الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

من ديوان " ألم . . . وأمل " :، حرب الجزائر

Share

على المغرب المظلوم ، قد سلط القهر    ويتمت الاطفال ، واندلع النكر

وخرب فى أرض الجزائر دورها       وقطعت الأشجار ، واضطرب البحر

ففي كل ركن من شوارعها به        خلائق بؤس مسها الحزن والفقر

وكم من يتيم هده الحزن ، فانبرى       يلملم ؛ مجروح الفؤاد ، به كسر

وياويلتا ! إن الأرامل والنسا            عليهن مضغوط ، وقد فرض الأسر

ويجتاح أرض العز ، ذل وفتنة         وفوضى ، وتقتيل ، وفى الأنفس الذعر

فهذى فرنسا ! أمة العدل قد طغت     وجارت ، ومن باريس قد برز الشر

ألا إنما الغرب المضلل ، مجرم      مبادئه الأولى ، التسلط والقهر

بني الشرق . إن القهر فى أرضنا غدا     يهددنا ، فلتزحفوا ، إنكم كثر

وإن رباط العرب زاد توثقا           وإن نسيم الفوز مصدره الصبر

ونحن جنود الله ، ندفع فتنة        عن المغرب المكلوم ، أو يفتح القبر

ونحن لدى الأحداث ، هول ونقمة      ونفخر - عن حق - إذا لزم الفخر

عزائمنا كالكهرباء إذا سرى         مع السلك ، والإحجام فى عرفنا كفر

ولسنا نريد العيش فى ظل ظالم        فأما حياة العز ، أو يقصف العمر

وإن سليل العرب فى المغرب الذي     تكلم ، لا يثنيه عن قصده ضر

ألا إننا نبغى إعادة مجدنا               وذي وثبة أولى سيعقبها النصر

ويا أيها الشعب المكافح ، إنه           يباركك البحر المقدس والبر

وإن جبال الأطلس الآن تعتلى           مكانة بركان يفرقعه الجمر

وفي جبل الاوراس جلجل صوتنا         فأذعن للثوار ذا الجبل الوعر

ومن بأسنا ولت جيوش كليلة            يساورها خوف ، ويدفعها غدر

ومن أرض " وهران " المدافع زمجرت      وفي الجو تحليق ، وقد حزب الأمر

ولكن جند الله غلاب ، اهتدى            إلى النصر ، والأعداء باغتهم خسر

وليس بعيدا - يا جزائر - فابشري         زمان انتصار الحق ، إن ساعد الدهر

وبعد ظلام الليل ، لابد أن ترى            بشائر صبح ، بعد أن يطلع الفجر

اشترك في نشرتنا البريدية