الحلقة الثانية من (( معارك الاسلام الفاصلة ) للاستاذ محمد احمد باشميل وقدم له وقام بمراجعته وتقويم مصطلحاته اللواء الركن : محمود شيت خطاب
هذه السلسلة فريدة فى بابها . . كتبت باسلوب علمى رائع . . وبروح مؤمنة مخلصة مجددة كل همها ابراز معالم انتصارات الاسلام الدفاعية ضد موجات الشرك والالحاد والاخلاق الوضيعة . . والمنافع الدنيوية الزائفة . . فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم . . ولو ذهبنا نقلب صفحات الكتاب التى بلغت ٣٥١ صفحة فى حجمه الصغير . . لأدركنا اى جهد بذل كلا المؤلف والمراجع فى جلاء سيرة الرسول ، وسمو قيادته الحربية , وثباته وبطولته امام زعازع الاحداث الداهمة كالصخرة الضخمة ما كان للرياح الهوج ان تحركها مهما هبت عليها بضراوة وعنف .
ومعركة احد التى حلل المؤلف حوادثها وملابساتها ونتائجها الايجابية والسلبية ، تعتبر - كما كنت رأيت فى مقالات متسلسلة نشرتها عنها بالمنهل منذ نحو ثلاثين عاما - المعركة الحاسمة الفاصلة . . التى حسمت امر الشرك فى الجزيرة العربية والعالم اجمع ، والتى فصلت بين تاريخين وجسدت روح الاسلام الصبور النامية
الخالدة ، وقضت على نزوات قريش ومن سار فى دربهم من العرب والاعراب المغرورين فى مكافحة الاسلام وعداوته ومزاولة محوه من الوجود . .
واذا اردنا ان نتعمق قليلا فى الكتاب فسندرك انه وضع بين ايدينا دراسات قيمة ماتعة . حلل لنا فيها جوانب هذه المعركة الخالدة فيما سبقها وفيما أعقبها . . وبالجملة انه يعطينا فكرة واضحة مستقيمة بان معركة احد هى (( بنت )) معركة بدر الكبرى . . انجبتها بحكم حب قريش للانتقام السريع لكرامتهم المهدورة ومجدهم المثلوم وفوق ذلك كانوا يخشون كل الخشية ان يعم سلطان الاسلام البلاد والعباد فيتقلص نفوذهم ونفوذ الجاهلية الى الابد . . كما حدث فعلا ولله الحمد والمنة . .
وكما كانت غزوة احد سليلة معركة بدر ونتيجة من نتائجها المباشرة فهى كذلك (( ام )) لمعركة الخندق . . والمعارك التى تلتها . . تلك المعارك التى ظل الاسلام فيها مدافعا عن كيانه ان يهزم او يسحق - حتى فى حالة هجومه وبث سراياه وبعض وبعث جيوشه الظافرة الى اطراف الجزيرة . . فى حياة الرسول القائد الملهم صلى الله عليه وسلم
ان كتاب غزوة احد من خيرة الكتب فى هذا الميدان الكريم ، وانه لقصة مثالية محبوكة واقعية تضافر واقعها وروائعها وتدافع الى الامام مع اسلوب كاتبها المشرق على ان تكون مشوقة وجذابة ، ذات قوة خارقة تدفع المطالع الى استكمال مطالعتها . . والافادة من ثمارها وازهارها . فلو قررت فى الجامعتين والمدارس الثانوية وغيرها لكان من ذلك كسب كبير للفكر السعودى والعربى والاسلامى اجمع . .
ومع ذلك فعمل البشر لا يخلو من بعض
مناحي الضعف والخطأ والسهو . . سواء فى نقل او فى وضع او فى طبع . . وهذا لا يقلل مطلقا من قيمة هذا الكتاب القيم الخالد . ومن ذلك خطأ مطبعى ورد فى الصفحة ٣٤ تصحيحه : ( وان الله على اتقى ما فى هذه الصحيفة ) . . وخطأ مطبعى آخر فى الصفحة ٨٩ وصحته ( والله عليم بالظالمين ) وخطأ ثالث مطبعى : ( بحقة ) ص ١٠٢ صوابه ( بحقه ) وخطأ مطبعى رابع فى قوله : ( فقال القوم ( اى الحرس المحيطين بالرسول ) . . وصوابه ( المحيطون ) وخامس يتمثل فى قوله : (( ونسأ )) ص ٢٠٢ وصوابه : ( نساء ) وتأنيثه ( الخمر ) اذ قال فى ص ٥٨ : ( ولما اخذت الخمرة من رأس نعيم ) . . وقوله عن جبير ابن مطعم سيد وحشى قاتل حمزة رضى الله عنه : (( فاوعده ذلك )) ص ٧٠ اى وعده بالعتق . . وصيغة ( اوعد ) للانذار وصيغة وعد لما يحب .
وتنوينه لصيغة (( خصيصى )) مع انها مقصورة مثل ( حبلى ) و ( رميا ) بتشيد الميم المكسورة بعد راء مكسورة ) ص ٧٥ وص ٢١٢
وقوله فى ص ٨٨ : ( مشفعا بقولهم ) . . وصحته : مشفوعا . . وقوله : ( وهذه نواياهم ) ص ٨٩ وصحتها : ( نياتهم ) وقوله وهو يعرض خط سير النبى ص وصحبه الى ميدان معركة احد : ( فقد نفذ الدليل ) بالمسلمين فى حرة بنى حارثة وبين مزارعهم متجها بهم شمالا صوب جبل احد ، وتاركا جيش المشركين عن يمينه شرقا ) ص ٩٢
وارى ان الصواب انه ترك جيش المشركين عن يساره الى الغرب . . لأن ما يقع بيمينه فى خط سيره ص بالصحابة الكرام كان هو الطرف الشرقى الشمالى من الحرة . . اما معسكر قريش فالى يساره بحيث لا يرونه وهو ماض صوب معسكره
فى اتجاهه الى جبل احد . .
ولا اعتقد ان المسافة التى تفصل بين معسكر جيش النبى ص وجبل الرماة هى ستون مترا فقط . . لابد انها اكبر من ذلك بكثير . .
وقوله : ( بما فيهم قائدهم البطل عبد الله ابن جبير ) ص ١٣٧ وصواب العبارة : ( ومنهم قائدهم الخ ) وقوله على لسان الرسول ص اثناء اشتداد معركة احد بالمسلمين : ( هلموا الى . انا رسول الله ) ص ١٤٧ . . وصيغة ( هلموا ) بالجمع ليست من كلام قريش . . قريش يجعلون ( هلم ) اسم فعل . . يلتزم صيغة واحدة للمفرد والجمع ايا كان . . وذلك كما ورد فى القرآن الحكيم : ( هلم الينا ) . . فى الجمع . .
ومع ان المؤلف اثبت فى ص ٢١٨ و ٢١٩ ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء معركة احد ولا شهداء غيرها من معارك الاسلام ، وانما كان يأمر بدفن الشهداء بثياب المعركة ( دونما غسل او صلاة ) الا انه عاد فى الصفحة ٢٣١ فنقض ذلك . . اذ قال عن قزمان ومخيريق من قتلى احد مع المسلمين ومن غير الشهداء : ( فان النبى ص لم يعتبرهما من الشهداء ولم يصل على واحد منهما ) ومعنى هذا انه لو صلى عليهما لاعتبرا من الشهداء اسوة بغيرهما من الشهداء الذين صلى عليهم . . ويقول فى ص ٢٣٩ : ( اى استقليتها ) وصوابه : ( استقللتها ) . . وكثيرا ما يرد اسم المفعول غير منصوب . . يقول فى - ص ٢٠٤ : ( أقتلنا محمد ) وصوابه ( محمدا )
وختاما ادعو الله جل وعلا ان يوفق الاستاذ المسلم التقدمى الحصيف مؤلف هذه السلسلة الذهبية حتى يسهم فى بعث تاريخ امجادنا الاسلامية حيا رائعا .
الظهران - تعين المستر كارل برنيت مديرا لادارة العلاقات العامة بشركة الزيت العربية الامريكية ( ارامكو ) اعتبارا من ١٤ محرم ، الموافق ٢٥ مايو . جاء هذا التعيين فى قرار اصدره المستر ر . أى . بروم احد
مدير جديد لادارة العلاقات العامة فى ارامكو
كبيرى نواب الرئيس . التحق المستر برنيت بأرامكو قادما الى المملكة العربية السعودية فى فبراير ١٩٥٩ وعين ممثلا للعلاقات فى ادارة العلاقات بالحكومة المحلية . وفى صيف العام نفسه نقل الى الرياض بدرجة مساعد لممثل الشركة فيها ، وفى شهر ابريل ١٩٦٢ نقل الى ادارة العلاقات العامة . ثم عين مساعدا اداريا للمشاريع والتخطيط فى نهاية العام نفسه .
والمستر برنيت من خريجى الاكاديمية البحرية الامريكية وقد تخرج فيها بدرجة مهندس كهربائى فى عام ١٩٥٠ بعد انتهاء خدمته فى البحرية الامريكية خلال الحرب . وفي عام ١٩٥١ قام بدراسات جامعية فى علم السياسة واللغات . ثم انتقل الى القاهرة حيث شغل منصب مساعد الملحق البحرى فى السفارة الامريكية من عام ١٩٥٣ ، كما شغل عدة مناصب هندسية فى البحرية الامريكية قبل التحاقه بأرامكو
