عالج كاتب هذه السطور قبل ثمانية اعوام خلت ، موضوع الأدب عندنا فى احدى افتتاحيات المنهل(١) ولعل ذلك المقال كان أول محاولة علمية مبسطة لرسم الخطوط الأولية التى تكون من مادتها هذا الأدب ونعود اليوم ، بعد ثمانية اعوام ، الى معالجة الموضوع نفسه ، ولكن بمنظار غير المنظار الاول فمن دراسة "محصول" الأدب الى ما قبيل الحرب العالمية الثانية التى وقفت رحاها الطاحنة حديثاً ، تبين أن أدبنا كان لاخر لحظة ، مطبوعاً بطابع " المحاولة والمران " . فكان فى جملته ادبا تمر ينيايهبم فى كل واد ، ويسعى وراء كل ناعق ، ويتلمس الاقباس من كل سار ، ويستمد كيانه من الاستعارة الخفية احياناً ، ومن الاستعارة الجلية حيناً ، ويقوم معظم أمره على الاسقاف واللف والدوران على نفسه وعلى القائمين به
وتلك خطة كل ادب ناشئ ، وسبيل نشأة كل ادب .
واليوم وقد لاحظنا طرود شعور جديد يهدف الى التحول عن ذلك التيار المحدود بالاتجاه الى تنشئة ادب ناضج قويم ، طابعه الأول حب الأفادة ونشدان التثقيف والتقويم . فان لنا ان نتفاءل بميلاد " ادب جديد " نرجو ان نكون موفقين حينما ندعوه " بادب الثقيف والتقويم " ونرجو ان يكون موفقاً فى مطابقة الاسم للمسمى.
