الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "الفكر"

محرابك، " الى روح من افتقدت : ابن ليلته "

Share

محرابك الليل أم ضجت بك ألحان ؟

هي الصبابات إيمان وكفران

لهفى على القلب إن ألحان قد نفدت

منها المدام وهذا القلب لهفان

هى الصبابات آمال مجنحة

وواقع شائك والحلم مزدان

هى الصبابات ما تنفك هازجة

لكن يصادمها يأس وخسران

تناقض وأحاسيس معربدة

تبغى الخلاص . لها للخير تحنان

تهوى الحياة جمالا لن تشوهه

سود المآسي وآلام وحرمان

هى الصبابات كأس أترعت أملا

هى الصبابات أشواق وألحان

يحدو بها الهاتف السكران مندفعا

وكم تغنى أغاني الحسب سكران

أيرتوى عاشق ما انفك يعبدها

دنيا تجملها بالسحر ألوان

دنيا من الحب دنيا الشعر فى صور

من الجمال . وكم قد حن ولهان

أحبها صورة اهفو لروعتها

احبها روعة والحسن ريعان

الكأس اجلو سناها فتنه ورؤى

سكرى تناد مها عطشى وعطشان

والحب بينهما في أوج طفحته

والحب مأساته بعد وهجران

وذات أمسية عرجت ملتمسا

سلواى عن واقع تحدوه أشجان

عرجت ملتمسا روحا وتعزية

عما ألاقي . وهدت في أركان

أرى حباب الطلا أنسى به زمنا

في شاطئ البحر لا حقد وأضغان

حيث الصبا في الرمال البيض مرتعة

وحيث يسبح طي الموج إخوان

أحببها صورة أهفو لبهجتها

أشواقهم للعلا في صفو نفسية

تسمو فيغمرهم بالخير إيمان

ملاعب لم تكن يوما سوى أمل

إلى الحياة وما إن ضاق ميدان

دخلتها إنها الحان التى عبدت

منذ القديم لكي تجتث أحزان

دخلتها حاملا شوقا لتسلية

عما طوته لدى النسيان أكفان

لو لم نعش بالسلو الحلو في زمن

من الحياة ليجلى الهم نسيان

لو لم نعش هكذا لا ننقض مطمحنا

إلى الحياة وهد العمر بركان

دخلتها طالبا نسيان تجربتى

لدى الوجود . فليت الناس ما كانوا

وليت هذا الوجود الرحب ما عرفت

فيه الحياة فلا دهر وأكوان

ولا التذاذ عميق بعده شجن

ولا حياة ولا موت وعمران

ولا انتحار لمن قد هده زمن

ولا تسابق دنيا وهى أدران

ولا اختناق لمولود على عجل

ما إن بدا للدنا ضمته أكفان

متعت بالترب يا ضيفا بليلته

ما إن تنفس حتى قيل : جثمان

دخلتها فتراءت فى محاسنها

قد بدلت . طوت الاحلام أزمان

من هذه ؟ وهي تسقي الشرب ما عرفت

أني أنا كم تغنى تلك وجدان

تلك التي لم تكن في مثل حالتها

رمادها إنه بالامس نيران

أين الشفاه التى كالخمر حمرتها ؟

وأين جفن شديد الوقع نشوان

إذا نظرت انتشلت القلب من حزن

داج فيهتز شوقا وهو هيمان

وأين جيد له سحر تدغدغه

خصال شعرك يغفو وهو يقظان ؟

وأين خصر يهز الصدر في رجح

فيستفز طريح الحب رمان

تلك النعومة ماذا قد ألم بها

يا شر عطف تداعت فيه أغصان

وأين أنشودة قد كنت أنشدها

أبثك الشجو فليرقص بك البان

كأنني ما تغنيت الهوى طربا

فيك ولا قد تملى الحسن ولهان

لا . لا نسيت عهودا إنها عبرت

فى خاطرى وفؤادى الدهر غرثان

إني وفي لامسي رغم تجربة

ضجت بأثقالها فى السير أوزان

ووزن شعري يسليني وينجدني

إلى التأسى فيحدو العمر سلوان

تلك الحياة كما أنت التى ظهرت

فى زى طهر ملاك وهو شيطان

ألم أقدم لك الإخلاص تجربة

لكنما هكذا الانسان خوان

شئت ابتعادا فشاء الدهر فرقتنا

وصدفة حيث الاجفان أجفان

إني أراك فأحيا بالشباب منى

بالذكريات . وملء القلب أدجان

كمثل ما كنت بل قد زدت تجربة

صبر وعزم وإخلاص وإيمان

الورد يدفق رغم الشوك منتشرا

حتى يمنع بالريحان بستان

تحولت كل آمالي الى أفق

أعلى وأسمى فلا يغررك تحنان

أعيش للغير حبا فى مطامحهم

أعيش كي ترتقى للمجد أوطان

أعيش للوطن الغالي أقدسه

كما تقدس أديان وأوثان

أعيش للناس فكرا فى خواطرهم

فليسعد الدهر - بالاخلاص إنسان

وشف عني الدجي عن هاتف هزج :

محرابك الليل أم ضجت بك ألحان ؟

اشترك في نشرتنا البريدية