-٢٠٨- عمسا ٥.٥ فود عوجان .
فود عوجان وبفتح العين واسكان الواو مثل دارج قلما يجهله انسان فى نجد ولا يزال على كل لسان ويضرب مثلا من يحتضن أحدا بدون تجربة ولا بحث ثم ينساق معه فى نفعه وثقته فيه فتنعكس عليه نكبة وكارثة وشرح المثل هو أن عوجان بن نشنوشي قدم إلى بلد مما فأكرمة أميرها وزوجه ابنته فأنجبت منه أولادا وعندما شبوا وكبروا سقطوا على جدهم ققتلوه وتولوا مكانه فضرب المثل : فود عوجان ونقلا عن الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز . انتهى .
هذه القصة تعطيك دليلا علي أن أصالة المنبت وعدالة المبدأ أن تتحراهما في كل انسان تود صحبته وترغب في مصاهرته وهذه القصة وأمثالها خلاصة أمثال ، كانت لدينا في هذه البلاد نتمثل بها ولا نعرف معناها مع أن أفعالنا يجب أن نعرفها شكلا وكيفا
-٢٠٩- النجديات
النجديات ، قصائد عرف قائلوها بأنهم عاشوا في ربوع " نجد " وتجولوا في رياضها المعشبة ، وأرضها الخصبة ، إذا حل الربيع واهتزت أشجارها ومالت اغصانها وفاح نوارها . . فليس مثل تلك الرياض جمالا ، ومن ذا الذى يرى " الخفس " وما جاوره من رياض كثيرة ؟ . . ومن هو الذي يتجول فى الخفيسة ، تصغير " خفس " و " مطربه . وزلعاء ودابان " و " صبحا و الشحمة و السوط " و " المنسف و الشوكى " و سدحاء و السبلة و الزغيبية " و المعية " . . من ذا الذى يرى مثل هذه الرياض والفياف ولا تنطلق شاعريته ويتغنى بقوله :
سلامي على نجد ومن حل في نجد
وان كان تسليمي على البعد لا يجدي
أأن هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فتن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكى الوليد ولم تكن
جزوعا وابديت الذي لم تكن تبدى
وذلك الذي يقول عند مغادرة هذه الرياض :
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار
والوار ، والقيصوم ، والشبح ، والخزامي ، مما يجذب ذوى الاحساس بالجمال أن يقفوا عند رياض نجد وتلاعها . . فيصوروا مشاعرهم في قصائد تفيض بالشاعرية الخصبة والمعاني العميقة التى تستحق الاجلال والاحترام والتقدير والرواية والحفظ .
اذن فاننا نعذر " ابن خلدون " المؤرخ الشهير والعربى الاصيل والعالم الجليل اذ
يتغننى ببلاده وأرض آبائه وأجداء فيقول:
يا أهل " نجد " وما نجد " وساكنها
حسنا سوى جنة الفردوس والعين
أعندكم انني ما مر ذكر كمو
الا انثنيت كان السراح تثنيني
أصبوا الى البرق من أنحاء أرضكمو
شوقا ولولاكمو ما كان يصبيني
فما أجمل " نجدا " في هذا الربيع لهذا العام ١٣٨٩ ه وقد اكتسب وهاده ونجاده وهضابه وأغواره بربيع زاه نراه مزهوا ناضرا في رياض الدوادمي والقويعية والقصيم وحائل والمجمعة وسدير وحريملاء وثادق والافلاج والحوطة ووادى الدواسر وغيرها . انه نعمة من الله لعباده . . وليت وزارة الاعلام صورت منه أفلاما لعرضها على العالم ليروا رأى العين لماذا انطلق الشعراء فى وصف ربيع " نجد " ولماذا تغنوا فيه وفيها ؟
حينئذ ندرك العظمة فى تلك الربوع ونرى الجمال في تلك المغاني ، ويحفز ذلك أولئك على زيارة بلادنا سواحا . .
انها المملكة العربية السعودية جمعت قداسات وأمجادا وجمالا وآثارا ، تراها في مكة المكرمه والمدينة المنورة والرياض وبريدة والطائف وعنيزة وحائل والمجمعة والدمام والثقبة والجبيل وما حولها من الرياض والغياض التي اكتست جمالا وحلة فضفاضة من الحسين والبهجة لا مثيل لها فى أى جزء من العالم .
- ٢١٠ - ذكاء الشيخ " قرناس " ابن عبد الرحمن القرناس
الشيخ قرناس ، أحد القضاة الاذكياء الذين يضرب بذكائهم المثل . . فيقال :
* أذكى من قرناس " . . و " قرناس" أحد قضاة " الرس " المدينة الكبيرة فى القصيم وهو قاضيها وفي عهده حدث حصار " الرس " من لدن ابراهيم باشا عام ١٢٢٣ ه فيما أظن وقصة هذا الحصار معروفة فى التاريخ..
أما ذكاء قرناس " فمن قصصه الشهيرة فى ذلك أن أميرا من أمراء خبوب بريدة - بضم الخاء - جمع " خب " - بفتح الخاء وهي كل فرجة واسعة بين كثبان الرمل ويكون في هذه الخبوب عادة مزارع وقرى
نعم ان هذا الامير كان لديه وافد اعتاد البقاء عنده أياما وقد تكون مستمرة أحيانا شهورا وقد أتى من بلد مجاور " للخب " - بفتح الخاء - وكان الامير يثق فيه بحكم بقائه بجواره وان لم يجربه في معاملة أو مهمة وكان لدى الامير نقود متوافرة ، وأراد بصورة مستترة أن يستعملها ويستثمرها في المداينة ، ففاتح الامير هذا الضيف الذي يقيم عنده فى أن يعطيه المال ويوعز للمواطنين فى بلدته أن يستدينوا منه إذا شاءوا من غلاتهم في الحبوب والتمور فوافق الضيف على ثلث الربح ، أما الثلثان ورأس المال فللامير أما الامير وهو الذي لا يحب أن يعلم مواطنوه بأنه صاحب المال فقد عمد الى حيلة بارعة حيث كان المواطنون من قريته عنده فى مناسبة ومن بينهم هذا الضيف ، فالتفت الى ضيقه وقال له : ألا تستعمل ما لديك من المال فى انعاش الملاحة في " خبنا " ؟ فقال الضيف: لا بأس ولكن من هو الكفيل ؟ فقال الامير : اننى كفيل بأن يسدد الدائنون الدين فقال الضيف : قبلت . . ونقده الأمير الاموال . .
وبدأ الضيف في كتابة الصكوك على الفلاحين :
وعندما حانت الثمرة وكان التوفيق حليف الفلاحين ، فسددوا للدائن دينه ، وأراد الامير دفع ثلث الربح وأخذ الباقي لكن الضيف أنكر أن له علاقة بالامير أو أن الاموال له ولا لأحد فيها شركة
وتنازع الامير والضيف عند كل من قاضي " بريدة " و عنيزة " فلم يجد القاضيان بينة عند الامير لان الصكوك كلها باسم الضيف .
قعاد إلى " خبه " كئيبا . . فقيل له : لم لا تذهب الى الشيخ " قرناس " قاضي الرس ؟ فقال : ان العلم واحد والمصدر هو الشريعة ، ولا يمكن أن يصل " قرناس " إلى ما لم يصل اليه قاضيا بريدة وعنيزة . فأكد الناس على الامير أن يتقاضيا عند الشيخ قرناس.
فذهب الامير اليه وعرض الامر عليه . . فقال : ان الامر بسيط والتي سيظهر لك أو عليك .
وأرسل للضيف والأمير ما - وحضرا للخصومة ، فسأل القاضي قرناس الامير ثم الضيف ووجد انكارا من الضيف وادعاءا من الامير ، لكن قرناس " لا حتى الضيف بالسؤالات ولما لم يجد سبيلا إلى الحقيقة الواضحة قال " قرناس" مر عندي ، فنادي أحد كتابه وقال : بحيث يسمع الامير والضيف : ان لى أصدقه متى الجن أستطيع الاستعانة بهم في مثل هذه الحالة ثم أحضر كاتبه وأملى عليه رسالة غريبة السنى والاسماء فجعلها الى صديق له من وأسماه اسما غريبا يلفت النظر وذكر منكرة ذهل لها الضيف ثم قال فى الرسالة لصديقه الجني : ان فلانا وفلانا حفي بينهما اتفاق فى مكان كذا وكذا بالحقيقة . . واستمر في الرسالة واتفق فيها . وقال
وعندما سار الرسول لتحقيق اوامر القاضي قرناس وكاد أن يختفي عن الانظار امتقع الضيف وقال للقاضي
" ان فضيحتى عند الأنس كافية ولا أريد العار والسنار عند الجن أيضا ، ولهذا فانني أرجو من القاضي أن يرجع الرسول والرسالة وسأعطيكم الحقيقة".
فأمر القاضي الرسول فعاد واعترف الضيف بانه أخذ المبلغ من الامير على اتفاق أن يكون له ثلث الربح وانه يعتذر ويطلب العفو فطلب القاضي حرمانه من الربح الا أن الامير لم يرد شيئا ليس له ولم تسمح نفسه بأخذ المبلغ في الربح القابل أعطي الضيف ثلث الربح وأخذ المال وثلثي المكسب .
هذه خلاصة القصة نقلتها من فضيلة الشيخ عبد العزيز الرشيد رئيس هيئة التمييز .
وما من شك في أن القاضي الذي يتصف بالذكاء ويكون لماحا وقاد الذهن قد لا يصل الى ما لا يمكن الوصول اليه . .
والقاضى "قرناس" يدرك أن الجن ليسوا أصدقاء ، لأحد ولا يمكن الإستعانة بهم ويدرك أيضا أن كثيرا من الناس لا تنطلي عليهم هذه الحكاية . ولكنه تفرس في أحد الخصمين سطحية وعدم ذكاء فرأى أن فكرة الجن فكرة ناجحة. . ولهذا فقد أتت أكلها . .
وهناك شخص آخر مشهور بالذكاء الجاد والفراسة العجيبة التى تصل أحيانا إلى أنها يكاد تكون معجزة . . وهذا الشخص
بضم القاف وفتح النون فى بريدة منذ ٣٠ عاما احد اخواننا ففى بريدة يعطينا بعض المعلومات عنه وعددا من القصص الغريبة
-٢٣١- الرى والتنمية الزراعية
قالت الرسالة الالمانية ما يلى :
ستساعد جمهورية المانيا الاتحادية فى تنفيذ مشروع جديد للرى في وادي هاجرنا بالقرب من سوق الخميس وذلك بتقديم قرض للجمهورية التونسية قدره ٥ ملايين من الماركات . وستقوم الشركات الالمانية بتخطبط نظام الرى وانشاء محطات الضخ فى المنطقة ، سيقوم الخبراء الالمان - في اطار معونة التنمية التكنيكية فيما بعد بتطوير تربية الابقار في المنطقة ، وتدريب الفنيين التونسيين على الاعمال الفنية المتخصصة .
وتبلغ التكاليف الاجمالية للمشروع حوالى عشرة ملايين من الماركات ، وينتظر أن يؤدى المشروع بعد تنفيذه إلى زيادة قيمة الانتاج الزراعي في المنطقة من مليون الى حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون من الماركات ، انتهى ،
ان لدينا مصادر للمياه وأرضا صالحة ومالا جما لو استعملناه في الاستعانة بخبرة الالمان في الري وتخطيط . نظام له ليكون لدينا الانتاج والاستفادة من مياهنا ولنقتدى بتونس واستعانتها بالالمان لا سيما ولدينا مناطق في مسيس الحاجة لهذه الخبرة ، كبريدة والقصيم على العموم في مساحة لا نقل عن ألف كيلو متر في مشقه ومثل وادى الدواسر والسليل والأفلاج وتيتماء وجازان ، وسدير وغيرها ينتظر مثل هذه الخبرة والخبراء . جمل والامل كبير في أن ينظر معالى
غير سارق ولكنى ساستدل بهذه المرآة حيث سترى وجهك فيها كالعا . . أما إذا كنت . السارق فسيبدو فيها جهك منفخا . . وكانت المرآة ذات وجهين وجه يعطي المنظر الحقيقى ووجه يكبر المنظر عدة مرات وكان السارق لا يعلم شيئا عن هذه المرأة ذات الوجهين فرأى وجهه فى المرة الاولى عاديا أما بعد أن تمتم الشيخ سليمان بالقراءة وأراه الوجه الثاني فقد رأى وجهه منتفحا بصورة مذهلة ! فما كان من السارق الا أن اجش بالبكاء واعترف بالسرقة وعين موضع وجودها .
- ٢١٤ - الرحلات . .
قالت احدى الصحف الالمانية :
خرجت من هانوفر بعثة علمية المانية في رحلة علمية خطيرة فى نفس الوقت لدراسة الصحراء . تتكون البعثة من اربعة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة هانوفر وواحد من طلبتها . وتقول ايضا :
وينوى البحاث الاربعة الذين نطلقوا في رحلتهم الطويلة في سيارتين من طراز . لاندروفر ١٠٩ . ان يقطعوا الصحراء الكبرى بأكملها عرضا لياخذوا نماذج من مختلف النباتات التى تنبت بها ، ولد والتربة في مختلف المناطق ، وتصوير كل مظاهر الصحراء في المناطق التى يمرون بها . وتقول ايضا :
فان الهدف الاول والاخير من هذه الرحلة العلمية هو بحث امكانية زراعة واسكان بعض المناطق الصحراوية التي لا تزال خاوية من السكان ولم يستفد منها زراعيا حتى الآن .
وتضيف الجريدة قائلة : وقد بدا طريق البعثة من ساحل العاج ثم اتجه
الى اقصى بقعة في جنوب بلاد النجر . ليقطع بعد ذلك عرض الصحراء . في رحلة طولها ٢٠٠٠ كيلومتر . وقد تزودت البعد لهذا الطريق الصحراوي الطويل المحفوف بالمخاطر والصعاب ، ب٥٠ خزانا للبنزين و ٢٠ خزانا لمياه الشرب ، كما ستظل السيارتان مرتبطتين طوال الرحلة عبر الصحراء باتصال لاسلكى دائم.
وينتهي المقال بما يلى :
اما تمويل البعثة وتغطية نفقاتها فقد سانده اتحاد البحث العلمي بتقديم مبلغ ٣٥٠٠ مارك .
والذي يقف أمامه القارئ : ١ - الصبر والجلد على الرحلات في الصحراء التى لا أنيس بها الا الوحوش ، ٢ - ترويض الدكاترة على الخشونة والتقاء الطلاب معهم في هذا المضمار ، ٣ - تمويل اتحاد البحث العلمي للرحلة وصرف هذا المبلغ لهؤلاء الباحثين . . ونستنتج من هذا . . اننا ونحن أبناء العرب الاشداء لماذا تخلفنا في ميدان الرحلات والاستكشاف . . ان هنا أمكنة جديدة بالبحث فعندنا صحراء شققتها الطرق المعبدة بالاسفلت ويسيطر عليها الامن وتكمن فى صحرائها الخيرات والمعادن وعلى ظهرها الغابات الشائقة وفيها الامكنة الحلوة والمناظر الجميلة والاراضى الماهولة وغير المأهولة فهل جال فيها شبابنا ؟ وهل تحمل المشاق متعلمونا وطلابنا ودنوا معلوماتهم لتكون نبراسا للعاملين ودليلا للخبراء لنستفيد من أرضنا وخيراتها . . ولئلا يكون الافرنج احسن منا نظرة نحو بلاد الغير وأعمق منا تفكيرا فى أرض غير أرضهم كأولئك الالمان الذين قطعوا ألفى كيلومتر في الصحراء الكبرى في بلد غير بلدهم وصحراء لا يعرفونها الا على الخارطة . . ان طلابنا ومتعلمينا مطلوب منهم مثل هذه الدراسات في بلادهم فهل يتم ذلك ؟ .
- ٢١٥ - ناحرة
فى مقال للاستاذ الاديب عبد القدوس الانصارى فى قافلة الزيت المجلة السعودية الجميلة اخراجا وتنسيقا استطلاع عن " الصويدرة ، المنطقة المجاورة للمدينة المنورة والواقعة على الطريق الممتد بين المدينة والقصيم قال الاستاذ الجليل فى أثناء المقال القيم كلمة لغوية هى : " ناحرة " . . حيث اتجهت الى مشرق الشمس وهكذا تقول العامة في نجد فالبادية والحاضرة تقول : انحر كذا أى اتجه واذهب . . وفلان نحر كذا والقافلة ناحرة كذا وكذا . . هذا ما تقوله العامة . فهل للاستاذ الاديب أن يحلل هذه الكلمة ويشرحها ويوضح مصادرها وتعريفها . .
أما المقال عن الصويدرة فهو جدير بالقراءة كما ان على الجهات المعنية بالتاريخ أن تنظر في الصويدرة وابراز معلومات عنها مبنية على الدراسة والخبرة .
- ٢١٦ - حقا . . ان ما زاد عن حده انقلب الى ضده !
تقول احدى الصحف من المجاملة:
مجاملة الناس شئ ضرورى ولكن المجاملة التى تزيد على دودها تنقلب فى كثير من الاحيان إلى شر ثقيل يضايق . ومن امثال هذه المجاملات أفراد الاسرة والاصدقاء في المريض الذي يقرر الأطباء ضرورة التزامه الراحة والهدوء ،
ومع ذلك يصر كل فرد من الزوار على اثبات حضوره فى الغرفة . انتهى.
وما من شك فى أن المجاملة التى تبلغ حد النفاق شىء فيه تكلف فى الطباع وتكليف الناس الى الحد الذى لا يطاق ان مجاملة تزيد عن الحد تنقلب الى الضد . فاياك والمجاملة المملولة . . وعليك بالقصد فى كل شئ . .
- ٢١٧ - ذكاء . .
كان الامير عبد العزيز بن ابراهيم من أذكى الامراء وأعمقهم فهما . . والامير عبد العزيز تقلب فى عدة مناصب من بينها أمارته للمدينة فترة طويلة من الزمن وقبلها تولى أمارة الطائف . . فمن ذكائه أن سارقا اتهم بسرقة كبيرة ولم يتضح من بين مجموعة من الناس فعمد الى حيلة طريفة وهي أنه طلى عمودا بصبغ وكان الصبغ طريا ، فأحضر المتهمين وكانوا مجموعة ، فقال لهم : ان هذا العمود الحديدى الذى هو أمامكم على كل فرد منكم أن يمسه بيده ، فمن كان بريئا فلن يصيبه أذى من لمسه . ومن كان سارقا ففيه كهرباء تمسك يده . . وبعد مرورهم واحدا بعد الآخر على العمود الحديدى استعرضهم فمن وجد فيه أثرا من الصبغ الطرى تركه وبرأه الا واحدا لم يجد فيه اثرا للصباغة حيث كف يده ولم يمسك بالعمود خوفا من عدم افلاته حيث توهم صحة ما قاله الامير . . وبعد اعترف بالسرقة .
أما الثانية : فقد كان الامير - لك منذ
نيف وثلاثين عاما - جالسا فى السوق العامة التى تباع فيها الاغنام والابقار والابل واذا باعرابي يعرض للبيع ناقتين من النوق الابكار التى لا يفرط بها الاعراب . فقال الامير : على بالبائع ! فقال له : ممن سرفت هاتين الناقتين ، وما زال معه فى سؤال وجواب حتى اعترف بالسرقة . . فقيل للامير : ومن أين عرفت أنه سرق ؛ فقال ان الاعراب لا يبيعون الا الناقة التى بها علة أو كبر أو الجمل أما مثل هذه الابكار فلا يفرط فيها الاعراب ابدا.
- ٢١٨ - إذا تقبل الله!
بدأ واعظ خطبته فقال : أيها الناس لقد حضرتم لتصلوا وتبتهلوا الى الله أن ينزل المطر . . فهل أنتم مؤمنون بأن صلاتكم مقبولة ؟ ..
فأجابوا : نعم : نعم !
فقال لهم : اذن فلماذا لم تحضروا مظلات تقيكم من المطر ؟ . . انتهى - ان تحت كلام الواعظ معنى عميقا لو فهمه الناس لما قالوا قولا الا وعملوا به . . ولما وعدوا الا ونفذوه . .
- ٢١٩ - رضاع الام والملاريا
قالت الرسالة الالمانية الصادرة فى بون ما يلي:
" أمكن التدليل على صلاحية اللبن فى علاج الملاريا ، والتأثير على سير المرض تأثيرا ايجابيا عن طريق اتباع نظام غذائى
خاص يعتمد على اللبن . واستطاع ف . كريتشمار ان يثبت فى ابحاثه التى اجراها على الاطفال الصغار فى غرب افريقيا أن الرضع الذين مازالوا يعتمدون فى غذائهم على لبن الام وحدد محصنون حقا ضد الاصابة بالملاريا . فان جرثومة الملاريا ينقصها هنا الفيتامين المعين الذي لا نحيا بدونه ، ولا يتوافر فى اللبن .
هذا من حديث قيم عن الملاريا وطرق معالجتها . والمهم فى هذا رضاع الطفل لبن الأم الذى ستعيض عنه بلبن آخر مجفف لا يمت بصلة إلى تغذية الاطفال التغذية الصحيحة هذا الى جانب حنان الأم الذي سيفقده ، وكذلك الرابطة التى ستتقوض ما دام الطفل لن يرى أمه ، وكل ما في الامر زجاجة يمضغها اذا جاع . . ان حليب الأم هو الشفاء والغذاء والحنان والشفاء والعلاج من كل داء.
-٢٢٠- والفضل ما شهدت به الاعداء
قال برنارد شو :
انني اعتقد ان رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم في العالم بأجمعه لتم النجاح فى حكمه ، ولقاده الى الخير ، وحل مشكلاته على وجه يكفل للعالم السعادة والسلام المنشود .
وقال توماس كارليل :
من العار ان يصغى اى انسان متمدين من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين ان دين الاسلام كذب ، وان محمدا لم يكن على حق . لقد آن لنا ان نحارب هذه الادعاءات
السخيفة المخجلة . فالرسالة التى دعا اليها هذا النبي ظلت سراجا منيرا أربعة عشر قرنا من الزمان لملايين كثيرة من الناس ، فهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة التى عاشت عليها هذه الملايين وماتت . أكذوبة كاذب أو خديعة مخادع ؟ ! ولو أن الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج الكبير لأضحت الحياة سخفا وعبئا . وكان الاجدر بها الا توجد.
- انتهى-
كلمتان عجيبتان وليستا عجيبتين : عجيبتان فى أن علماء الغرب وفلاسفته ومفكريه يدركون أى شخصية بشرية كانت منار للعالم وهادية له أرسلت من رب العالمين للهداية من الظلمة الى النور ومن الشر الى الخير . . انها شخصية الرسول
الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وليستا عجيبتين فالحق حق لا مراء فيه كالشمس فى رائعة النهار ، والحق الواضح لا يحتاج الى براهين ولا أدلة ، وانما من يحيد عنه ويشذ عن سلوك طريقه ، فليس لانه لا يعرفه وانما عصى وتمرد جهرا . وما من شك فى ان قارون وهامان وفرعون وأبا طالب وكبار الكافرين لا يجهلون الحقيقة الواضحة فى الاسلام وانه من رب العالمين هداية وانقاذا للعالم ، ولهذا عصوا الله على بصيرة وانحرفوا عمدا واصرارا . اذن فما هذه الكلمات التى فاه بها توماس كارليل وبرناردشو الا حق جهر به وكتمه الآخرون . وسيأتي اليوم الذي يهتدى العالم أجمع برسالة محمد وهداية الله . . وما ذلك ببعيد.
