- (1) -
أسأل نفسي حائرا ، وأسأل الاصحاب
اسأل اهل الذكر ممن محصوا الكتاب
الغارفين من معين العلم بالاكواب
وأسأل المجربين من أولى الالباب
الظافرين فطرة بالحكمة الكعاب
اسألهم ... عن زمن شذ عن الاحقاب
كأنه لم ينحدر من أزل مخصاب
ينجب ازمانا كراما حرة الأنساب
اسألهم ... لكنني ابقى بلا جواب
- (2) -
اسألكم انتم اذن - يا سرج الإشعاع
يا من على اهوائهم يتجه الشراع
اسألكم : هل حكمة ان تقلب الاوضاع ؟
فيرخص الجوهر في متاجر الضياع
وتغلو القشور فى قلائد الرعاع
هل حكمة بالغة ان يمسخ الإبداع ؟
فتغرب النغمة عن مشارف الاسماع
وتألف الأسماع تهريجا بلا ايقاع
وهل من الحكمة ؟ يا من أمرهم مطاع
ان تصبح الأخلاق كالصكوك ، كالرقاع
قيمها منقولة من قمة لقاع
واهلها بين التقى والكفر فى صراع
- (3) -
اسألكم . هل شرف ان يذبح الوفاء
ان يطعن الاخلاص ، أن يحاكم الولاء
فى موطن ذي شرف وارض كبرياء ؟
هل شرف ان يستذل العز والإباء
ويقصم الظهر الذى لا يقبل انحناء
أمام اى كان ان احسن أو اساء ؟
هل شرف - يا سادتى - ان تلعب الاهواء
بأنفس مريضة وأرؤس جوفاء
فترفع الطين المهين رفعة السماء
وتخفض الكواكب الدرية الأضواء ؟
- (4) -
اسألكم ... هل قدر ان يلعب القدر
لعبته الحمقاء في مصائر البشر ؟
كم من عهود قطعت ومبدا أقر ؟
وكم سحابة أظلتنا بلا مطر ؟
كانت رياحا صرصرا : لم تبق لم تذر
ان تسألوا عنها فعند " قفصة " الخبر .
هل قدر ان يقذف المؤمن بالحجر ؟
ويغمر الزنديق بالريحان والزهر ؟
فأي نعمى للذي آمن واصطبر ؟
واى بأساء على من زاغ او كفر ؟
- (5) -
اسألكم ... هل للضمير الحي من بقية ؟
تعيد نبض الروح للمبادئ السنيه
هل - يا عباد الله ، يا " سدنة الحرية " -
من لفتة كريمة ونظرة سخيه ؟
لكل من أهين من اجل هوى الحرية
اسألكم ... يا من ركزتم أسسا قويه
للعدل والانصاف فى تربتنا الزكية
اسألكم : ما حال تلك القلعة العتيه ؟
هل ما تزال ملجأ لكل ذى قضيه ؟
ينصف فيها المشتكى بالشرع والشرعيه
هل ما تزال - مثلما نسمع - هي هيه ؟
أم هي صارت منبرا للخطب النارية
ومسرحا تعرض فيه كل مسرحيه ؟
اسألكم - وحسرتى تشب فى جنبية - :
هل فقدت جامعة العروبة الهويه ؟؟؟
