" مناسبة حميدة ، وفرصة سعيدة ، ان نتحف قراءنا الكرام ، فى هذا العدد الخاص بنهضة المعارف والزراعة بوصف المهرجان الرائع الذى اقامه . معهد انجال جلالة الملك سعود المعظم احتفاء بتولية جلالته ملك بلاده ، وان يكون فيما القاه مدير المعهد وأساتذته وطلابه من الكلمات والقصائد باللغتين العربية والانكليزية وما قاموا به من تمرينات رياضية وزوايات تمثيلية دليل ملموس على مدى نهضة العلم بالمعهد ، ونهضة المعهد بالعلم "
وصف المهرجان
لم يشأ معهد انجال جلالة الملك بالرياض ان تمر عليه هذه الفترة الذهبية من تاريخ الجزيرة العربية من غير ان يهتبلها ويؤدي ما عليه من حقوق نحو جلالة الملك المحبوب فأقام حفلا تكريميا لجلالته بمناسبة توليه حكم المملكة العربية السعودية دعا اليها الامراء والوزراء وكبار رجال الدولة ورجال التعليم بالرياض وحضرها لفيف من رجال السلك السياسي ورجال الصحة والاذاعة
وابتدئ الحفل بخير ما يبتدأ به : آيات محكمات من كتاب الله الكريم وتلها ترتيلا محكما ، الامير سطان بن عبد العزيز ثم تقدمت الفرق الرياضية بالمعهد فى عرض رياضى عام ، وكان هذا العرض مثالا للروعة والنظام وعندما وصل العرض الى المقصورة الملكية ادوا لجلالته التحية فتفضل حفظه الله فوقف محييا اشبال المعهد وفتيانه واسرع الحاضرون بالوقوف والتحية ثم انتهى العرض بتحية العلم السعودي وانشاد : " نحن طلاب العرب " ثم تقدم الاستاذ عثمان الصالح مدير المعهد فالقى كلمة قيمة جازت رضا جلالته استعرض فيها احوال المعهد واشار فيها إلى أيادي جلالة الملك واثنى
على الأساتذة المصريين والوطنيين واللبانيين وقدم اقتراحات فى خطابه كانت موضع التنفيذ من لدن جلالته ، وتلاه المشرف الفني للمعهد الاستاذ صالح جمال فألقى كلمة رائعة قوبلت بالتصفيق والاعجاب ، واعقبه الامير " فيصل بن سعود فالقى كلمة تهنئة وتحية بالنيابة عن طلاب المعهد امام جلالة والده العظيم . وكان الامير فيصل موفقا كل التوفيق فى كلمته والقائه فكانت كلمته تفيض حبا وتكبيرا لمآثر جلالة والده على ابنائه وإخوانه وجميع طلاب المعهد ، وبعد ان انتهى الامير فيصل من القاء كلمته تقدم الى المنصة وانضم اليه الاميران " احمد بن عبد العزيز " وخالد بن فهد والطالب صالح العبدلى فقاموا بمحاورة دينية اجتماعية حول المبدأ القائل : ) الاسلام دين ودولة ( وكانت هذه المحاورة مثار اعجاب الحاضرين وتقديرهم بل كانت مبعث ايمانهم بان الإسلام حقا ) دين ودولة (
وتقدم موكب الشعر يتهادى ليقدم من درره الحسان الى جلالته تهنئة خالصة بتوليه حكم البلاد ، وقدم هذه التهانى الامير " حمود بن عبد العزيز اصغر ابناء الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وقد كانت تهنئته لأخيه جلالة الملك سعود أثر عظيم فى نفسه ثم الامير عبد المجيد بن عبد العزيز فالامير هذلول بن عبد العزيز فالطالب عبد الرحمن ابن ذغيثر فالطالب صالح بن كريديس فالطالب ناصر بن عثمان الصالح فالطالب فهد الدغيثر . وبعد أن نثر الشعر رياحينه بين يدى جلالته قام الامير خالد بن سعود بمحاورة دينية إن دلت على شئ فانما تدل على مقدار اهتمام المعهد بدارسة العلوم الدينية لما لها من اثر عظيم فى تهذيب النفوس والمكانة الاولى فى بناء جيل قوي الأيمان بالله وبأن العمل بكتاب الله وسنة رسوله خير هاد الى الطريق السوي
وهذا الاهتمام العظيم بالعلوم الدينية فى المعهد يرجع الى اهتمام جلالة الملك وتوجبهاته السامية وحرصه الشديد على تثقيف ابنائه ثقافة دينية حتى يكونوا قدوة صالحة لشباب الامة العربية . ثم تقدم الاستاذ سيد شحاته المدرس بالمعهد بالنيابة
عن اخوانه وزملائه المدرسين المصريين فألقى كلمة قيمة اشاد فيها يتمسك جلالة العاهل العظيم بالدين وحبه للعلم وعطفه وتكريمة للعلم والعلماء واهتمامة بنشر التعليم فى انحاء المملكة العربية السعودية . ولما كان لعظماء التاريخ وابطال الاسلام مواقف حاسمة وكانوا قدوة صالحة للشباب وعلى رأس هؤلاء الأبطال " خالد بن الوليد قام فريق من طلاب المعهد بتمثيل رواية خالد بن الوليد ، وقام الامير خالد بن سعود بدور خالد بن الوليد والامير ثامر بن سعود ، بدور عمرو بن العاص ، والأمير خالد ابن عبدالله بدور " ابى عبيدة وفريق من شباب المعهد بتمثيل الجيش . وقد اعادت هذه التمثيلية صورة رائعة الى اذهان الزائرين من صور البطولة والجهاد فى سبيل الله .
ولم ينس المعهد ان يقدم دليلا على مسايرته لروح العصر وتعليم ابنائه اللغات الاجنبية الحية ، فقام الامير سعد بن سعود والامير بدر بن سعود والامير خالد بن سعود بمحاورة باللغة الانكليزية حول استقبال الشعب لجلالة الملك فى الرياض استقبالا رائعا يدل على مقدار حب الشعب لمليكه وختمت بالهتافات بحياة جلالته
ثم فتحت روضة الأدب ابوابها فتقدم الامير منضور بن سعود والامير عبد الاله ابن سعود ، وكان لالقائهما صدى فى نفس جلالته وتأثير كبير . وقد صفق الجميع اعجابا واستحسانا ، وتلاهما الامير فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن والامير خالد ابن فيصل ، والامير خالد بن مساعد بن عبد العزيز ، والأمير عبد الرحمن بن سعود والامير فهد بن عبد الله بن محمد بن سعود ، والأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود فاقتطفوا من ثمار الادب اليانعة مافاح عبيره وانتشر بين الحاضرين لريحه
ثم قام الامير بندر بن سعود والامير عبد الله بن جنوى بمحاورة ) النيل العربى ( وهى محاورة ادبية بين عرابة الأوسى ومعاوية بن ابي سفيان ، واعقب ذلك الامير بدر ابن سعود بحديث نبوى يبين فضل العلم وفضل العالم على الجاهل
ولم ينس طلاب المعهد أن يبينوا للناس فضل المشورة فى الملمات وفضل جمع الكلمة عن الحادثات بقاموا بتمثيل رواية ) البيعة لابى بكر بعد موت النبي ( وقام بالتمثيل الامير بندر بن سعود فى دور ابي بكر وايد البيعة الامير عبد الاله ابن عبد العزيز والامير مقرن بن عبد العزيز والامير سلطان بن سعود والأمير ماجد ابن سعود . والطالب ابن غازى ، واشترك فى اجتماع البيعة ، الطلبة ؛ عبد الله الحسينى وعبدالله بن قباع ، وبشير بن عبد الله وحسن الدغيثر .
وتلاهم الامير محمد بن عبد الله والامير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز والطالب حماد الشبيلى والطالب عبد الرحمن بن كريديس ) من المتخرجين فى المعهد ( فقدموا الوانا من الشعر ثم تقدم الطالب سعد بن كريديس ) من المتخرجين ( فحيا جلالة الملك بكلمة كريمة .
ثم وقف الاستاذ سيد عبد الشافى المدرس بالمعهد فأنشد بين يدى جلالته قصيدة عامرة استعيدت معظم ابياتها زف فيها إلى العاهل العربى تهانى النيل ومبايعته لجلالته وقد وقعت من نفسه موقعا حسنا وحازت اعجابه ورضاه .
ثم قامت الفرق الرياضية مرة اخرى بتمرينات رياضية امام جلالته دلت على مقدار اهتمام المعهد بالتربية الجسمية بجانب اهتمامه بالتربية العقلية والخلقية وختم الفريق تمرينانه بنشيد : ) عاش الملك سعود
ثم قدم الاستاذ عثمان الصالح مدير المعهد حضرات الاساتذة وعلى رأسهم المشرف الفنى للسلام على جلالة الملك بأسمائهم واحدا واحدا ، ثم ختم الحفل بمثل ما ابتدى به من تلاوة القرآن الكريم من الطالب ناصر بن عثمان الصالح
وقد اظهر جلالة الملك شعوره بالفرح بابنائه واخوته وطلاب المعهد . فامر بحضورهم للسلام عليه فسلم عليهم واحدا واحدا واهدي اليهم جميعا هديا ثمينه لتكون برهان رضي جلالته عليهم ، وكان يسلم الهدايا إليهم بنفسه وبيده الكريمة ، ثم دعا الاساتذة مرة ثانية للمثول بين يديه والتسليم عليهم فمثلا بين يديه فسلم عليهم واهدى اليهم اثمن الهدايا التى أهداها للامراء
ولم يشأ مخاضرون ان ينتهي الحفل بل ارادوا ان يستبقوا جلالته بينهم أكبر استطاعة حتى ينعموا بوجود المليك المحبوب والاب الكريم بينهم فيقتبسوا من نوره وينعموا بعطفه ، فتقدم الى الميكرفون احد الصحفيين اللبنانيين صاحب جريدة الجزيرة والقى كلمة قيمة هنأ فيها جلالة الملك واثني على مدير المعهد وأساتذته وطلابه
ثم تقدم الاستاذ صالح الناصر الصالح مدير المدرسة العزيزية بعنيزة فألقي قصيدة طويلة جمعت دور المعانى اشاد فيها بمآثر العاهل العربي على البلاد السعودية وقد قدم مدائحة وتهانيه لجلالته ونوه فيها بالمجهود الذى يقوم به اساتذة المعهد من وطنيين ومصريين ولبنانيين فجمعت قصيدته اسمى المعانى وأوفى الاغراض فى ثوب قشيب فضفاض ثم اعقبه الاستاذ اسعد الحسيني مدرس القرآن الكريم بالمعهد وختم الحفل للمرة الثانية بالقرآن الكريم ، ثم تقدم الاساتذة جميعا بالشكر والدعاء لجلالته مرة ثانية
ثم انصرف جلالة الملك بين الهتاف والدعاء لجلالته بطول العمر والبقاء نصيرا للبذل والعطاء وذخرا للاسلام والمسلمين
وقد حضر الحفل بدعوة من جلالة الملك ، السيد المحترم الاستاذ الحسيني سفير مصر فى الملكة العربية السعودية وقد ابدى اعجابه وافتخاره بالمعهد وبالمجهود الذي
يبذله اساتذة المعهد ، وحث الاساتذة المصريين على مضاعفة الجهد وبذل كل المستطاع فى خدمة اخوانهم السعوديين ، لأنهم رحلوا من بلادهم من أجل تثقيفهم وتعليمهم حتى تصبح الامة العربية وحدة متماسكة قوية الجانب مسموعة الكلمة وقد تمنى المعهد ان يكون نواة لجامعة علمية كبيرة تسمى باسم ) جامعة جلالة الملك سعود ( وقد سجل ذلك فى سجل الزيارات بالمعهد .
ويرجع الفضل الاكبر فى نجاح الحفل هذا النجاح الباهر ، الى حضرة مدير المعهد الاستاذ عثمان الصالح الذى يكرس وقته وجهوده لخدمة المعهد ، وقد اشترك حضرات الاساتذة جميعا من وطنيين ومصريين ولبنانيين مخلصين متعاونين غير متوانين ولا متواكلين وعلى رأسهم المشرف الفنى الاستاذ صالح جمال ، فى ابراز هذا الحفل فى هذه الصورة الرائعة المشرفة . .
