الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "المنهل"

من وصايا العرب، في، الحروب

Share

- ١ - وصية اكثم بن صيفى

أوصى أكثم بن صيفى قومه بما عليهم أن يقوموا به وان يتحملوه لمجابهة الحرب والاعداء . فقال لهم :

" أقلوا الخلاف على امرائكم ، فلا جماعة لمن اختلف عليه . واعلموا ان كثرة الصياح من الفشل ، فتثبتوا ، فان أحزم الفريقين الركين . ورب عجلة تعقب ريثا . . وادرعوا بالليل ، فانه أخفى للويل ، وتحفظوا من البيات " .

تأييد القرآن المجيد

وقد أيد القرآن الحكيم وجوب الثبات فى الحروب على المؤمنين ، وعدم الاختلاف ، وعدم النزاع مع ذكر الله كثيرا ، واطاعة الله ورسوله والصبر حتى النصر ، لانه بيده النصر ، فقال تعالى : ( يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثير لعلكم تفلحون . وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ) . .

- ٢ - الصبر اهم أدوات النصر

وفي الصبر كان خالد بن الوليد يسير بين الصفوف ، ويشجع الناس ، ويقول : " يا أهل الإسلام : ان الصبر عز ، وان الفشل عجز ، وان مع الصبر النصر " . وقال العرب : " الصبر عند الصدمة الاولى " . .

- ٣ - لا بد للنصر من أدوات التدبير والمكيدة

ولا بد للحرب من التدبير الخفى ، والمكيدة ، وشر ما يجلب الهزائم ، هو الثرثرة والجعجعة والتباهى والغرور : وقد كان النبى - صلى الله عليه وسلم - اذا غزا ، أخذ طريقا ، وهو يريد أخرى . . ويقول : " الحرب خدعة " . .

- ٤ - من خدع الحرب التخفي لانتزاع اسرار العدو

وحقيقة : ان الحرب خدعة . . وها نحن أولاء نورد قصة نزول عمرو بن العاص رضى الله عنه غزة بعد فتحة لقيسارية - وكلتاهما فى أرض فلسطين المحتلة اليوم فقد بعث اليه حاكمها : ان ابعث الى ، رجلا من أصحابك أكلمه . ففكر عمرو ، وأخيرا قال فى نفسه : ما لهذا الامر أحد غيرى ، فخرج متخفيا ، حتى دخل قيسارية . فسمع من عمرو كلاما لم يسمع بمثله ، فقال لعمرو : حدثني : هل فى أصحابك مثلك ؟ فقال له عمرو : لا تسأل عن هذا . انى هين عليهم اذ بعثوا بى اليك وعرضوني لما عرضوني له ولا يدرون ماذا تصنع بى . فأمر له الحاكم بجائزة وكسوة ، وبعث الى البواب : إذا مر بك فاضرب عنقه ، وخذ ما معه . فخرج عمرو من عنده ، فمر على رجل من نصارى عرب غسان فعرفه ، فقال : يا عمرو قد احسنت الدخول فأحسن الخروج . . ففطن عمرو لما أراده . فرجع فقال له الملك : ما ردك الينا ؟ قال : نظرت فيما أعطيتني ، فلم أجد ذلك يسع بنى عمى ، فأردت أن آتيك بعشرة منهم ، تعطيهم هذه العطية ، فيكون معروفك عند عشرة خيرا من أن يكون عند واحد . فقال : صدقت ، أعجل بهم ! وبعث الى البواب : أن خل سبيله . فخرج عمرو وهو يلتفت ، حتى اذا أمن قال : لا عدت لمثلها ابدا .

فلما صالحه عمرو ودخل عليه ، قال له : أنت هو ؟ قال : نعم ، على ما كان من غدرك !

اشترك في نشرتنا البريدية