( إلى صديقى على السالمى )
ما أطيب القرأن عندما
يزيح عن نفوسنا الستائر
ويغسل القلوب والمشاعر
يتركنا فى لحظة استشراق
نود لو تدوم طول العمر
نسمعه فى غبش الفجر
مبتدئا برامج الإذاعة
لكننا نموت في زحام هذه المدينة الماخور
نموت فى أزيز حافلاتها وفى ضجيج الباعه
نموت حتى فى انتظارنا اشارة المرور
أدخل بهو الجامعه
أضيع بين الاوجه الباهتة الممتقعه
تبتدىء الدروس
وعندما ينهمك الاستاذ فى إملائه
وتنحني الرؤوس
أخرج من محفظتى الجريدة اليومية
وعلبة السجائر
- وصاحب يسألني عن آخر الانباء
فى صحف الصباح والمساء -
لكنني أظل ساهما
أبحث في جيبوب سترتى
عن علبة الثقاب
تجول فى خاطرتى مقطوعة شعرية
أكتبها فى طرف الجريده
أنا أنت وأنت أنا
روحان سكنا بدنا
كسرت مزاميرى
وأتيتك أبحث عن نفس
عبر عذاب الرؤيا
آه ظمان إليك أنا
لكن ظمئى لا ترويه بحار الدنيا
وعندما استلقيت فى حديقة الكليه
قلت له :
فى عالم تسوده الرجعية
يحكمه نمر من الورق
يسد فى وجوهنا منافذ الطرق
أحسن ما نفعله
أن نتقن القرصنة الجوية
أروع ما نفعله
أن ننتهى ذات عشية على الطريقة البوذيه
أجهشت في الضحك
أجهشت من وجوم الناس
فى زمن مزيف الإحساس
وفجأة تسمرت في شفتى ضحكتى
رأيته يقبع في زاوية
يخيط فى وجومه من الوجوم كفنا
كان أنا
نضيع فى شوارع المدينة
وعندما نحس بالتعب
نجلس فى المقهى نلوك ذكريات الصيف
ويمر بذاكرتى كالطيف
وجه أتذكره فى الصيف الماضى فى باريس
فى جلستنا في مقهى حالم
نتحدث فى همس
عن قيفارا .. عن ثوار العالم
كان فلسطينيا يحمل فى عينيه عذاب القدس
أتذكر ما قال لنا :
الثائر يولد حين يموت
يتقمص أشياء أخرى
يتألق مصباحا فى تونس . فى لهفانا .. فى بيروت .
يصبح زيتونة حب خضراء
تمسح أتعاب المحزونين
وتظلل أطفال الفقراء
يصبح طيرا يتلل كالهمس إلى سجن المنفيين
أو عزما في ساعد فلاح في الصيف ..
أعود في المساء حالما
بالدفء في حضن امرأه
أمتد في فراشي
لكنني أسمعهم في الحجرة المجاورة
يثرثرون عن قضايا العدل والثوريه
عن الذين اعتنقوا المذاهب المستورده
فعوقبوا بالنفي والإقامة الجبرية
تشدقوا بلفظة الحرية
فإنني أمامكم في قفص اتهام
سوا بقي العدلية
تمنعني من الكلام
وأفتح المذياع ،
فى نشرة الانباء
أسمع كل مرة عن حادث اختطاف
ما دامت الدنيا كما رأيتها
فى قبضة السياف
فسوف تسمعون دائما
فى نشرة الانباء عن مفاجات الإختطاف .
وأسحب الغطاء ...
