الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

منهجية ابن خلدون

Share

عرفت شخصية ابن خلدون فى عصر اضطربت فيه الاوضاع السياسية فى كل من جناحى العالم العربى ، فهذا من جهة تيمورلنك بالمشرق يعنون الكارثة التى منيت بها هذه البقية الباقية من الدويلات الاسلامية المبعثرة فى ضعف مزر والمنقسمة فى تدابر وتناحر مشين ، ومن جهة اخرى هناك تصدع وتازم اجتماعى سياسى قد اكتسح كامل دويلات الشمال الافريقى والاندلس تغذيه المشاحنات والدسائس ان لم تذكه المؤامرات والعصبيات الهوج .

فى هذه الفترة التاريخية التى اصيب فيها العالم الاسلامى بالضعف الذى اشرنا والتدهور الذى المعنا كان طبيعيا ان يبعث من ابناء ذلك المحتد العربى ومن اشياع تلك العقيدة المحمدية احد مفكريها العظام ليضطلع برسالة انسانية قومية تتمثل فى تشخيص العلة وتحديد الداء وبالتالى التنبؤ بما من شانه ان يعمل على تطبيبها وبلسمتها . وفعلا فان الذى اهلته امكانياته الفطرية والمكتسبة للقيام بمثل هذه المهمة الاصلاحية لم يكن سوى ولى الدين عبد الرحمان بن خلدون احد جهابذة الفكر التونسى واحد نبغاء الثقافة التونسية فى ذلك العصر - وبذلك كانت البيئة الثقافية التونسية - ممثلة فى احد خريجها - هى التى قامت بفلسفة الوضع الاجتماعى فلسفة تحاول بها انارة السبيل لاوجه المعالجة وطرق تلافى الوضع الذى اصبح عليه العرب من تفرق منهك وتطاحن مبدد ملؤه الاثرة والحزازات بله الفتن والخيانات . . . .

ولقد جاءت تلك الفلسفة الثاقبة على يد ابى زيد هذا كنداء للاصلاح او كدعوة للخروج من الازمة النكراء التى استفحل وباؤها فى شتى انحاء العالم الاسلامى بما جعل واضعها يعجل باستنساخه لعدة نسخ من المقدمة ويبعث بها فورا الى رؤساء دويلات ذلك العصر المظلم - ههنا وهناك شرقا وغربا كهدية تونسية او كهدية مفكر تونسى الى اشقائه بالمشرق والمغرب اولئك الذين اعيتهم الحيلة واضطربت حالهم الفكرية ايما اضطراب .

قصد ابن خلدون عند انقطاعه عن السياسة واعتزاله الحياة العامة الى وضع

كتاب فى التاريخ العام يضمنه ما تعين فى حقه تسجيله من شؤون عرب وبربر الشمال الافريقى فجاء عنوان مؤلفه هذا مشيرا لهذا المعنى وغيره من الحقائق الاخرى التى مست بها حاجة العصر والحت على معالجتها وضعية الشرق والغرب المزريه - فقبل ان يتطرق الى الموضوع الاساسي الذي قصد اليه اولا وهو صرد الاحداث التاريخية القريبة منه او المعبدة زمانيا او مكانيا مهد لكل ذلك بمقدمة نقدية فلسفية خصها بموضوع التاريخ ونوه فيها باهمية التاريخ وبعديد فضائله ومتكاثر مزاياه ، واشار فيها الى صحيح مذاهبه ووجيه طرقه ومناهجه - ثم هو بعد ذلك والى مقدمته هذه بالكتاب الاول من تاليفه اورد به فلسفته الاجتماعية التى حامت حول ما يسميه بالعمران وما قد يعرض له من العوارض الذاتية - وبهذين القسمين من تاليف فيلسوفنا التونسى عرفت المقدمة واشتهرت وبها اشتهر صاحبها شهرة مكنته من الجاه السياسى والادبى فى حياته ومن المكانة الروحية والعلمية بعد وفاته .

ولو انك اردت تقصى ما بهذه المقدمة من شؤون الفكر والمعرفة لوقفت على نتاج فلسفى زاخر ينم عن عقلية جبارة وبصيرة نافذة ذات اطلاع متسع يكاد يكون به صاحبه شمس الوجود الفكرى فى عصره وييئته القريبة والبعيدة -فلقد تجد بها ما لا يوجد بكتاب فتراها مرجعا لا يزاحم ولا يداني في كثير من ميادين المعرفة النقلية والعقلية . ثم هى لك ان شئت مادة فكرية تقرأ من بين سطورها اكثر مما توحى به اليك جملها وحقائقها الصريحة - فهى بالاخارة تستطيع اعتبارها سفر الوجود الانسانى الممثل - اصدق تمثيل - بحواء تلك الافاق الفكرية التى لم يصورها اى مفكر سوى عبد الرحمان عالمنا وفيلسوفنا التونسى فيما دبج وحبر من فصول وابواب مقدمته التى حوت كل شئ عن عصره - وهى بذلك عدت مرآة العصر انعكست عليها جماع ما قد تقدم ولحق عهد ابن خلدون من ثقافة ذات عناصر ومقدمات مختلفة انحدرت مع الفكر الاسلامى فى توارث متلاحق بين الاجيال فجاءت كموسوعة فريدة من نوعها او كسجل ثقافى اسلامى احتوى كامل عناصر القديم وتجاوزه بالاشارة إلى ما سيجد فى عالم المعرفة من بعده بنحو اربعة قرون وازيد - و انه لنفاذ فى البصيرة وعمق فى النقد التاريخي يمليان عليك الايمان - كل الايمان - بان صاحب المقدمة استبق فى الزمان والابتكار ما قد ينسب الى .Jean Baptiste Vico  في كتابه عن المعرفة او العلم الجديد .

وانه لفكر فلسفى اجتماعى لا كالذى عرف به اسلافه امثال افلاطون والفارابي ومن اليهما ممن عالج قضايا المجتمع معالجة نظرية بل هو حقيق بالاكبار والاجلال نظرا لما اتسم به من شمول نظرة ، وامتداد تامل ، وواقعية حكم ، كان به حقا اسبق فى التبشير بمبادئ عديدة عرفت بل اشتهرت فيما بعد ضمن مدرسة فلسفية غربية تدعى بالمدرسة الوضعية - ولعلك لست مخطئا في شئ ان ذهبت الى ما ذهب اليه عديد من مفكرى ونقاد الفكر الاجتماعي عندما نعتوا فلسفة ابن خلدون الاجتماعيه بالوضعيه فهى بلا شك مدرسية اجتماعية ملؤها الحقائق اليقينية والصدق العملى المستوحى من الوقائع المعاشة والظواهر المشخصة تشخيصا برهانيا يستند الى ما هو متعارف في ميادين العلوم الاجتماعية المعاصرة من طرق منهجية فى البحث والتقصي تؤول كلها الى ما يصطلح على تسميته بالملاحظة العلمية وهو ما يعنيه ابن خلدون بمنهج الترصد

انه لجدير بنا ان نقف عند هذا المميز الاخير من مميزات هذا الروح العلمي الذي بدا فيه صاحب المقدمة لنعطيه حقه من التحليل والمناقشة .

يذهب عدد كبير من النقاد - المتطرفين وحتى المعتدلين - الى ان المقدمة على الرغم مما احتوت عليه من اراء قيمة وفكر صحيحة - حيال العمران وما يسمونه الأن بالمرفلوجيا الاجتماعية على الخصوص - فانها على الرغم من ذلك تبتعد في اسلوب البحث وطريقة التناول عما هو متعارف الآن بيننا بالروح العلمي فهم ينتقصون من قيمة المقدمة نظرا لما يسودها على العموم من روح فمثلا عند الحديث عن الشؤون الاقتصادية Fatalisme جبرى والسلطان السياسي فان ابن خلدون بدا شديد الحرص على مراعاة تعاليم الدين بخصوصها فهو على ما يرى كما لو عد احكام الدين فيها احكاما ابدية او انه اتجه بذلك الى تعزيز نفوذ فلسفته الاجتماعية بحيث تكون منسجمة انسجاها كليا مع سلطان الديانة الاسلامية فى عصره وفى هذا ما يخدش من قيمة مذهبه ويمس من منهجيته العلمية وبالتالى لا يصح اعتباره وضعيا بالمفهوم الاصطلاحي للكلمة .

وللمرء ان يعقب على هذا الماخذ بذكر الملابسات والظروف التى كان عليها واضع المقدمة ، فهو كرجل دين وكركن من اركان الدولة الاسلامية اذ ذاك يغدو و يروح بين وسط اجتماعي شديد التشيع للدين بل يعد فيه الدين مقياسا لكل شئ ومعيارا لكل القيم فانه والحالة هذه لا مناص له من ان يراعي

واقعه الاجتماعى بمراعاته للقيم السائدة فى عصره عند تأليف ذلك سيما اذا كان به يريد مخاطبة اعلام الفكر والسياسة الاسلامية . فهو فيما ابتكر وابتدع لا بد له من ان يصوغ انتاجه ويضمن له فعاليته بكسائه حلة من آداب قومه وسنن عشيرته المتغلغلة فى النفوس المستبدة بالمهج والافئدة . ولهذا فان صاحب المقدمة بايراده لتلك الجمل الورعة والمواقف المتدينة لم يكن يقصد بها معالجة القضايا الاجتماعية التى هى فى نظره الصق بالمشاكل الفكرية الخاضعة الى علل حتمية واسباب الزامية منها الى الافتراضات الميتافيزيقية والموعزات او الموجبات الغيبية . بل هو يتقصد بها مواكبة الشعائر المتبعة ليضمن لنفسه ولمقدمته التأثير المرجى والمكانة الرفيعة ، وهذا ما لا يتم ان هو تقدم من وسطه بعلم يراه جديدا لم يسبقه فيه احد وعرضه عرضا جديدا لم يسبقه فيه احد من حيث مجافاته لتقاليد التأليف والتفكير فى عصره . على انه بالرغم مما تبدى فيه صاحبنا من الالتزامية الاخلاقية عند تحريره لكثير من فصوله فانه لم يكن الا مخالفا مخالفة تكاد تكون كلية اتجاه اين رشد وابن ميمون في انتحاء مذهبهما نحو ما بعد الطبيعة وعلم الكلام والعلوم الطبيعية . فهو على النقيض منهما عند معالجته مشاكل المجتمع وقضاياه الشائكة استخدم منهاج الترصد والتتبع بل المشاهدة الوضعية التى اهتدى اليها بعض من علماء العرب قبله فى مؤلفاتهم وبالخصوص ما خص منها علم الطبيعة الطبيعة والطب . ولعل الدلائل التى تطالعنا بها المقدمة عديدة ومتنوعة تؤكد تأكيدا قاطعا سبق ابن خلدون وشعوره بهذا السبق فى اتيانه بالمنهاج الوضعى واستخدامه لدراسة احوال المجتمع وطبيعته الشائكة . فهو واضع الوضعية التى عرفت فيما بعد منسوبة الى اوغست كونت . وهو محيى طريقة التقصى الاستقرائى قبل فرنسوا باكون الذى يراه بعضهم واضعا لهذه الطريقة فى حين انها معروفة ومستعملة منذ اقدم العصور .

ولقد ذهب غاستون بوتول فيما كتبه عن ابن خلدون وفلسفته الاجتماعية الى ان منهجية البحث المتبعة في المقدمة انما هى منهجية تفسير اكثر منها منهجية تدليل وبرهنة وضعية بل هو يمضى الى ما هو ابعد من ذلك فيقرر ان ابن خلدون وان بدا شاعرا بموجبات النقد الصحيح والمنهاج الوضعى الا انه - على ما يرى - لم يكن في آثاره ما يدلل على انه كان مدركا ادراكا جليا لهذا المنهاج الحضيف . ولعمى مثل هذا النقد لم يكن حريا الا بمثل ما عقب عليه ريني مونى عند قوله : ان الشعور بموجبات النقد الصحيح وبضرورة المنهاج

الوضعى لكاف وحده للدلالة على وجود شواغل ذهنية لديه حول الوضعية العلمية سبق بها اعلامها امثال اوغست كونت ومن والاه .

ومهما يكن من شئ فان انصاف بعض من هؤلاء الذين اعتدلوا فى الرأى واتزنوا فى الحكم على عبقرية مؤرخنا وعالمنا الاجتماعى فى خصوص روحه العلمي ومنهجيته الوضعية فانهم لا محالة لم يتجاوزوا نعته بنعوت التقدير والاطراء اما ان يرفعوا من شأنه الى درجة يكون فيها حائزا لفضل السبق فى ميدانى فلسفه التاريخ وعلم الاجتماع فهذا ما لم يقع بل يجنح مؤرخو هذين العلمين الى اعتبار Vico الايطالى كاول مؤسس لفلسفة التاريخ بوضعه (( المعرفة الجديدة )) واوغست كونت كاول مبشر بعلم الاجتماع الوضعي . ولعل تلك النعوت وذلك التمجيد المبالغ فيه احيانا من قبل هؤلاء المؤرخين والنقاد يذكر كما لو كان تمهيدا للتنصيص على نقيصة شنعاء يريدون الحاقها دائما بالمفكرين الاسلاميين عموما وهى اتصاف تفكيرهم ويحوثهم بالجبرية وهذا ما لا يقره عدد عديد من المفكرين الشرقيين فى الوقت الحاضر

ففى كثير من الفصول الواردة بالمقدمة نجد التعبير الصريح تارة والسياق والاتجاه العلمى اخرى يوضح فى اجلى مظهر ما كان ينزع اليه الباحث التونسي من طريقة علمية اكثر اتصالا بالحتمية منها باى شى عداها . وكما يقول الدكتور عبد الكريم الباقى استاذ علم الاجتماع بالجامعة السورية : انها منهجية ((كانت دائما تتجه للتنقيب عن قوانين العمران البشرى وعن مقاييس يجرى عليها هذا العمران )) . فعند الحديث عن النقد التاريخي حدد ابن خلدون منهجيته الوضعيه فى شىء من الشعور بجدواها ووجاهتها فلتستمع اليه كيف يوضح هذه الحقيقة التى ربما اوخذ بعدم التزامه لها فيما كتب والف دائما يقول ابن خلدون : (( اما الاخبار عن الواقعات فلا بد فى صدقها وصحتها من اعتبار المطابقة ، واذا فعلنا ذلك كان ذلك لنا قانونا فى تمييز الحق من الباطل فى الاخبار والصدق من الكذب بوجه برهانى لا مدخل للشك فيه وهذا هو غرض هذا الكتاب الاول من تأليفنا )) ثم هو في منهجيته الوضعية الخاصة

بالقضايا العمرانية الاجتماعية اشار فى شىء من الوضوح - الذي لا يداخلنا فيه لبس - الى مبدأ السبية ،  principe de causalite الذى يعد ركازا اساسيا للمدرسة الوضعية فيما بعد . فلنصغ الى المقدمة فيما يلى :

(( وابديت فيه لاولية الدول والعمران عللا واسبابا ثم يقول بعد ذلك : (( وسلكت فى ترتيبه وتبويبه مسلكا غريبا واخترعته من بين المناحي مذهبا عجيبا وطريقة مبتدعة واسلوبا . وشرحت فيه من احوال العمران والتمدن وما يعرض فى الاجتماع الانسانى من العوارض الذاتية ما يمتعك بعلل الكوائن واسبابها )) . فهو فى موقفه هذا نفى عن نفسه التأثر بارسطو والفارابي في خصوص هذه الطريقة المنهجية المبتكرة بل هو اظهر فى غير ما موضع من المقدمه ثورته على منطقهما الصورى ان لم يكن قد انتقده نقدا لاذعا ضمنه دعوته الصريحه للاخذ بالطريقة التجريبية كما فعل ذلك كل من ابن رشد وابن الهيثم .

وبالجملة فان منهجية ابن خلدون لا ينبغى الحكم عليها من خلال هذه الجمل الاعتراضية التى يحاول بها صاحب المركز الدينى فى الدولة ان يماشى ناموس عصره وتقاليد المجاملة والتاليف المرعية . فلو ان الباحث حذف كل ما قد تخلل المقدمة من جمل تدل على التخلق الدينى لما تعطل المعنى المشير الى الروح العلمى الاصيل ، ولما توقف التعليل والتفسير العلميان . فهو من دون شك بعلل الحادثة بالتى سبقتها والظاهرة الاجتماعية باسباب مادية اقتصادية او نفسية اجتماعية . فهو بهذا يصح اعتباره دركايم عصره في اتباعه التعليل المورفولوجى عند قوله " الاوطان الخالية من العصبيات يسهل تمهيد الدولة فيها ويكون سلطانها وازعا لقلة الهرج والانتقاض " وهو ايضا منتسكبو بيئته فى رجوعه الى الطبيعة الجغرافية كمؤثر او كعامل من عوامل التباين والاختلاف بين طباع الناس وامزجتهم يقول عبد الرحمان ابن خلدون : " فالانسان ابن عوائده ومألوفه لا ابن طبيعته ومزاجه فالذى الفه فى الاحوال حتى صار خلقا وملكة وعادة تنزل منزلة الطبيعة والجبلة " وهو كذلك كغبريال تارد عند ايراده عددا من السنن والقوانين النفسية الاجتماعية عرف بها تارد واشتهرت بسنن

المحاكاة وهي مبينة فى اجلى صورة عندما يقول : (( ان النفس ابدا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقاذت اليه اما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه او لما تغالط به من ان انقيادها ليس لغلب طبيعى ، انما هو لكمال الغالب ، فاذا غالطت بذلك واتصل لها حصل اعتقادا فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به وذلك هو الاقتداء ، او لما تراه ، والله اعلم ، من ان غلب الغالب لها ليس بمصبية ولا قوة بأس وانما هو بما انتحلته من العوائد والمذاهب ))

وعلى العموم فان ابن خلدون بوضعه المقدمة لوح لما قد جاء مفصلا على يد كل من : نيكولا مكيافيلى ( 1469-1527 ) ، وتوماس هوبز ( 1670-1588 ) وجان جاك روسو ( 1712-1774 ) ومنتسكيو ( 1689-1755 ) ، وجيوفاني باتيستا فيكو ( 1668-1744 ) ، وهردر ، وكوندورسى ومن الى كل هؤلاء ممن وضعوا المذاهب الاجتماعية المعاصرة مثل المذهب الديمقراطى والمذهب الفوضوى والمذهب الاشتراكى

وبالجملة فان الناقد لطريقه ومنهجيته ابن خلدون لا يجمل به وصفها وصفا عاما كما فعل غستون بوتول عند قوله :

(( يسود المقدمة في مجموعها روح الجبرية )) بل يجدر به ان يقيمها ويعيرها من خلال ما تمخضت عنه من قوانين اجتماعية واسرار عمرانية كان بها صاحبها الاوحد بل الاسبق فى الافصاح عنها والاصداع بها فى عصر سادت فيه الظلمة الفكرية وعمت كامل ارجاء الشرق والغرب .

اشترك في نشرتنا البريدية