كان تعليم العربية عندنا - ولا يزال - مفتقرا الى أدوات تدريس كالكتب التى تصحب التلاميذ والطلبة طوال دراستهم ، وتسهل على أستاذ اللغة مهمته . ولئن سدت منشورات الديوان التربوى بعض الفراغ فى النحو والصرف والبلاغة ، فان تعليم العروض يفتقر الى كتيب مختصر مبسط ، مولف على منهج عصرى وحسب طريقة بيدوجية صالحة ، ليكون عونا للاستاذ وللتلمذ على استيعاب هذه المادة الهامة .
وقد انبرى السيد نور الدين صمود فألف كتابا غزير المادة جامعا بين مبادئ الشعر التقليدى ونظريات الشعر الحديث أو الحر ، ومعرجا على المحاولات التاريخية التى عملت ، منذ امرئ القيس فى مسمطه ، الى ابن سهل فى موشحاته وابن قزمان فى ازجاله ، على التخلص من قيود العمود الشعرى وحتى من قواعد اللغة الفصيحة . وللمؤلف حسب ما يظهر من كتابه ، باع فى الشعر المعاصر، فهو لا يتردد فى الحكم على المحاولات العصرية أو لها ، وهو الى الشعر المعاصر أميل ، وخصوصا الى ذلك النظم الذى تشدو به قينات العصر الحديث على أمواج الاثير . ولعل في اختياره لهذه الابيات " الغنائية " المعاصرة كشواهد على ما يقول ويستنبط ، دافعا لشبابنا على تذوق الشعر وممارسته .
أول ما يلفت الانتباه فى هذا الكتاب ، جملة من الاخطاء " البيداغوجية " التى تخل بمبدأ التوضيح والتدقيق - من ذلك ، خلو الابيات الواردة فى التمارين والنماذج من الشكل ، وحتى الاوزان تخلو غالبا من الحركات الصوتية فيصعب على الدارس معرفة المقاطع - أى الحركات والسكنات كما يقول المؤلف التى يبنى عليها استنتاجه . فاذا كتب " متفاعل " مثلا ، مهملة لا مشكوولة ، فكيف نقرؤها - متفاعل ، بتسكين الثوانى ، أى ، " مفعولن " ؟ أم " متفاعل " مثل " متقاعس " ، أم متفاعل بسكون السادس ، أى " فعلاتن " ؟ ( انظر ص
وبينما هى كذلك ذات يوم اذ دخل ذئب فجأة الحديقه عله يقبض على خنزير صغير سمين مكتنز . غير أن أول شئ شاهده كان " ريم " الصغيرة .
ولما لمحته " ريم " اسرعت هاربة والذئب يجرى خلفها وأستطاعت البنت ان تصل الى شجر كثيف وان تستتر به ...
وانتقل الذئب من عشب الى عشب يتشم رائحة " ريم " وهو يشتعل غيظا متدلى اللسان محمر العينين وقد تعرت أنيابه الحادة ...
وقالت فى نفسها وقد خنقتها العبرة وتملكها الخوف : " لو لم أكن طيبة لما خفت مثل هذا الخوف بل ربما كنت الآن هادئة مرتاحة البال فى المنزل ... "
وكانت رائحة العشب قوية جدا فمنعت الذئب من الاهتداء الى مخبئ " ريم " ومل الذئب البحث عنها بين العشب المشتبك فقرر ان يبحث عن خنزير صغير ليفترسه ...
وكانت " ريم " تزداد ارتعاشا كلما قرب منها الذئب ولشدة ارتجاف اوصالها واصطكاك اسنانها احتكت " الميداليات " بعضها ببعض فصدر عنها رنين هدى الذئب الى مأواها فارتمى فى العشب يدوسه بقدميه .. وأخرج الفتاة من مخبئها ثم أكلها حتى أتى على آخرها فلم يبق منها الاحذاؤها وبعض القطع من ثوبها و " ميدالياتها " ...
وصاح محمد فى اعجاب . - يالها من قصة جميلة ! حقا انها أحسن قصة سمعتها الى حدا الآن . ولكن الأم لم تكن موافقة . فقالت فى غيظ : - قصتك يا سيدى غير صالحة للاطفال . ان الجهد الذى بذلته فى تعليمهما الخصال الحميدة ذهب سدى .
فقال الرجل فى سخرية . - على كل حال لقد استطعت ان ارتاح من هرج هذين الطفلين طيلة ربع ساعة حتى جاء دورى ليعودنى الطبيب .
