجه وفي أعصابي انصهرت ثلوج البعد وانغرست
باحساسي مدى القهر والاعياء
وأنت حبيسة الاشعاع فى أحشائك انزرعت حقول النفط
متعب من قبل ميلادي
وزادى الشعر فالكلمات من شفتى مكدسة بلا طعم
وأنت أسيرة الظمإ العنيف ولعبة القيظ الملوث
فالشفاه يشقها اليبس ويرمضها الحنين إلى العناق
ولا سبيل فالقبلات من شفتى المبللة بطعم الدم لا تروى
وأنت عنيفة الشهوه
عبرت مهربا حزنى وهاكم لذتي بكرا .
فما أحسست طعم عصارة الامتاع من زمني
وهل يحتاج من سحقت أمانيه لغير الحزن ، يجدل كالوسام
على مذلته المقيمة فى خطاه ، يرتوى منه الهزال ويأكل الاجهاد
جبهته الطعينة من لهاث الجدب
تلكم الصحراء . والقيظ المذاب وزادكم طعم المرارة فى الحلوق
والازراء يحضن خيبة الرحله
تعبنا فيك يا صحراء
عطشنا فيك يا صحرا وما تبني
ولو خيرتنا عدنا
فأنت رفيقة الرحله ؛ وفيك الكنز فيك الخصب
أنت خزينة الغرباء
لسنا من لصوص النفط
لفظ المال في أعناقنا ذل يسيط حياءنا
فلتمنحي العشاق بعض الماء
ان الرحلة انسكبت على حبات رملك
وشوق الصحب نبع لا يجف
هذا الماء في أفواهنا يغلي من الرمضاء يصهر فى الحناجر عنوة
فلنسكب الأقداح على الأرض تشعر مرة بالماء
فتفتق من ضلوع العجف زهرا قد نلامس في طهارته برود الماء
هذى الأرض لا تنبت
عاقرا كانت بلا رحم تأصله السفاح ومزقته شراهة العشاق ، وافتضت
كارتها عيون الحمل فالإجهاض
من يستريح لعاشق ما عانق الأحباب في أزمانه لحظه
ولا عقد الوفاء خديعة فى القلب
إن المهر حبك يا بلادا ما لثمت أديمها
مذ كنت فوق رحابها من لحظة الميلاد ، مسحوقا بأقدام الغزاة
وما اشتممت من أنفاسها عطر القرار
وما استمريت غير تحسرى وعصارة الندم التى ما فارقتني مذ وطئت الترب
خذوا فرحي جديلة عاشق ، فجباهكم تساقط الآزهار منها يوم تمحون
الهزيمة والشفاه تعلق الاشعار
ولا تنسوا بأن الأرض أزهار الطعان ، وخاض في احشائها الشعر .
ولملم جرحها الشاعر وراح ولم يذق طعم اللذاذة حين
أودعها ابتسامات تضيئ القلب
وقال لكم وقد كنتم شتائم في المقاهى والبذور وليمة الديدان
بذار الأرض قد ينمو ، وفي قبضاتكم كبسولة الاخصاب
فاقذفوها فى وجوه الغزو ، إن الأرض لي ولكم .
والأرض أوسمة البطولة فى جباه القوم
