ما احسن المثل الذي قيل قديما : (على انقاض السجون شيدوا المدارس). . ومن البدهى ان للمدارس اثرها الطيب وفوائدها الجمة في توجيه الهيئة الاجتماعية وفي ردع النفوس الشريرة وكبحها عن التمادى فى غيها والاستمرار فى جهلها فالعقاب والسجن لم يبق لهما أية فائدة كبيرة عند أولئك المصابين بمرض الاجرام والمنهمكين في الجريمة والعياذ بالله . وقد لو حظ ان انجع الادوية لأستئصال هذه العلة الدفينة فى نفوس ضعفاء العقول المحرومين من التربية الصحيحة هو التوجيه الصحيح والارشاد والتهذيب من طريق المدارس والمستشفيات فاللصوص المتفنون الذين تعودوا السرقة مثلا قد يدفعهم جهلهم او ضعف عقولهم او فقرهم الى خرق النظام واستنباط الحيل بشتى الوسائل للاستيلاء على ممتلكات غيرهم ، بما لهم من فن ومقدرة فى هذا السبيل . واللصوص -فى الخارج- فى عصرنا الحاضر قد نسوا او تناسوا عهد المبرد والازميل واستعملوا القوى الكهربائية والسوائل الكيمائية لأذابة الحديد ، ولكن كلما فكر هؤلاء فى امثال هذه الحيل ، استيقظ وجال البوليس واعدوا لهم العدة لاحباط عملهم وابطال سحرهم الذي سحروا به أعين الناس واسترهبوهم . .
وعلى سبيل المثال اذكر اني قرأت مرة فى احدى المجلات مقالا جاء فيه : "ان جماعة من اللصوص سطوا على خزانة حديدية وثقبوا اقفالها بالة فنية ولم يحس بهم احد ونجحوا فى مهمتهم ولما بلغ رجال البوليس المختصون ذلك اتخذوا الحيطة لافساد هذا الاختراع الخطير ، واتفقوا مع احدى الشركات على وضع تصميم لخزانة حديدية تحوى آلة كهربائية تتصل بجرس داخلي وجهاز اضاءة . فاذا
ما حاول اللص المعتاد فتح الخزانة ليلا دق الجرس بشدة فيضيء الجهاز وسرعان ما تنطلق من الخزانة (غدارة) بطريقة ميكانيكية على الجانى الذى مد يده فتقتله فى الحال . . وقد جربت هذه العملية فنجحت نجاحا باهرا اوقف تيار السرقة من الخزائن الحديدية " .
وكذلك ابتكر رجال البوليس في بعض البلدان اختراعا ويتلخص في تركيب مسحوق مخصوص يتوصل به الى القبض على اللص بطريقة سهلة . ومن خصائص هذا المسحوق انه اذا بل بالماء تحول الى لون ظاهر ثابت لا يمكن ازالته من الملابس او الايدى . . ويرش هذا المسحوق في طريق اللصوص في الاماكن التى يتكرر فيها حدوث السرقات ، واذا ما اريد كشف سر مرتكبيها استحضر الاشخاص الذين تدور الشبهة حولهم وتوضع ايديهم في الماء ، وهنا سرعان ما يظهر لون هذا المسحوق على ايديهم فيفض أمرهم في الحال .
هذه امثلة بسيطة من غرائب اللصوص من الخارج وحيلهم اثرنا إطلاع القراء عليها بوجه عام للحذر واخذ الحيطة من حيلهم واساليبهم . . والطرق التى يستعملها اللصوص كثيرة لا تدخل تحت حصر .
(يتبع)
