الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "الفكر"

من ديوان (( أدب وطرب (*) )) :، حكاية شعب

Share

حكاية يذكرها الكبار

فيسهر الصغار

تهمسها الحقول للديار

والليل للنهار

تسلقت شوامخ الجبال

وجاست الفجاج والدغال

وعمت البطاح والتلال

وركبت سفائن الرمال

كتبها بدمهم رجال

وعطروها من شذى النضال

هدية الكبار للصغار

وقصة الفخار

من اجل ان تبقى لنا الديار

والليل والنهار

ايام كان الحق فى حداد

والعدل فى الاسواق للمزاد

قد لبست أيامه السواد

لا فكر لا حروف لا مداد

لا امل يرجى ولا معاد

ولا حديث غير ما يعاد

قد أوصدت أبوابها الديار

وأسدت الستار

لا فرق بين الليل والنهار

الكون فى دوار

فى زمن سحابه جهام

لا يعرف الوفاء كالغمام

لا يرتوى من قطره الحمام

البوم والغربان والظلام

والناس قد عاداهم السلام

لا حس لا اشواق لا أحلام

هانت عليهم حرمة الديار

وأهملوا الصغار

حكاية يذكرها الكبار

فى الليل والنهار

. . واستيقظت من نومها العيون

عن بارق يمزق الدجون

عن صرخة دوت بها الحزون

تساءل العداة : من يكون ؟

من ذا الذى قد أزعج السكون ؟

من بعث الموتى من المنون ؟

يا عجبا ! هل شعر الجدار ؟

العار والشنار !

فلتبقر النساء والصغار

ولتهدم الديار !

وقام فيها حزبها الجسور

تعرفه فى عزمها الأمور

أبطاله يوم الوغى نمور

كأنها النسور والصقور

الموت ما بين العدى يدور

من كل شهم غاضب هصور

والنصر تاج كلل الكبار

وأسعد الصغار

دهر مضى من عمر الزمان

كاللمح في دوامة الزمان

لكنها معجزة الرهان

ووعدنا المقدس المصان

ما عاد فى أمتنا هوان

ولم يعد فى أرضنا جبان

الارض والسماء والبحار

يحرسها الشعار

وجيشنا يحتضن الديار

كانه السوار

مصانع دخانها مياه

سحابها غمامة الحياة

تمطرنا بالخير والرفاه

مكاسبى من عرق الجباه

أحسبها من نعم الاله

وارفع العيون للصلاه

وفى سبيلى أحمل المنار

مرددا حكاية الكبار

واحفظ الذمار

ليدرك حكاية الكبار

ليدرك الصغار

الشعب ذاك المطمح الاخير

عدتنا فى يومنا العسير

كالنحل فى وحدته يسير

لا سيد يطغى ولا أمير

والحزب فى موكبه الكبير

يجمعنا ويصنع المصير

مستلهما حكاية الكبار

يعلم الصغار

من اجل ان تبقى لنا الديار

والليل والنهار

قد تقصر الاعمار او تطول

فكل حال فى الدنا تحول

والموت ما بين الورى يجول

لكن روح النصر لن تزول

دولتنا بالله لن تدول

لحمتها القلوب والعقول

ما دام فى أعيننا نهار

وفي القلوب نار

وقصة يفهمها الصغار

فيسعد الكبار

اشترك في نشرتنا البريدية