كنت ولا ازال مولعا بمتابعة اعداد مجلة " العربي " الغراء قراءة وتعدادا وتقويما ، ولعل لا يقل عما يدفعنى لمتابعة أعداد مجلة " المنهل العريقة بنفس النظرة والاسلوب ، وباعجاب تدخل فى أسبابه أسباب أخرى
وكما أعرف ويعرف الكثير ان هاتين المجلتين أعظم المجلات الشهرية المنوعة فى بلادنا العربية على الاطلاق - اذ لم يسبق أن سعدت يداى بتصفح مجلة تعادلهما - ولا أقول تفوقهما - موضوعا واخراجا وتنويعا وهدفا وشمولا وعراقة ، ولم يسبق أيضا أن سمعت ان شخصا آخر سعد بذلك .
وقد كان من وقوفهما فى قمة مجلاتنا العربية ووصولهما الى يدى شهريا ومند مدة طويلة وفي وقت متقارب فى معظم الاحيان - دافع للمقارنة بينهما . ثم ان تنفلى بين محتويات هذه وتلك بشكل غير منتظم كان طبعيا ان يؤدى الى مقارنة بينهما تحدث طبعيا . ثم انى وجدت اكثر من دافع لتكون مقارنة جدية من جميع الوجوه معتمدة على الحقائق والارقام .
* بين العددين الممتازين الأخيرين للمنهل والعربى
وقررت ان تكون مقارنتى بينهما من
خلال عددين توج كل منهما أعمال سنة خلت وأنا أرى فى قيمة ما احتوياه مكانة المجلتين بصفة عامة . . وهذه نظرة اراها معقولة . . فهذان العددان الممتازان الاخيران من كل من المنهل الصادر برقم ١٢ من المجلد ٢٩ من شهر ذى الحجة ١٣٨٨ ه . ومن العربي الصادر برقم ١٢٢ فى شهر شوال ١٣٨٨ ه كانا نتيجة لتطور المجلتين وخلاصة لتجارب كثيرة ومحاولات مستمرة لبلوغ كل منهما الأحسن . . تلك المحاولات التى تطورت مع تطور المفاهيم والامكانات من وقت لآخر . . اذ لا شك فى ان لكل وقت عوامله وتأثيراته ومؤثراته ومقدار النضج العام فيه . . المتطور دوما . . ولعل كل تلك المحاولات كانت ملموسة بشكل مستمر . . وحسب ما تشير اليه المجلتان من عام لآخر . . مما يشجعني على الاعتقاد بان هذين العددين هما أفضل ما صدر فى سلسلة كل منهما حتى صدورهما كنتيجة طبعية لما يجب أن يكون . . بصرف النظر عما كان فعلا . . وان كنت لا أجد فيهما ما ينفي ذلك . . الامر الذي يجعلني اكثر اطمئنانا إلى عدالة المقارنة وتمثيلها لواقع المجلتين ومكانتهما ، خصوصا وان ادارتى المنهل والعربى قد حشدتا كل جهودهما وما تستطيعان تقديمه فى ذينك العددين الممتازين . . محاولة لاظهارهما في أروع مظهر . . وأجمل وأكمل صورة . . مفتخرتين بتقديمه . . منبهتين لصدورهما بالاعلانات المشوقة التى نشرت اكثر من مرة فى أكثر من شهر بين صفحات الاعداد
السابقة لصدورهما .
وبدأت مقارنتى وتمت المقارفة التى استغرقت عدة ايام . . وقد كان طبعيا ان أفكر في نشر انطباعاتي وملاحظاتي . . وكان من الممكن ان تنشر في صحيفة أو مجلة أخرى غير مجلة المنهل الغراء . . ولكن قبل التفكير فى ذلك . . تساءلت : ولماذا لا تنشر فى المنهل بالذات ؟ ! مع أن المنهل موضوعه جزء كامل من جزئين فى موضوعها ؟
اذن فللموضوع صلة بالمنهل وثيقة رأيت معها أن من المستحسن ان يقوم المنهل ويقارن بغيره ، على صفحاته . . مؤكدا انى لا أبغى من وراء ذلك امتحانا لسعة صدر مجلة المنهل . . فأنما أعلم ذلك وان لم اكتب بها من قبل . . ولا أخفى أن ما توليه المنهل لحرية الرأى من عناية ملحوظة كان هو أيضا أحد تلك الاسباب التى جعلتني اختار صفحاتها لينشر عليها ما كتبت عنها وعن زميلتها العربى .
* بين الكم والكيف
مقياسان سألتزم بهما حتى النهاية اذ لا بد من النظر من خلالهما لجميع موضوعات المقارنة لتكون ذات قيمة صادفة . . وسأبدا المقارنة من وجهة الكم وذلك باستعراض جميع محتويات كلا العددين الممتازين اللذين جعلتهما أساسا للمقارنة ولقد رتبت تلك المحتويات حسب عناوين رئيسية مشيرا الى التسمية الخاصة بالمنهل والعربى .
١ - الموضوعات الأدبية -
- فى العربى :
بعنوان : لغة وأدب ، مع العقاد في ديوانه هدية الكران
- فى المنهل
بعنوان : ثقافة وأدب شذرات الذهب ملاحظات غير عابرة ترنيمة كل قلب ولسان من نثار القلم تعريفات وجيزة مشاكل الأدب آراء وأفكار من قلبى الى قلبك
هذه عناوين الموضوعات الادبية التى وردت في كلا العددين وقد شغل موضوع الادب فى العربى ٥ صفحات . . بينما شغلت موضوعاته فى المنهل ٤١ صفحة . . وهو موضوع واحد فى العربى . وهى ٨ موضوعات فى المنهل . . اختلفت محتوياتها وتنوعت
٢ - الموضوعات الاسلامية :
- فى العربى :
بعنوان : اسلاميات تدويل القدس موقف المعتزلة من تفسير القرآن
- فى المنهل :
بعنوان : بحوث اسلامية رابطة العالم الاسلامي الدور المنتظر للمملكة فى التضامن الاسلامي من أمجاد الماضى السعيد تدوين السنة المبكر صور من الحج فى القرون الماضية الفداء أحاديث نبوية عن قتال المسلمين لليهود المنهج الخلقى من الاسلام هذه عناون الموضوعات الاسلامية التى ورد فى كلا العددين . . وموضوعا العربى يقعان في ٨ صفحات . . وفي المنهل ٨ موضوعات تقع في ٣٦ صفحة .
٣ - الموضوعات التاريخية والتراجم -
- فى العربى :
بعنوان : تاريخ وتاريخ أشخاص القدسية الأندلسية الحسيناء التراجم والسير
- فى المنهل :
بعنوان : تاريخ وآثار هذا رجل آلهى الكواكبى فى ام القرى مع الحاج محمد على زينل البطلان المغامران الطلاب المبتعثون فى العهد العثمانى استاذنا الشيخ محمد الطيب الانصارى والدى السيد على السنوسي ايران في عهد الدولة القاجارية الادارة المركزية فى الدولة السعودية الأولى
هذه عناوين كل الموضوعات التى فى التاريخ والتراجم والسير في العددين والتى يمكن ان تنضوى تحت هذا العنوان . . وهي ٣ موضوعات فى العربى تقع فى ٢١ صفحة . وهى فى المنهل ٩ موضوعات تقع ٦ قصائد تقع فى ٢٣ صفحة .
٤ - القصائد الشعرية -
- فى العربى :
بعنوان : شعر حب الوطن
- فى المنهل :
بعنوان : شعر المنهل الأغر الملحمة الاسلامية الكبرى ( نشر منها ٢٤٨ بيتا فقط ) سبيلنا إلى الغلبة والمجد بطولة ديجول احييت ذكرى الشاعر الكاظمى يا حامى الحرمين وهذه عناوين القصائد التى نشرت في التى ينرت بى العربى والمنهل ١ . وهى فى العربى قصيدة واحدة تقع فى صفحتين . . وهى فى المنهل ٦ قصائد تقع فى ٢٣ صفحة .
٥ - الموضوعات العربية
- فى العربى :
بعنوان : عروبة حديث الشهر فتح العرب فرنسا تدويل القدس
- في المنهل
لها عنوان مستقل العمل الفدائى وفتح الفداء
بهذه العناون ظهرت الموضوعات التى تتكلم عن شؤون وأعمال عربية وموضوعات العربي تقع فى ٢٥ صفحة . . وموضوعا المنهل يقعان فى ٧ صفحات .
٦ - القصة
- فى العربى
- فى المنهل :
بعنوان : قصص الغروب الأخير
بعنوان : القصص رأى فى القصة العربية والمقالة السعودية
الحبر الاخضر جحا فى ضيافة جحا
وهي قصة واحدة فى العربى تقع فى ٨ صفحات . . وهى ٣ موضوعات فى المنهل تقع فى ٧ صفحات .
٧ - الموضوعات اللغوية -
- فى العربى :
بعنوان : لغة وأدب الصومالية بين الحروب اللاتينية والعربية
- فى المنهل :
بعنوان : مباحث لغوية التروميج والكشط والشجب والشطب معجم المصطلحات الحديثة الفئران البشرية واللغة العربية وهو موضوع واحد فى العربى يقع فى ٣ صفحات . . وثلاثة موضوعات في المنهل تقع فى ٥ صفحات
٨ - الاستطلاعات -
- فى العربى :
بعنوان : استطلاعات مصورة وجها الكويت المعماريان الفدائيون يقولون
- فى المنهل :
ليس لها عنوان مستقل
جولة فى الاندلس حديث حول الورشة البحرية الوطنية
استطلاعان فى مجلة العربى . . وكذلك فى المنهل . . استطلاعا العربي يقعان في ٤٣ صفحة مزينة بصور عددها ٥٥ صورة منها ٣٢ ملونة . . واستطلاعا المنهل يقعان فى ٩ صفحات خالية من الصور عدا صورة الكاتب فى الاستطلاع الاول وصورة صاحب المشروع فى الاستطلاع الثانى . . ومع أن الموضوعين لم يردا فى المنهل على شكل ، أو تحت أسم استطلاع فقد اعتبرتهما استطلاعين لانهما كذلك موضوعيا . . وان لم ترد فى المنهل كلمة استطلاع مصور أو غير مصور
٩ - العلم والطب
- فى العربى :
يعنوان : طب وعلوم انت والعلم والحياة صفحة من الطب المصور أتباء الطب والعلم والاختراع طبيب الأسرة
- فى المنهل :
بعنوان : سير العلم وأخبار الزيت
تطورات كبيرة فى عالم الطب أخبار الزيت
هذه عناوين موضوعات متنوعة المعنويات . . تحتوى فى العربى على ١٧ موضوعا موزعة تحت العناوين الاربعة المذكورة وتقع فى ٣٤ صفحة . . أما موضوعا المنهل فيحتويان على ٥ موضوعات تقع فى ٤ صفحات .
١٠ - حول الكتب
- فى الغربي :
( بعنوان : كتب )
نقد كتاب الشهر مكتبة العربى
- فى المنهل :
ليس له عنوان مستقل
صور من الحج فى القرون الماضية كتب وردت للمجلة حول مقال صحيفة بشر بن المعتمر
فى العربى يقع النقد فى ٤ صفحات . . ومكتبة العربى تذكر اسماء الكتب التى وردت الى المجلة عن طريق التقديم . . وتعريف موجز لكل كتاب . . وعدد الكتب التى أهدته للمجلة ٧ كتب . . المنهل يحتوى على موضوعين يقعان فى ٩ صفحاتت أما الكتب التى وردت الى المجلة عن طريق التقديم ايضا فهى ٤ كتب مع تعريف موجز عن كل منها .
١١ - موضوعات اخرى
- فى العربى :
يقع بعضها تحت عنوان : متنوعات
لوحة من الكويت عزيزى القارىء بريد القراء طرائف عربية أنت تسأل ونحن نجيب مسابقة العربى طرائف غربية المرأة فى اطوار الحياة سوريا تحقق الاكتفاء الذاتى من البترول
- فى المنهل :
( يقع بعضها تحت عنوان : بحوث منوعة )
لوحة للمسجد الحرام منهل للجميع بريد القارئ طرائف عربية موجز انباء الشهر شهادة صحية عالمية للعين العزيزية هذه المتنوعات هى ٩ موضوعات فى العربى تقع من ١٧ صفحة . وهى ٦ موضوعات فى المنهل تقع فى ١٥ صفحة .
الخلاصة
وبعد فهذا فهذا استعراض من ناحية الكم لما احتواه العددان من موضوعات . . هي اجمالا ٣٠ موضوعا فى العربى و ٥٠ موضوعا فى المنهل ونستطيع أن نخرج بنتائجه عامة عن المجلتين نقسمها كما يلى :
١ - تتفوق المنهل على العربى من ناحية
الكم فى :
١ - الموضوعات الادبية ٢ - الموضوعات الاسلامية ٢ - الموضوعات التاريخية ٤ - الموضوعات اللغوية ٥ - فى الشعر .
ب - وتتفوق العربي على المنهل من ناحية الكم فى :
١ - المتنوعات - كطبيب الاسرة ، ومسابقة العربى . والعربى الصغير . وانت تسأل ونحن نجيب . وان كان هذا الباب موجودا فى المنهل ولكنه ليس بعنوان مستقل - فنحن نجد موضوعه ضمن بريد القارئ . ولكن اعتقد أن وجوده على شكل باب مستقل يساهم فى خدمة مشكورة هى اكبروضوحا وأكثر فاعلية إذ ان ذلك بلغت النظر اليه ويشجع السائل للسؤال .
٢ - الثقافة العامة الحديثة والموضوعات العربية - وان كانت المنهل تحوى الكثير من الموضوعات الثقافية التى نجدها فى شذرات الذهب بالاضافة الى مكانتها الادبية ثم فى موضوعات لاحظات غير عابرة وفى المقالات الادبية بصفة عامة .
٣ - فى الاستطلاعات . ٤ - فى الطب والعلوم ٥ - فى استخدام الصورة
ج - وتتساوى المجلتان من ناحية الكم فى الآتى :
١ - فى القصص ٢ - فى عدد الصفحات . . فى المنهل ٢٣٢ صفحة وفى العربى ٢١٨ صفحة وفى الحجم والطباعة والورق . . وان كنت أفضل نوع الورق المستعمل فى مجلة المنهل اكثر من الآخر الذي هو اكثر صقلا المستعمل فى مجلة العربى وذلك للاننعكاسات المضرة بالعين التى تنتج عند سقوط الضوء عليه وربما كان سبب استخدامه فى مجلة العربى هو استخدام الصورة الملونة فى المجلة .
أشياء اخرى
من استعراضنا السابق توصلنا إلى نتائج عديدة . . بينها تفوق المنهل على العربى فى بعض الموضوعات من وجهة " الكم . . ومع ان هذه الموضوعات قد بلغت فيها العربى نهاية . فان تفوق المنهل فيها حاصل . . وهنا ايضا تفوق العربى على المنهل من وجهة الكم . . فى موضوعات اخرى منها موضوعات انفردت بها . . ولكن كل تلك الموضوعات التى تفوقت فيها العربى لم تحاول المنهل التطرق اليها بعد . . ثم هناك اسباب وعوامل عديدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار . . ولعل واحدا
من تلك العوامل هو من الاهمية بمكان . بحيث لا يمكن التقليل من تأثيراته الكبيرة وتهيئته لآفاق عديدة . . ويظهر واضحا فى هذه الجملة . . مجلة عربية مصورة - شهرية تصدرها وزارة الارشاد والانباء بحكومة الكويت وهذه الجملة نجدها دائما فى الصفحة الثالثة من المجلة . . اذن فمجلة العربى تمولها دولة وتقوم برعايتها وتيسير كل متطلباتها ، وتهئ لها جميع الامكانات ، وتذلل امامها كل الصعاب . . ثم انها ليست كاية دولة من الناحية المادية . . ونستطيع أن ننظر الى المجلتين النظرة الأكثر عدالة . . ونعطيهما حقهما من الاعجاب والتقدير المبنى على الاسس الصحيحة بعد معرفة العوامل والمسببات ، وحقيقة الوضع وما يوحى به . ويمكن ذلك باستعراض الجملة التالية : مجلة شهرية للآداب والعلوم منشؤها وصاحبها ورئيس تحريرها عبد القدوس الانصارى ) - هذه الجملة تطالعنا دائما فى الصفحة الثانية من المجلة . . اذن فمجلة المنهل يقف وراءها بالتمويل والإشراف والعناية وتوفير الامكانات والمتطلبات شخص واحد . . هو الشيخ الاستاذ عبد القدوس الانصارى . . ومع أن امكانات الفرد محدودة وقدراته مقيدة مهما تكن تلك الامكانات والقدرات . فالمنهل عملاقة فى الموضوع والاخراج والتبويب والطباعة وفى الانتشار والمكانة .
انى وانا اعجب بمجلة المنهل لا اجد فعلا اسبابا اخرى للاعجاب لا أجدها من أسباب اعجابى بمجلة العربى . . ولعل
أحد تلك الاسباب هو الفارق الشاسع جدا بين الامكانات التى تقف وراء العربى والمنهل وانا أرى انه مهما يكن مستوى مجلة العربى ومهما يبلغ فليس هناك ما يثير الدهشة إذا وقفنا على السر . . بل لربما كان كل ما عملته وتعمله امرا طبعيا متوقعا وذلك بالنسبة لظروفها . فالامكانات التى وراءها ) تلك الامكانات التى صرحت اكثر من مرة - مفاخرة - بان العربى هى هدية الكويت لابناء العرب ، يسرت لها استخدام الخبرات الاجنبية واستخدام المندوبين والمصورين وامتلاك أحدث آلات التصوير الضخمة واستخدام الأجانب فى اشغال المراكز الهامة التى يلزم لها الخبرة والمكانة الادبية أو العلمية ، ثم امكانية كبيرة استقدمتها المجلة لرئاسة تحريرها لو استثنينا اعمال هذه الامكانية يمكن أن تتبدل النظرة بسهولية بالنسبة لجانب مهم من الجوانب التى تفوقت فيها المجلة ويمكننا ملاحظة ذلك بسهولة ويسر عند استعراض فهرس السنة المحتفل بنهايتها بالعدد الذى هو احد طرفى هذه المقارنة ، ثم استئجار الاقلام من الاقطار الاخرى . فمجلة العربي وان كانت مجلة كويتية فهى كويتية بالاسم ، اذ لا نكاد نجد اثرا لكاتب كويتى بها الا فيما ندر بخلاف ما هو فى مجلة المنهل ، فالكتاب يكادون يكونون جميعا من التربة الخصبة التى تبتت وترعرعت فيها المجلة - اللهم الا فيما ندر - الامر الذي يمكن اعتبارها به ، وبها مشرفا لادبنا ، بالنسبة للعددين موضوع المقارنة نجد أن جميع ما كتب فى مجلة العربى ليس فيه ما خط بقلم كويتى فى نفس الوقت
الذى نجد فيه ان جميع من كتب في عدد المنهل كتاب محليون ما عدا اثنين أو هم ثلاثة فقط .
ان معرفة الامكانات التى تقف وراء العربى تبرو بدرجة كافية سبب تفوقها فى الاستطلاعات المصورة أو على الاصح تبرز انفرادها بهذا العمل وظهوره بتلك المكانة ، وهو ايضا السبب الذى لا يجعلنا نبالغ فى العجب - أو قد لا يجعلنا نعجب - من تنظيم العربى لمسابقته الشهرية ورصد الجوائز لها ثم من اصدار الملحق " العربي الصغير " ومن أن لها مصورين ورسامين خاصين بها ، ونفس الشئ يمكن أن يقال بالنسبة للأبواب الاخرى كطبيب الاسيرة ، والهدية السنوية التى توزع مع العدد الممتاز وبالاضافة إلى امكانات المجلة المادية الضخمة فان لها دخلا آخر من اعلاناتها العديدة المتنوعة
بقي لهذه المقارنة شئ آخر لتصل الى نهايتها . . وهذا الشئ الآخر هو المقارنة بين المجلتين من ناحية " الكيف " والذي يمكن قوله من ناحية " الكيف . انه بالامكان استعراض نصوص العددين المشار اليهما من المجلتين الواسعتى الانتشار - بل وليس من الصليب أن اتوقع وجودهما ضمن سلسلة أعدادهما السابقة لها لدى كل مثقف او متتبع للثقافة . ولا أبالغ أن قلت : ومن يريد الثقافة ايضا ، وكل ما استطيع قوله عن " الكيف " فى هذا الاستعراض هو انه ممتاز جدا وعلى درجة كبيرة من الكمال والقوة اسلوبا ومعنى بشكل عام فى المجلتين على
السواء ، على افتراض أنه لم يخف على القراء ما نبنته المنهل مشكورة من أقلام شابة كان لتبنيها لها اكبر الاثر فى استقامتها وتقدمها الملحوظ اذ انها أولت ذلك عناية تامة وترحيبا وتشجيعا ملموسا .
الاستنتاج الأخير
لا شك في أن مجلة المنهل ومجلة العربي تقفان بحق وجدارة في قمة مجلاتنا العربية منذ وجود صحافة عربية الى اليوم . واستطيع أن اصف مجلة العربي بانها مجلة ثقافية اديبية مصورة جامعة . . واصف مجلة المنهل بانها : مجلة ادبية ثقافية اسلامية تاريخية متخصصة . والتخصص الذي اقصده تخصص نسبي وكما ان لهذه مجالا تفوقت فيه ، فلتلك مجال تفوقت فيه ايضا . . والاثنتان بصفة عامة في مكان متفوق من جميع الوجوه - وكما قلت من أن تفوق العربي على المنهل كان في أشياء لم تطرق المنهل موضوعاتها الى الآن . . اذ انها كما هو معروف لم تنشأ لمثل ذلك أساسا الامر الذي لا يجعلنا نعتقد ان ذلك قصور او عدم مقدرة على الاصح . واني اعتقد لو أن تفوق العربي على المنهل كان في كل شئ وبدرجة كبيرة جدا مع ثبات الظروف الاخرى فلا يكون هناك مجال للعجب على الاطلاق الا ان السر واضح وهو سبب يبطل معه كل عجب . . ثم ان المجهود الذى يقف وراء العربى مجهود ادارة متعددة الجوانب والاقسام والمسؤولين نظمتها وتدفعها وتجدها دولة من اغنى الدول بخلاف المنهل . . فالمجهود الذي يقف وراءها هو مجهود شخص واحد وهو الذي يمولها
ويشرف عليها . . الامر الذي يزيد من اعجابنا وتقديرنا لهذه المجلة وبالتالي لذلك الشخص . . وتزداد مكانته الشخصية ومكانة لمجهوداته العظيمة . . اذا علمنا ان المعد الممتاز الذي هو موضوع المقارنة تكمل به المنهل عامها المرابع والثلاثين في نفس الموقت الذي يمثل العدد الممتاز لمجلة العربي موضوع المقارنة ، العدد الاول في سنتها الحادية عشرة .
المنهل . . ولغتة وراي ورجاء
اما ما اريد ان الفت النظر اليه فهو الزيادة من الموضوعات العلمية . . بل و الاكثار منها في مجلة المنهل فعصرنا الحاضر عصر العلوم والطب والاختراع . ولابد لنا من مجلة تتابع كل جديد ومثير فى تلك العوامل الجديدة دوما . . والمثيرة على الدوام . . ولا أنكر أن في مثل هذه الدعوة زيادة كبيرة في التكاليف المادية على المجلة . . ولكني أرجو انه بالامكان التوفيق بين المتطلبات والامكانات . . والمعتقد ان بامكان المجلة موافاة القارئ ويصفية مستمرة عن كل جديد ومثير اولا بأول في عالم الطب والاختراع وذلك بالاشتراك في احدى المجلات الاجنبية التي تعني بهذه الامور اذ ان هناك مجلات عالمية كثيرة متخصصة في تلك العلوم وغيرها . . ولا اطلب هنا لامكان الاستفادة من ذلك الاستفادة الكاملة - اضافة قسم للترجمة بادارة المجلة اذ اني اعتقد انه يمكن التعاون مع احدى الجرائد المحلية التي لديد قسم للترجمة أو طلب التعاون مع احد اقسام الترجمة بوزارة الاعلام وعلى سبيل المثال قسم
الترجمة بالاذاعة . . ويمكنني ان اجزم بأن وزارة الاعلام لن تتأخر عن مساعدة هادفة . . اذ ان استحداث قسم خاص للترجمة لا ينكر احد أنه سيضيف تكاليف جديدة باهظة اضافة على ما تتحمله الادارة في سبيل إصدار المجلة بشكلها الحالي . واما الرأي فهو يتعلق بالاستطلاعات المصورة . . فانا أرى ان للاستطلاعات المصورة فوائد كثيرة . . فهي بالاضافة الى كونها تعريفا صادقا واضح المعالم عن موضوع الاستطلاع . . تؤدي خدمة اجتماعية كبيرة - فهي سبب متعة كبيرة للقارئ يجنيها بشكل مضاعف من المجلة بالاضافة الى تثبيت المعلومات . وتتضاعف المتعة اكثر من ذلك اذا كانت الصور ملونة ثم ان الاستطلاعات المصورة تزيد من عدد الايدي التي تتداول المجلة وتحقق بذلك زيادة في الدخل يمكن ان تزيد عن تكاليف الاستطلاعات التي كانت الزيادة بسببها . . وليس معنى هذا أن المجلة غير رائجة الآن ولو تحاملت بقول ذلك متجاسرا والكل يعرفون الحقيقة . . ومنهم اناس في الباكستان والهند وتركيا والصومال وغيرها . . فهي رائجة بلا شك ولكن الذي أعنيه أنها بشكلها الحالي تخص الى حد ما طبقة معينة من القراء وهم المثقفون اكثر من كونها تخص كل القراء . . والاغلبية الكبيرة من القراء هم من الذين تستهويهم الصورة والثقافة العامة . لا شك ان للصورة اثرا كبيرا وعلى سبيل المثال : هناك احدى الشركات الكبيرة التى تصدر مجلة شهرية مصورة قاست باجراء استفتاء بين العمال الذين
يحصلون على تلك المجلة - مجانا - الى أول ما يلفت نظرهم ويتتبعونه في المجلة . . . فجاءت النتيجة ان الصورة هي التي تحظى بالأولوية بنسبة تزيد عن ٩٠ % . وهذا يمكن قوله بالنسبة للعامة . . ثم ان المنهل بطرقها هذا الباب تسهم بعمل جليل له اثره في خدمة البلاد وثقافة ومتعة القراء وهناك أشياء كثيرة جدا يمكن تقديم استطلاعات عنها من مناطق جميلة في ابها والطائف ، ومن أماكن اخرى اثرية ، ومن مصانع . وغيرها كثير مما يمكن أن يشغل عين آلة التصوير ولو كانت تملك عينين ايضا . وأنا لا انكر ايضا ان مثل هذا العمل سوف يكلف المجلة الكثير والكثير جدا . ولكني اكمل رأيي فقد يكون فيه بعض الحل اذ اني أرى انه يمكن التعاون مع مجلة قافلة الزيت بطريقة أو بأخرى وذلك لان مجلة قافلة الزيت تملك المعدات اللازمة ولديها المهارات الممتازة التى تشرف وتنفذ مثل تلك العملية بنجاح تام .
وأعتقد أن شركة ارامكو بالظهران سوف فرحب بهذا التعاون اذ هو صورة من صور الوفاء الاجتماعى . . ولو أن هذا ايضا يتطلب بعض التكاليف وبعض التضحيات فى البداية لكنها خطوة سيكون لها الاثر الكبير والكبير جدا لا نخال ان ابا نبيه يستكثرها على القارئ ولو كلفته بعض الجهد والوقت والمال ولا يستغربها ويستكبرها قارئ مثلي فلا يطلبها من شخص قد وهب القراء الكثير فى المنهل حتى غدى
مفخرة المثقفين السعوديين ، يفاخرون به أمام دول الضاد الاخرى .
وكل الذي ارجوه ان يحظى هذان الاقتراحان بالتفكير والدراسة الجادة من قبل استاذنا الكبير . وبذلك تكون مجلة المنهل أولى مجلات البلاد العربية على الاطلاق .
أما الرجاء فهو رجاء يخص استاذنا رئيس تحرير مجلة المنهل عبد القدوس الانصارى ، ان الاستاد الجليل هو من القلة الذين نفاخر بهم ونعتز بوجودهم وتطمئن بهم بين ظهرانينا ومع أن الاستاذ الجليل هو من أقطاب اللغة والأدب والتاريخ فى بلادنا فاننا نرى مجلته العظيمة تكاد تخلو اعدادها الا فيما ندر من الموضوعات الكثيرة التى يمكن أن يتناولها استاذنا الشيخ فيتوج بها المجلة ويفيد بها القراء . . ان وجود استاذنا الشيخ للمثقفين فيه نصيب ونريد منه أن لا يحرم القراء من فيض علمه ومعرفته وإطلاعه وتتبعاته وتأملانه .
اننى أرجو أن يتوج استاذنا كل عدد بكلمة او مقال يكون بابا ثابتا يطالع القراء كل شهر . . أرجو أن يتحقق ذلك وما هو على استاذنا الشيخ بعزيز
واخيرا بمناسبة استضافة صفحات المنهل الغراء لعرض هذا تحية من الاعماق لمجلسة " السنبلة والريشة والمثلثين الأزرقين " أو بمعنى آخر تحية لمجلة الخير والمعرفة التى هي جزء من منهل عذب رقراق .
ابها

