الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "المنهل"

ملاحظات، غير عابرة

Share

- ٣٠٦ -                    بدوي الجبل      كنت وأنا طالب منذ عشرات السنين أفرا « لبدوي الجبل » قصائد رنانة فى رجالات العرب وقطعا حية فى كل باب من أبواب الحماسة والوطنية والثقافة والادب . وبعد هذه المدة الطويلة قرأت له عدة أبيات فى « البلاد » الجريدة الغراء عنوانها ( الكعبة الزهراء ) ومطلعها : -

بنور على ام القرى وبطيب

    غسلت فؤدى من أسى ولهيب

هنا الكعبة الزهراء والوحي والشذا

    هنا النــــــور فاقنى في هواه وذوبى

لثمت الثرى سبعا وكحلت مفلتى

    بحسن كأسرار السماء مهيب

وامسكت قلبى لا يظهر الى ( منى )

    باعبائـه مـن لهفة ووجيـب

فيا مهجتى ، وادى الامين محمد

    خصب الهدى . والزرع غير خصيب

ويا مهجتى ، بين الحطيم وزمزم

    تركت دموعى ، شافعا لذنوبى

وفي الكعبة الزهراء زينت لوعتي

    وعطر أبــواب السماء نحيبى

وأعرف أن بدوي الجبل له فصائد ودواوين قديمة وحديثة ، فهل يحدثنا الاستاذ الأديب والمؤرخ المعروف عبدالقدوس الانصارى بموجز عن هذا الشاعر الفذ وعن حياته ؟..

هذا من جانب ، ومن جانب ثان اتحافنا بهذه القصيدة كاملة ما دامت تتحدث عن أم القرى ؟..

ان فى تحقيق هذا الأمل فائدة كبيرة للقراء ..

- ٣٠٧ -                 شاهد عدل     كل عدالة نفذت فى شعب ما ، وكل انصاف أنعش أمة من الأمم وسملها

بالاستقرار فانها ولا شك مقتبسة من الاسلام ، لأن نصوصه وأحكامه أوجدها رب العالمين وشرف بها محمدا ليبلغها الناس أحمرهم وأسودهم ، قاصيهم ودانيهم وعندما أعرض من أعرض عنها واستطاع أعداء الاسلام افساد من أفسدوا من أتباع دين الله وشريعته العادلة صاروا فى أمر محرج ، وحل الظلم والاضطراب وارتباك الأمن واختلال المجتمعات محل العدل والاستقرار ، ما عدا هذه البلاد « المملكة العربية السعودية » أدام الله مجدها وأعلى منارها ووفقها لاعلاء دين الله ونشر كلمة الله .. أما ما دعانى لهذه المقدمة فهو ما قرأته فى مجلة « الجمهور » اللبنانية ، بعنوان « رأي » للكاتب المعروف « فريد أبو شهلا » الذى كتب ما أملاه عليه الواقع قال فريد : -

رأي ولكم في القصاص حياة ..     طلعت علينا احدى الصحف منذ أيام بتحقيق مصور عن طريقة يتبعها بلد عربى في معاقبة المجرمين بعد محاكمتهم بموجب قوانين الشرع الاسلامى وصدور الحكم عليهم .

ولا تهمنا هوية الجريدة ولا اسم البلد المقصود .. ولا الهدف من النشر اعلاميا كان ام لمآرب أخرى ..

ما يهمنا من الموضوع ردة الفعل التى يحدثها والأثر الذى يتركه عند الناس .

طريقة التأديب هذه وخلاصتها ضرب المحكوم عددا من العصي علنا في الساحة العامة أمام الناس ، هى نوع من الأحكام التى ينص عليها الشرع الاسلامى ، وأهمها قطع يد السارق واعدام القاتل ، وغيرها من الأحكام التى وجدت لتكون رادعا جذريا للاجرام والاستهتار بالقوانين والأنظمة الاجتماعية .

رب قائل : أن روح العصر التى تطورت تتقبل

اليوم بصعوبة هذا اللون من العقاب . على ذلك نرد أن العقاب غاية لا وسيلة ، وكل وسيلة تؤمن غايتها وسيلة صالحة . وليس ضروريا أن تقبل مجتمعات العالم نفس التقاليد ونفس العادات . والغرب الذى يمثل . روح العصر ، لا ننسى انه ايضا مصدر الانحراف الخلقى والاباحية والانفلات الاجتماعى وتفكك الاسرة ، وهو مرتع المجرمين والادمغة الشريرة .. الى ما هنالك من أجواء ترفضها معظم مجتمعات العالم المحافظة .

وحتى في دول العالم « المتحضر » نجد فروقات كبيرة في المفاهيم والتصرفات بين المجتمعات المختلفة . فبينما نرى بلدانا كثيرة قد ألفت حكم الاعدام نجد غيرها ما تزال متمسكة بتطبيقه، كما ان هناك اختلافات في طريقة تنفيذ الاعدام حيث نرى حبل المشنقة والمقصلة والكرسى الكهربائى وغرف الغاز والرمي بالرصاص .. وهى ليست ، في نظرنا ، أكثر انسانية من الضرب بالعصى أو بتر اليد أو قطع الرأس . أ ه .

ان روح العصر لا تتقبل حتى ولا بصعوبة الجلد وقطع اليد وقتل القاتل وردع المجرم والعابث بالناس والمعتدى لأن روح العصر مع الأسف يديرها ويوجهها من ليس من العدالة والانسانية فى درجة يستحق بها أن يسود الانسانية لأن ما يضمرونه من العدل لا يتجاوز اللسان ولا يصدر أبدا عن نفس تحب الخير وتكره الشر .. ولو كان ذلك كذلك لما ألغيت القوانين بالرادعة والأحكام الزاجرة وحل محلها ما أضاع العدالة وجعل المجرم يسرح ويمرح ويكون أنشط ما يكون عندما يخرج من السجن الذى يجد فيه خططا جديدة تدفعه الى مزيد من الاجرام والاعتداء ..

ويقول الصحفى " فريد " : - ونعود الى موضوعنا الاساسى ، ومن زاوية لبنانية ننظر اليه مع شىء من المقارنة من حيث الأبعاد

والنتائج لما يجرى عندنا هنا وعندهم هناك حيث اصطادت الصحيفة المذكورة تحقيقها المصور ..

هناك نسمع ان السنة تمر وتكاد دوائر الشرطة والأمن لا تسجل الا جريمة أو جريمتين . اهـ .

هذا ما يقوله الصحفى وهو : أنه لا تحدث فى السنة عندنا هنا فى المملكة العربية السعودية الا جريمة أو جريمتان ..

والحقيقة ان معدل الجرائم عندنا أقل من ذلك وجل ما يحدث لا يصل الى مستوى الجريمة ولا ما هو فى مسماها انما حوادث طفيفة لا تكاد تذكر ، نجد أن الدافع اليها السير فى ركاب وافد وأجنبى لم يعتد الضبط والحزم وسداد الادارة ... حتى لقد تحدث الي ، مرة ، سعادة الاستاذ مدير شرطة الرياض محمد الهلالى، بأن كل قضية تحدث وينتهى فيها التحقيق نجد ان مرتكبيها أو المحرضين عليها من غير أبناء البلاد ..

ويستمر الاستاذ الصحفى فريد أبو شهلا فيقول : -

ونسمع انهم عناك ينامون وابواب بيوتهم مفتوحة ومن الناس مطمئنون على أموالهم وأملاكهم وعيالهم وارواحهم !..

وهنا لا يمر يوم واحد الا وتحفل سجلات الشرطة وصفحات الجرائد بأخبار الجرائم الموصوفة والاعتداءات المشينة وهتك الاعراض وخلع الابواب والسطو على الاموال والارواح . اهـ .

نعم يا أستاذ أبو شهلا ، ننام بملء جفوننا وأبوابنا مفتوحة ولا نخشى الا الله.كل منا يذكر قول لص لزميله الذى هم بالسرقة والعبث بممتلكات الناس .. كيف تقدم على ذلك وفى الارض مرية وفى الجو برقية؟

والمرية هى القبيلة المعروفة بدقة القيافة ومعرفة الأثر (١) .. والبرقية لا تحتاج إلى ايضاح ..

ثم يقول فريد ، فى أولئك الذين يعبثون فى دول أخرى ويعيشون فسادا فى الناس ما يلى : -

لا فرق بين المكانين لأن الدين داخل السجون من المجرمين والمعتدين والقتلة وان كان محكوما عليهم بالاعدام فهم ومن كانوا مثلهم خارج السجون مطمئنون هانئون راغدون بعيشهم بل ويهددون أيضا عبر القضبان . متسلحين بمن يحميهم من اهل النفوذ وفي اضعف الحالات متسلحين بــــ " ضمير " الدولة . هذا « الضمير » الذى سبق التعبير عنه بتهرب المسؤولين عن تنفيذ احكام الاعدام .. هذا « الضمير » الذى يتقبل جرائم الخطف والنهب والسفك والذبح ويرتجف أمام التوقيع على ورقة لانزال عقوبة .

ثم يختتم فريد أبو شهلا رأيه معرجا على بلادنا فيقول عن أمنها والعدالة فيها ما يلى :

هناك يعتبرون ان الذى يبيح لنفسه حياة أو أموال او كرامات الآخرين من حق المجتمع عليه ان يعامله بالمثل .

والعقوبة العلنية تظل اشرف وأكثر فائدة من حيث الردع والعبرة للآخرين من الخبث في تنفيذ الأحكام بين أربعة جدران في ساحات السجون أو في غرف الغاز والكهرباء المقفلة .

ولكي يصح القول الشريف : « ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب » يجب أن يرى المرء القصاص بعينه فيتظ ويرعوى .                انتهى

نعم يا استاذ فريد ان فى القصاص حياة للناس .. ولكن اى ناس ؟! انهم الذين يستشعرون الرسالة المحمدية ، رسالة السماء الى الارض .. رسالة الله التى ردعت أبالسة الناس وكبتت ظلم الظالمين وجعلت من المسلمين دعاة للخير وعنوانا للعدالة وسيوفا باترة تقضى على العابثين بالناس .. وجعلت من الهداة المصلحين أداة لاصلاح المجتمعات لكى يتوافر الاطمئنان وتعم الدعة .. ويسود الاستقرار ويأمن الفرد فى سربه وبيته وأسرته على ماله ونفسه وأهل بيته .

وأخيرا شكرا يا - فريد أبو شهلا - على صراحتك التى ما نطقت بها الا جهرا بالحق وتأييدا للعدالة ومناداة لحرب لا هوادة فيها على أولئك اللصوص والأشرار الذين لا ضمائر لهم ولا احساس يتعطشون للدماء والقتل وتدمير الأخلاق وهدم الشريعة الالهية التى بها حياة الناس وامنهم واستقرارهم .

- ٣٠٨ -              الاطفال والتقليد    أحد أبنائى وهو فى الثامنة من العمر فزع الى يوما وقال : هل يذبح الابن أباه وأمه ؟ فعجبت لهذا السؤال .. وقلت له: لا ، لا يمكن أن يقتل الابن أباه وأمه لأنهما اللذان ربياه وكانا سبب وجوده .. وقلت له شيئا كثيرا .. لكنه أصر على السؤال وقال : ان الابن يذبح أمه وأباه . فقلت مرة ثانية : لا ، لا يمكن أن يقتل الابن أبويه .. وأردفت: وما معنى سؤالك ؟ ثم من أين تسنى لك أن تستوحى هذا السؤال؟! فقال أنظر هذه ( وأرانى مجلة قديمة لها أكثر من ثمانى سنوات بها صورة لطفل

مع تفصيل الخبر ، والمجلة عربية ، والخبر من أمريكا ) فوقفت أمام ما حكاه لى ابنى الطفل مندهشا .. وانعقد لسانى عن الكلام ، وما كدت أجيبه ، ولكنى تحاملت على نفسى وكلفتها الجواب ، وقلت له : يا بني ، ان هذا الطفل شقي وسيء التربية ولم ينطبع بطابع الأدب والخلق والطاعة ..

ثم أردفت قائلا : كل ابن لا يصلي ولا يطيع ربه ولا يسير على الفضيلة ولا يحترم أبويه يكون سيئا وعاصيا مثل هذا الشاب القاتل ..

ثم سألنى : وهل سيقتل ؟.. قلت له : نعم .. وسيكون عبرة لمن اعتبر .. وزدت على هذا أن جميع الأطفال فى جميع أرجاء البلاد كرهوا هذا الطفل القاتل واعتبروه شيطانا مريدا ..

واننى أرغب فى أن انقل الخبر الى القراء مفصلا .. لكي يسعوا جهدهم فى تربية أبنائهم وتقويمهم وان لا يسمعوهم قصص الاجرام، واذا سمعوها فليستهجنوها وينبذوها ويشنعوا بها لتكون لديهم مكروهة وكذلك الاخبار الاجرامية والبوليسية والمغامرات .. واليك الخبر :

نظر الآباء في جميع أرجاء امريكا في ليلة من ليالى الاسبوع الماضى الى اطفالهم نظرة حائرة قلقة .. كانوا يتساءلون : هل يستطيع طفل عادى صغير في الثامنة من عمره أن يقتل أباه وأمه أثناء نومهما ؟

فمنذ أسبوعين وقعت جريمة فظيعة راح ضحيتها الدكتور ملفين نايمر وهو في الحادية والثلاثين وزوجته ، وهى ايضا في الحادية والثلاثين . وكان يبدو ان مجرما اقتحم بيتهما القريب من مدينة نيويورك ليلا وارتكب جريمته .

وقال ابنهما « ملفين دين » - وهو طفل في الثامنة

في وجهه نمش - عندما ساله البوليس عن الحادث ، انه استيقظ عندما هم رجل يرتدى قناعا أبيض بخنقه ، فصرخ الطفل مستغيثا بوالديه فاقبلا بسرعة ولكن المجرم طعنهما بخنجر .

وقبل ان تموت الزوجة « لوجين نايمر » متأثرة بجراحها قالت للبوليس : « ان الجانى كان طويلا .. في مثل طول زوجى .. وفي مثل قوامه » .

واحاطت بالطفل « ملفين دين » موجة عارمة من العطف بعد ان اصبح يتيما ، وقد رحل الطفل ومعه اخوه الذي يبلغ عن العمر سنتين واختهما وعمرها خمسة اشهر الى أقاربهم في قرية أوريم بولاية أوتاه .

وطال التحقيق وتشعب . وسمع البوليس أقوال أكثر من ألف شخص . ولكن التحقيق لم يسفر عن شىء .. فلم يكن هناك أى دافع لهذه الجريمة .. فالبيت لم يسرق ، ولم يكن للطبيب وزوجته أعداء على الاطلاق .

وكانت علامة الاستفهام الكبيرة هى كيف دخل الجانى إلى البيت ؟.. وظل البوليس يسأل « دين » الصغير المرة تلو المرة لاستجلاء هذه النقطة ، وكان العقل يدل في كل مرة برواية مغايرة لشهاداته السابقة ويرتب تعاقب الحوادث بصور مختلفة .

وهنا بدا شىء خطير أثار اهتمام المحققين ، وهو من الطفل ثم يكن يبدى أى تاثر او انفعال لموت والديه ..

وجاءت المفاجأة الكبرى في الأسبوع الماضى عندما أعلن المدعى العام ان الطفل « دين » هو المتهم الاول ! وصرح بأن الطفل قد أعترف بجريمته قائلا : « لقد ذبحت أبى أولا .. ثم أمى » .

وقال الطفل أنه فكر فى قتل والديه عندما كان راقدا في فراشه قبل الحادث بعدة ليال وفي ليلة الحادث كان يقرأ مقالا فى مجلة « أيرا » عنوانه : « رأيي في أبى » ... وكان الى جوار المقال اعلان به صورة يدين كبيرتين تقشران تفاحة بسكين ..

وكان مع الطفل وهو يقرأ خنجر الكشافة فوضعه داخل المجلة . ثم تسلل في الظلام الى المطبخ وأحضر سكينا ... وتسلل الى غرفة والديه وقتلهما .

ووقف البوليس حائرا امام كلمات الام الاخيرة التى أدلت بها للبوليس قبيل وفاتها . هل كانت الام ، حتى بعد الجريمة ، تريد أن تحمى ولدها ؟!.

وعلى الرغم من الاعتراف ، فان دين لم يعتقل ، وانما فحصه معالجون نفسيون في مركز الصحة العقلية ، واتضحت حقائق كثيرة عن الجو الذى عاش فيه ، فقد كان والداه سعيدين لا يتشاجران أبدا ، وكان « دين » طفلا سعيدا الى ان انتقلت الاسرة من أوريم الى ستاين أيلاند قرب نيويورك منذ شهرين ، فقد كان يحب بيته القديم وجيرانه .. فلما ترك هذا الجو الحبيب الى نفسه الى محيط آخر غريب عليه لم يألفه ... نفر منه ومرتكب هذه الجريمة .

وسيعرف المعالج النفسى حقيقة هذه القصة عندما يجرى أهم تجربة .. وهى وضع دمية وسكين بين يديه .. ورؤية رد الفعل عند الطفل ! انتهى

وعلى الرغم مما يقول المعالج النفسى من أن أبويه لم يتشاجرا .. وان الطفل سعيد فحقا انها لجريمة وأى جريمة نكراء .. ولكنى أعزو ذلك الى ما يراه من الافلام التى فيها مغامرات وقتل وفتك ولا ريب ان التليفزيون - وهو شىء عام فى امريكا - يوحي بمثل هذه الامور .. والطفل من طبيعته التقليد .. والتقليد فى الشىء الصغير والكبير .. فذبح طائر وقتل انسان فى عرف الطفل شىء واحد .. واعرف وانا صغير منذ اربعين سنة ان قصة تحكى فى زمننا وابى وامى وابناء البلد يعرفونها تتمثل بان اطفالا راوا الأضاحي تمسك بقوة وتجمع يداها وراسها ... ثم

توضع على الارض ويمسك بها اثنان قويان ثم يقدم عليها آخر ويذبحها .. واثر هذا الذى راوه فى نفوسهما وبعد برهة وجيزة اتفق الصبية مع بعضهما ليذبحا طفلا آخر بموافقة منه لأنه لا يدرى للقتل معنى حيث اقنعه الصبية بأن الأضحية يقال بها كذا وكذا ... واحضر احدهما السكين من المطبخ واجتمع الصبية وقبضوا على الصبي ورصوه على الارض وشرعوا فى ذبحه ... ولما أحس الطفل بالألم حاول التحرك ولكن الصبية كثيرون ... وهم بالقيام فلم يتمكن حيث اشتد مسكه مقلدين آباءهم فى ذبح الأضحية والشدة في قبضها لئلا تتحرك .. وأخيرا مات الصبي .. والاطفال يضحكون ..

وعلى هذا تنتهى القصة الاولى والثانية فعلى الآباء ان يوجهوا ابناءهم وان يحفظوهم من هذه التمثيليات والمغامرات سواء فى أفلام ام فى قصص ام حكايات .. ونحمد الله على ان تليفزيوننا فى بلادنا في غاية من التنظيم والنزاهة يشرف عليه رجال واعون لا ينقلون على شاشته الا مشهدا من مشاهد الفضيلة وداعبا يحارب الرذيلة .. ولا يصور على وجهه الوضاء الا ما يفيد ويجدى ويسن للشباب طريق الخير والارشاد وسبل الهدى والاسعاد ، فجزى الله دولتنا خيرا ووفقنا إلى ما يحب ويرضى .

- ٣٠٩ -               الخيول العربية     تقول احدى صحف ألمانيا الصادرة باللغة العربية ما يلى :

الخيول العربية الأصيلة استمتع هواة الخيول في المانيا واوروبا في هذا

الشهر بعرض نادر للخيول العربية الاصيلة الموجودة في المانيا الاتحادية والخارج . كان العرض بمناسبة مرور ١٥٠ عاما على انشاء مركز مارباخ الشهير لتربية الخيول ذات الدماء العربية الخالصة في ألمانيا .                                                  انتهى

كدنا نهجر الخيول ، كما هجرنا القلائص لولا نبضات بدأت .. ولولا حركات ناجحة فى بعض الأندية والدوائر .. الا ان مما  شرفنا ورفع رؤوسنا عاليا ما رأيناه فى الحفلة الرائعة التى اقامها الحرس الوطنى « سلاح الفرسان » حيث لمسنا تدريبات نادرة من سلاح الفرسان تذكرنا بالأقدمين الأوائل وتجعلنا نعلم تمام العلم ان العربى الفارس لا يزال يجرى فى دمه حبه للفروسية وان العربى الفارس لن يهجر فرسه كما هجر قلوصه .. والذى اخافه ويقلقنى أن يلتفت الغربى الى توليد وتنمية الخيول العربية كما يفعل الالمان والانكليز والامريكان وغيرهم .. ونظل نعتمد على السيارة الغربية ..

ان الخيول العربية هى التى كان لنا منها فيما مضى متعة وعزة وقوة .. وهى كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بطونها كنز وظهورها حرز » .

ولنجعل هذا النبأ الذى علقت عليه ، على البال ، فنبادر الى احياء مجد الخيول وتنميتها لئلا تكون الدول الغربية أسرع الى تنميتها وأكثر سخاء فى تربيتها منا .. فاحسن الخيل فى بلادنا ، ومنابتها فى صحرائنا ، وأصلها فى أرضنا .. ولا نريد أن يقتصر تنمية الخيل على ناد واحد بل نريد ان يشترك أكثر عن ناد فى هذا المجال وانا لمنتظرون .

- ٣١٠ - المسلمون والمسيحييون في لبنان    الاخاء الصادق بين فئات لبنان يمثله التعاون الوثيق بين المسلمين والمسيحيين وهما أى « المسلمون والمسيحيون » القوة الضخمة فى لبنان .. ونجدهم فى جميع المجالات يدا واحدة .. ولا أدل على ذلك من أن المسجد والكنيسة فى لبنان يعيشان جنبا الى جنب .. وان المسيحى تجاه المسلم لا يبخل بالتخلي عن كل ما فيه القوة والمنعة وتحقيق الفرض التعبدى للمسلم الذى يسعى لعزة دينه بماله وجاهه ويده ولسانه .. وقد قرأت خبرا فى « الحياة » أعجبنى كثيرا ووقفت امامه في اكبار وتقدير للشيخ بطرس الخورى الذى تبرع لجامع الأمين بمبلغ سخي ..

يقول الخبر : -    اعلنت مؤخرا جمعية محمد الامين انها تمكنت من مشترى معظم حصص المالكين في العقارين المجاورين لجامع محمد الامين الحالى بساحة البرج ولم يبق الا حصص الشيخ بطرس الخورى والسيد ودقيق نصوح زنتوت .

ومنذ اسبوع جرت مقابلة بين الرئيس عبدالله السلفي والشيخ بطرس الخورى ورئيس الجمعية الدكتور محمد خالد وتباحثوا بامر حصص الشيخ بطرس الذى رغب فى هذا الاجتماع، فى ان يقدمها كهبة لصالح الجامع .

وقد جرى امس تفريغ ملكية الشيخ بطرس الخيرى في هذين العقارين الى جمعية محمد الامين بحضور الدكتور محمد خالد والحاج محمد حسونة أمين الصندوق وكمال الطويل أمين السر والاستاذ شفيق أبو ظهر كاتب عدل بيروت .

وقد أشادت الجمعية بمروءة الشيخ بطرس الخورى والسيد وفيق زنتوت .               انتهى

تحية لك يا بطرس ومرحى لهذا التعاون بين الطائفتين الكبيرتين فى البلد العزيز لبنان .. والى الامام فى تعاون أشمل وأعم ..

( وتعاونوا على البر والتقوى ) .. وصدق الله العظيم فى قوله فى كتابه : ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا ، الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون ) .

اشترك في نشرتنا البريدية