حكاية يذكرها الكبار
فيسهر الصغار
تهمسها الحقول للديار
والليل للنهار
تسلقت شوامخ الجبال
وجاست الفجاج والدغال
وعمت البطاح والتلال
وركبت سفائن الرمال
كتبها بدمهم رجال
وعطروها من شذى النضال
هدية الكبار للصغار
وقصة الفخار
من اجل ان تبقى لنا الديار
والليل والنهار
ايام كان الحق فى حداد
والعدل فى الاسواق للمزاد
قد لبست أيامه السواد
لا فكر لا حروف لا مداد
لا امل يرجى ولا معاد
ولا حديث غير ما يعاد
قد أوصدت أبوابها الديار
وأسدت الستار
لا فرق بين الليل والنهار
الكون فى دوار
فى زمن سحابه جهام
لا يعرف الوفاء كالغمام
لا يرتوى من قطره الحمام
البوم والغربان والظلام
والناس قد عاداهم السلام
لا حس لا اشواق لا أحلام
هانت عليهم حرمة الديار
وأهملوا الصغار
حكاية يذكرها الكبار
فى الليل والنهار
. . واستيقظت من نومها العيون
عن بارق يمزق الدجون
عن صرخة دوت بها الحزون
تساءل العداة : من يكون ؟
من ذا الذى قد أزعج السكون ؟
من بعث الموتى من المنون ؟
يا عجبا ! هل شعر الجدار ؟
العار والشنار !
فلتبقر النساء والصغار
ولتهدم الديار !
وقام فيها حزبها الجسور
تعرفه فى عزمها الأمور
أبطاله يوم الوغى نمور
كأنها النسور والصقور
الموت ما بين العدى يدور
من كل شهم غاضب هصور
والنصر تاج كلل الكبار
وأسعد الصغار
دهر مضى من عمر الزمان
كاللمح في دوامة الزمان
لكنها معجزة الرهان
ووعدنا المقدس المصان
ما عاد فى أمتنا هوان
ولم يعد فى أرضنا جبان
الارض والسماء والبحار
يحرسها الشعار
وجيشنا يحتضن الديار
كانه السوار
مصانع دخانها مياه
سحابها غمامة الحياة
تمطرنا بالخير والرفاه
مكاسبى من عرق الجباه
أحسبها من نعم الاله
وارفع العيون للصلاه
وفى سبيلى أحمل المنار
مرددا حكاية الكبار
واحفظ الذمار
ليدرك حكاية الكبار
ليدرك الصغار
الشعب ذاك المطمح الاخير
عدتنا فى يومنا العسير
كالنحل فى وحدته يسير
لا سيد يطغى ولا أمير
والحزب فى موكبه الكبير
يجمعنا ويصنع المصير
مستلهما حكاية الكبار
يعلم الصغار
من اجل ان تبقى لنا الديار
والليل والنهار
قد تقصر الاعمار او تطول
فكل حال فى الدنا تحول
والموت ما بين الورى يجول
لكن روح النصر لن تزول
دولتنا بالله لن تدول
لحمتها القلوب والعقول
ما دام فى أعيننا نهار
وفي القلوب نار
وقصة يفهمها الصغار
فيسعد الكبار
