عندما يشتعل القلب غزالا في النشيد
يتولاه حريق الطعنة الاولى
نبيذ المشتهى في سورة الحب ..
فيرمي شرعة الشوق على وقت المرايا
تبدأ الشهوة من منطقة الزلزال ،
من ذاكرة الفجر وأضلاع الشهيد ..
العصافير التى تحمل احلا من النور
وزهو الورد والوجد بصدر الملكه ..
أمه لم تتوجع فى نزيف العمر ،
لم ترحل بعيدا عن صلاة الياسمين
ومسافات الحنين ..
أمه كانت جموح الكبرياء
كانت الأرض اتساع الانتحار الفذ
والبحر ،
على أرصفة الحلم الشريد
أمه كانت شموخ السوسن المسفوح
من ضاحية الصبر الى جرح البلاد ..
لم تحاول حزنها ،
لم تلبس الوقت على ثوب الحداد
أمه (أمي أنا الساكن في صبوته ) ..
وهو الساكن في ترنيمة الجرح وتاريخ
الجياد ..
وهو الساطع في البوح من القمح
إلى الزعتر والصفصاف ،
والشاهد من خارطة الجوع النهائية
حتى شهوة الماء على خصر " سبو " .
من مهرجان الدم والأسماء والمنفى
إلى تهليلة السيف السعيد ..
أمه سيدة الأقمار ،
كيف الحلم يأتي ؟
كيف ينشق على الوقت الرماد ؟
أمه فاتحه الحناء والعرس ..
أنا المبتهج المطعون
والمشتعل المفتون
والمجنون ..
قلبي كان ريحانا على شرفتها ..
الحب اتجاهي ولكفيها حماس الفجر
ما أشهى انتحاري !
وسماء العمر تمتد من الشهد
رصيف النار يمتد من الوجد ..
تراتيل من الطيب السماوي ،
يفيض النور من جوف السواد ..
كان يسرى مثقلا بالسكر ،
( للسكر مقامات وأحوال )
فلا يقرأ أوجاع المساء
ساعة الشوق السهاد ..
والشحارير استحمت بالندى الليلي
فنهار الأسى نحو الغناء ..
ساعة للأنبياء
ساعة النهر وأجراس الدماء ..
اكملت زينتها الآن أقاليم البكاء
والمراثي تسأل العاشق عن باب السماء
ساعة للوطن المغتال ، للأطفال ،
للخبز الذي يطفئ جوع الفقراء
ونبيذ عاصف للشعراء ..
والمواعيد حقول وقناديل ،
اختيار ومناديل ..
المواعيد هي السيف الذي يزرع في
الجرح قمر
والمواعيد هي الشوق الذي يكتب
فى الحلم المطر ..
المواعيد هي السكر ، هي البوح ،
هي الرؤيا ،
هي الكشف ، هي الوعد ، هي
الروح ،
المواعيد هي الباطن والظاهر ..
ما بينهما العرس الذي يبدأ
من زنبقة القلب صعودا للصباح
المنتظر ..
الخطاه الشغف الشاسع ،
لم يقتله سحر امرأة من قبل ..
هذا عشقه يشهد ،
أعطته شتول النور ميلاد الحنين الصعب
هذا عشقه يشهد ..
كيف الماء من مملكة الصخر انفجر ..
يستعد الآن أن يمشى الى البحر ،
إلى باب سؤالين على ناصية اليأس ..
أنا شاهدت هذا الشغف الشاسع
فى العمر غزالا يسكن الروح ..
وشاهدت اغتراب الولد الذاهب
سهوا في الأماني ومحطات السفر ..
القنيطرة 27 - 10 - 82
