الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

من حديث الشعر والنثر ،

Share

مجلة المنهل احسن مما كانت عليه بالامس

ان المتتبع لمجلة المنهل . يجد الفارق اليوم جد كبير بالنسبة لما كانت عليه حال هذه الصحيفة بالامس . اذ بدأت في أول الامر قليلة الصحائف . وفي طباعة متواضعة ؟ وذلك حسب امكانيات المطابع ابان ظهورها الى ميدان الحياة الادبية . .

وهناك عدة عوامل وصعوبات لاقاها ، بادىء ذى بدء ) صاحب المجلة ( فناضل وكافح بكل جهوده وقواه الجسمانية والفكرية . مضحيا بالغالي وبالرخيص حتى اخذت تلك العوامل في التلاشي فكل عام يمر والمجلة تتقدم خطوة نحو الامام وتظهر احسن مما كانت عليه في السابق . الى ان وصلت الى الشكل الحالي من حيث الطباعة الفاخرة طباعة احرف اللونتيب . من حيث الاخراج الفني والتبويب الجديد . فاصبحت بحق المجلة الاولى من نوعها فى هذه المملكة العربية . وقد اخذ القراء يقبلون عليها لما وجدوه فيها من المواد الصالحة لغذاء الفكر وبما قد يجده فيها القارئ الحصيف من المواد الجديدة ذات الاسلوب الرصين والفكرة الهادفة التى تتمشى مع النهضة الجديدة المباركة فى هذا العهد السعودي أو بمعنى آخر في هذا العصر الذهبى اللامع الذي اخذت فيه الحياة تتطلع الى كل جديد مفيد .

مكة : ر . س

فضل الابوة

انه ليطيب لى الوقوف بجانب هذه المقطوعة الشعرية حائر النفس معجبا لحسن التعبير وبراعة الوصف وترانى عندما ارسل نظراتي اليها اشيد بناظمها الاستاذ ابراهيم جدع مع اني لا اعرفه الا من  كتاباته القيمة ومقطوعاته العذبة التى لها رشاقة وجرس موسيقى رنان لقد حلق بدقة احساسه وشعوره في عالم الابوة وعبر عما لها من حقوق وواجبات فجزاه الله خيرا وانا لا اقصد من هذا أى شئ انما الهدف من ذلك هو اظهار اعجابي بهذه المقطوعة الشعرية التى لا زالت تغمرني بالحنان الابوى الذي اودعه الشاعر في قلوب الآباء الرحماء ، كما اشاد مسترسلا بقوله :

ابي اسدى الى كريم فضل

وطوقني حنانا  باليدين

رعانى في الطفولة واجتباني

وانزلني بكلتا المقلتين

نشأت وكنت لا ادري حياتي

عذابا ام هناء بين عين

ووجهني فابصرت المعالي

ونلت مطالبي من غير مين

لك العلياء يا ابتي بمنحي

رضاء العيش في عطف وزين

ويوم بعثتني للعلم القى

به رفع النفوس ونبذ شين

بذلت العون في يسر وعسر

لتسعدنى بكلتا الحالتين

لك العلياء ما دامت حياتي

وعند الله احدى الحسنيين

رعاه الله من بر  شفوق

اشيد بذكره للمشرقن

ادين لفضله مر الليالي

وأمنحه الدعاء بركعتين

وامي ما حظيت بقرب امي

ونلت العطف ملأ باليدين

يفيض فؤادها حبا وبشرا

وتلقاني بلثم الوجنتين

وتبسم حين اعبس في حياتي

وتؤنسني بحلو النظرتين

وكم لك من اياد في حياتي

اجل مكانها للفرقدين

وكم هى بالحنان تفيض بشرا

وتبذل عطفها انسا بعين

ومن كالوالدين يجود بذلا

ويمنح ما يطيب بفرحتين

رعا الله الابوة في وصايا

والزمنا ببر الوالدين

فديت الوالدين ولست افدى

بحقهما وما اديت دين

نعم حقا ان للآباء فضلا واسع النطاق لا نجد له مقابلا مهما سلك الانسان سبيل الطاعة وقام باداء الواجبات فما هو الا قليل من كثير ولا يسعنا الا ان نلتمس منهم الدعوات التى تكسبنا رضاهم ونتجنب  العقوق ونحتفظ بحقهم فالاب يلقي مشاق كثيرة وصراعا مع الحياة عنيفا لسعادة اسرته لتلوح على وجوههم دلائل البهجة وعلامات السعادة وتهيئها والابن في هذه المرحلة لا يشعر بتعب الحياة وعبئها الثقيل لانه مازال فى سن الطفولة وسابحا في بحرها العميق فهو ينعم بقسط وافر من الطمانينة والرضا ، في ظل الابوة لما فيها من معاني الرحمة والحنان العاطفي وتفانيها في سبيل اسعاده وتوجيهاته بجميع النصائح وتعليمه . لينشأ على أسس قوية شامخة لبناء مستقبله ، ليصبح رجل الحياة ، ليكون مواطنا صالحا يتكيف مع مجتمعه

تذكرت ذلك الشيء في طفولتى وما بذله ابي من عناء وجهد وكيف كان تصميمه على ذهابي الى المدرسة متجاهلا آنذاك الهدف الذي كان يرمي اليه لمستقبلى  وما كان لي ان اتجاهل  لو كنت اعلم الفائدة التى لمستها الآن عند خروجي من الطفولة واكتمال العقل ولكن هذا امر طبيعي لا غرابة فيه والإنسان من طبيعته  الندم بعد فوات الاوان . لقد سرت سيرا طيبا في الحياة بدات اشغل وظيفة براتب يتناسب مع محيطى للتأهل وتزوجت وانجبت أولادا ولله الحمد فتتم بذلك القسط الاول من سعادتى في الحياة وعشت بقرب أولادي مرتاح الضمير يسرحون ويمرحون في رعايتي وعطفى .

ولا شك ان متاعب الام في الحمل والوضع والحضانة اكثر من متاعب الاب فهي اولى بالتكريم والاسلام يحث الولد على ان يشكر انعم الله عليه وانعم والديه وليس  احسن شئ في الوجود من التزام طاعتهما ما لم تكن في الشرك بالله تعالى وعندئذ يحسن صحبتهما في هذه الدنيا بالمعروف كما قال تعالى ) ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لى ولوالديك الى المصير وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ( وقال تعالى : ) ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ اشدة وبلغ اربعين سنة قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التى انعمت على وعلى والدى وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين ( . . وهنا الاسلام بين كيف نتمشى فى طاعة الوالدين ونحتفظ بحقهما ولا نقول لهما اف . جزى الله الآباء عنا خير الجزاء ووقفنا لطاعتهم على ما يحبه ويرضاه

دبلوم الصحافة من المؤسسة العلمية الاهلية بالقاهرة

اشترك في نشرتنا البريدية