الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "الفكر"

مرثاة على ضفة بياش

Share

أعد عشاؤك فادخل بني

لانك كنت تعاني من الجوع والبرد طيلة يوم شقي

أنا بانتظارك فادخل حبيبي

ولا . . . لا تدعني لشكى الرهيب

فوجهك ينظر لي من خلال خيوط المطر

على البعد يبسم لى يا حبيبي

تعال إلينا فعينا أبيك حفر

وأعين إخوتك الجاثمين على العتبه

ترفرف أهدابها مثل عصفورة متعبه

ولا من خبر .

فهل ستعود إلينا بني

فهذا عشاؤك ما زال كسكسه يفوح بلحم طرى

يقول لنا أهل حارتنا إنهم غادروا المدرسه

أو أنهم قد تبقوا هناك

فتغمرنا لوعة

ولكنها مونسه

ونهرع للشارع المقفر

كمثل المجانين نصرخ بالعاصف الممطر

وتبتل فى السيل أثوابنا

وتمطر بالدمع أهدابنا

وكل الأزقة كانت برك

فأى يقين تبقى لدينا

وكل الحقائق تأكلها نار حيرتنا بين ظن وشك

وبياش ) 1 ( هذا الذى سار فى جبروت وفي خيلاء

وفتح أشداقه كالتماسيح يبتلع الأبرياء

وأرغى وأزبد كي يأكل الضعفاء

ويحملهم سيله دون وعي

مع الصخر والرمل مثل الغثاء

بكل جنون وفي عنجهيه

وفى صلف أحمر وغباء

وبياش فى لحظة من جنون

يوزع من جبروته كل الذي قد أراد

من الويل فى قسوة وعناد

وأكبادنا بين أمواجه الصفر تعصر

وأهدابنا شدها الدمع حتى تحجر

وأجفاننا تتخدر

ومأساتنا ... آه مأساتنا على عرض بياش تنمو وتكبر

وأحزاننا . . . آه أبناؤنا وخيرة طفلاتنا . . وأرواحنا تتكسر

على صخر بياش هذا الذى جن كيما يعرفنا اليوم معنى الجنون

وكيف تكون مفاجأة الخطف عند المنون

وكنا امناه طول الزمان

وشدنا على شاطئية سدود الأمان

ولكنه خان وخان هذا الزمن

تجبر واجتاحنا

وأقبر أفراحنا

لمن سوف نشكو جنون الزمان

وجنة بياش قولوا لمن

ولا أحد فى يديه السلاح

ولكننا قد دفعنا الثمن

تقول هنا الأم عند غياب الضياء بحضن الشبفق

وقد مات فى فمها اللفظ جف به الفريق غاب الألق

وقد ورم الدمع باقى الحدق

اعد عشاؤك يا فارس الحلم فادخل وزرنا بدون توان

وحلق أيا بلبلي الحلو أنت وغن

وزقزق بأذني

أتسأل عني

وانت الذى قدت مركبة الفيضان

ويخرس صوت ٠٠ ويخرس صوت

وتنطفئ الآن أنوار بيت

وحين يعود الجميع إلى الدور كى يسألوا أين صحن العشاء

سيصرخ صوت يقول :

عشاؤكم كان طينا وماء

عشاؤكم كان طينا وماء

ترددها الأرض بعد السماء .

اشترك في نشرتنا البريدية